فيما أعلن المغرب منذ سنة 2003 عن تدريس الأمازيغية في التعليم الأساسي، وأنشأت الحكومة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كي يساهم في إرساء السياسات العامة الخاصة بالأمازيغية، فإن مراقبين وناشطين يسجلون قُصورًا في نشر الثقافة الأمازيغية، سواء كانت أدبًا أم فنونًا.
وينص الفصل الخامس من الدستور المغربي الجديد على أن "الأمازيغية تعد أيضًا، لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدًا مُـشتركًا لجميع المغاربة، من دون استثناء. ويحدِّد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في التعليم ومجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكّن من القيام مُستقبلًا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية".
ويرى عديد من المراقبين أن الحركة الأمازيغية بالمغرب "غرقت" في معارك ذات طابع إيديولوجي وحقوقي وسياسي أكثر مما ناضلت من أجل إقرار حقوقها الثقافية وفرض ذاتها في المشهد الثقافي والفني، وذلك لاعتبارات ذاتية وموضوعية وجيهة جعلت من الأمازيغية تتعارك لإثبات وجودها أكثر من بث انتشارها.
اقرأ أيضًا: المغرب يجذب صناع السينما العالمية
ونشأ في المغرب وعي متزايد بموضوع الهوية الأمازيغية، خاصّة في العقد الأخير، تحوّل إلى مطالب بجعل الأمازيغية رسميةً في شتّى مناحي الحياة بالبلاد، كما ارتفعت المطالب (برفع) تهميش وإقصاء هذه الثقافة، بيْد أن الأدب والفن الأمازيغييْن مكثا في الظلّ في أغلب الأحايين، مع وجود فترات متباعدة اتسمت بنوع من توهّج هذا الصنف من الأدب.
مرآة للإنسان الأمازيغي
اعتبر الكاتب والناشط الأمازيغي، لحسن أمقران، في حديث لـ"ملحق الثقافة"، أن الأدب الأمازيغي من أهم تجليات الثقافة الأمازيغية العريقة في تاريخ شمال أفريقيا، إلا أن الشفاهة التي طبعتها، عرّضت جزءً مهمًا منها للضياع والاندثار للأسف.
ورجع أمقران إلى أواخر ستينات القرن الماضي، حين بدأ الأدب الأمازيغي يشقّ طريقه إلى الكتابة، بعدما كان ينتقل شفاهةً. وبلغت الكتابة بالأمازيغية أوجها في العقد الأخير من القرن العشرين، من حيث الكمّ والنوع؛ شعر ونثر وقصة ورواية وأمثال.
اقرأ أيضًا: هل ينفر الإسلاميون المغاربة من الأدب؟
ووصف الكاتب الأمازيغي ذلك الأدب الرائج حينها، بأنه يحمل في طياته كثيرًا من القيم الجمالية والثقافية"، مشيرًا إلى "ارتباطه المقدّس بواقع المجتمع الأمازيغي، حيث ظلّ هذا الأدب مرآة حقيقية لآمال الإنسان الأمازيغي وآلامه، يعكس حياته في أدق تفاصيلها".
وزاد المتحدث أن "الأدب الأمازيغي انتقل في جزء منه إلى التدوين، فأُلّف عدد مهمّ من الكتب الأدبية المتنوعة. وقد كتب عدد كبير من المؤلفات في الفترة الاستعمارية، بلغات التدريس آنذاك؛ الفرنسية والعربية. لكن تلك المؤلفات وإن لم تكتب بالأمازيغية إلا أنها أدب أمازيغي صرف". وشرح أمقران ذلك قائلًا أن "هذه الكتابات تميّزت بتوظيف اللغة الأمازيغية في توجه جديد طبع الساحة الأدبية الأمازيغية في المغرب، مع ما يطرحه ذلك من إكراهات القاموس، وخصوصًا أن مرحلة التدوين جاءت في سياق عصري وحداثي تميّز بالمثاقفة والمأسسة" وفق تعبيره.
حاجيات الأدب الأمازيغي
ومثل كل أدب، اتسم الأدب الأمازيغي في البلاد بفترات تراوحت بين الازدهار والنكوص، لكن مراحل التهميش في وسائل الإعلام خاصة كانت الطاغية، نظرًا إلى الجاذبية التي تحظى بها الإنتاجات الأدبية والثقافية باللغتين العربية والفرنسية خصوصًا. وفي هذا الصدد وجد أمقران أن الأدب الأمازيغي بالمغرب في حاجة ماسّة إلى ربط القراءة بمستوى المقروئية، لأن معدل القراءة في مجتمعاتنا النامية متدن بكل المقاييس. والمقروئية باللغة الأمازيغية أسوأ بكثير، خاصة أن مسألة تعليم الأمازيغية وتعلّمها أمر متشعب ومعقد".
ودعا الكاتب ذاته إلى "الاهتمام بالدراسات الاستشراقية التي اعتنت بالأمازيغية نظرًا إلى أهميتها الأكاديمية، وكذلك إلى تشخيص العوائق والمثبطات الذاتية والموضوعية عبر الاهتمام بالدراسات النقدية"، مطالبًا أيضًا بإدراج مادة الأدب الأمازيغي في الجامعات المغربية، وتعميم شعبة الدراسات الأمازيغية في الجامعات المغربية".
اقرأ أيضًا: أدب السجون بالمغرب، للحقيقة وجهان
وذهب أمقران إلى أنه "يجب تأهيل الشباب في تقنيات التأليف ومناهجه، وحثّهم على العمل لتدوين التراث بكل أجناسه، والاعتناء بأدب الطفل وتشجيعه لأن الأطفال رهان المستقبل. كما أن من شأن الاحتفاء بالأدباء والمؤلفين الأمازيغ وتشجيعهم إنعاش الأدب الأمازيغي".
وإذ يتميّز عصرنا بالتكنولوجيا الحديثة، فقد أضاف الكاتب أنه "يتعين على الجهات المسؤولة أن تعمل على رقمنة التراث الأدبي، من أجل تشجيع الإقبال عليه خصوصًا من قبل الشباب".
السينما الأمازيغية ضعيفة
قليلة جدًا هي الأفلام المغربية الأمازيغية، إذ لا يزيد عددها عن 12 فيلمًا خلال السنوات العشر الأخيرة، أي أقلّ من فيلم واحد سنويًا، خلافًا للأشرطة المتلفزة، المنتجة بشكل أفضل كمًا وكيفًا.
وفي هذا الصدد يقول الناقد فؤاد زويريق لـ"ملحق الثقافة"، إنه "لا يمكن الحديث عن سينما أمازيغية بمعنى الكلمة، لأن هناك تجارب فيلمية ناطقة باللغة الأمازيغية، وهي تجارب ما زالت في المهد"، مشيرًا إلى أن أوّل فيلم أمازيغي أنتج عام 2006، وهو فيلم "تيليلا" للراحل محمّد مرنيش. وأضاف زويريق بأن "الحركة ''السينمائية الأمازيغية'' في المغرب ما زالت ضعيفة جدًا، كمًّا على الأقل، مقارنة بنظيرتها الناطقة بالعربية التي تعدّت العشرين فيلمًا في السنة، وهذا راجع لعدة أسباب، أوّلها البحث عن الذات". وثاني العوامل - يضيف الناقد - "الاكتفاء إلى حدّ الساعة بدور "الكومبارس" داخل المشهد السينمائي المغربي عوض التنافس أو التكامل، والعامل الثالث يتجلى في اهتمام المؤسسات الوصية بالأفلام الناطقة بالعربية، مع إهمال الأفلام الأمازيغية، أو على الأقل ضعف الاهتمام بها".
وأشار زويريق إلى عوامل أخرى تفسّر ضعف السينما الأمازيغية منها نقص الدعم المالي، وغياب رؤوس الأموال الخاصة، وضعف الاهتمام الإعلامي والنقدي، وغيرها من الأسباب التي أدّت إلى تأخّر انطلاق هذه السينما، رغم وجود حاضنة جماهيرية لها في كافة دول شمال إفريقيا، وبعض دول الاتحاد الأوروبي". وخلص الناقد إلى أن "السينما الأمازيغية
في المغرب ما زالت تحتاج إلى الكثير من العمل والتضحيات حتى تستطيع على الأقل مجاراة أختها الناطقة بالعربية"، مشيرًا إلى أن ما نشاهده الآن لا يعدو كونه تجارب منفصلة لا يمكنها أن تنفخ الروح في هذه الحركة التي ما زالت تعاني من اللامبالاة، لئلا نقول التهميش".
المسرح وتلمّس الطريق
وأما المسرح الأمازيغي، فقد انطلق في البداية خلال العقد الأخير من القرن العشرين، ولاقت عروضه الأولى إقبالًا لافتًا، لكن من دون أن يصل الأمر إلى تحقيق شروط الممارسة المسرحية الاحترافية بأشكالها وطرقها المتعارف عليها فنيًا.
وتشكلت "جمعية البحث والتبادل الثقافي" الخاصّة بالمسرح الأمازيغي سنة 1967، وكانت أوّل من دعت إلى تشجيع الممارسة المسرحية بالأمازيغية، وساهمت في بلورة وعي فني وثقافي بضرورة تأسيس مسرح أمازيغي يعكس الهوية والحضارة الأمازيغية.
وقد ساهمت المهرجانات الفنية والثقافية التي كانت تُنظم في العديد من مدن المغرب في ظهور نواة مسرح أمازيغي هاوٍ، خصوصًا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث قدّم فنانون مسرحيات أمازيغية، كان من أشهرها مسرحية "أزوغ ذ- ثايوث"، ومعناها "ابحث في الضباب"، ومسرحية "أمقاز إمضران" أي "حفّار القبور"، وغيرها.
ويرى مختصون أن تراكم الإنتاجات المسرحية الأمازيغية لم يُفض رغم ذلك إلى ممارسة احترافية، بالنظر إلى عدة عوامل موضوعية، منها أن الأمازيغية نفسها لا زالت تبحث عن سُبل فرض ذاتها، وتفعيل طابعها الرسمي في الحياة الثقافية والسياسية، وأيضًا لأن المسرح الأمازيغي يرتبط بمدى الجواب عن سؤال الوعي بهذه الهوية.
ويرى عديد من المراقبين أن الحركة الأمازيغية بالمغرب "غرقت" في معارك ذات طابع إيديولوجي وحقوقي وسياسي أكثر مما ناضلت من أجل إقرار حقوقها الثقافية وفرض ذاتها في المشهد الثقافي والفني، وذلك لاعتبارات ذاتية وموضوعية وجيهة جعلت من الأمازيغية تتعارك لإثبات وجودها أكثر من بث انتشارها.
اقرأ أيضًا: المغرب يجذب صناع السينما العالمية
ونشأ في المغرب وعي متزايد بموضوع الهوية الأمازيغية، خاصّة في العقد الأخير، تحوّل إلى مطالب بجعل الأمازيغية رسميةً في شتّى مناحي الحياة بالبلاد، كما ارتفعت المطالب (برفع) تهميش وإقصاء هذه الثقافة، بيْد أن الأدب والفن الأمازيغييْن مكثا في الظلّ في أغلب الأحايين، مع وجود فترات متباعدة اتسمت بنوع من توهّج هذا الصنف من الأدب.
مرآة للإنسان الأمازيغي
اعتبر الكاتب والناشط الأمازيغي، لحسن أمقران، في حديث لـ"ملحق الثقافة"، أن الأدب الأمازيغي من أهم تجليات الثقافة الأمازيغية العريقة في تاريخ شمال أفريقيا، إلا أن الشفاهة التي طبعتها، عرّضت جزءً مهمًا منها للضياع والاندثار للأسف.
ورجع أمقران إلى أواخر ستينات القرن الماضي، حين بدأ الأدب الأمازيغي يشقّ طريقه إلى الكتابة، بعدما كان ينتقل شفاهةً. وبلغت الكتابة بالأمازيغية أوجها في العقد الأخير من القرن العشرين، من حيث الكمّ والنوع؛ شعر ونثر وقصة ورواية وأمثال.
اقرأ أيضًا: هل ينفر الإسلاميون المغاربة من الأدب؟
ووصف الكاتب الأمازيغي ذلك الأدب الرائج حينها، بأنه يحمل في طياته كثيرًا من القيم الجمالية والثقافية"، مشيرًا إلى "ارتباطه المقدّس بواقع المجتمع الأمازيغي، حيث ظلّ هذا الأدب مرآة حقيقية لآمال الإنسان الأمازيغي وآلامه، يعكس حياته في أدق تفاصيلها".
وزاد المتحدث أن "الأدب الأمازيغي انتقل في جزء منه إلى التدوين، فأُلّف عدد مهمّ من الكتب الأدبية المتنوعة. وقد كتب عدد كبير من المؤلفات في الفترة الاستعمارية، بلغات التدريس آنذاك؛ الفرنسية والعربية. لكن تلك المؤلفات وإن لم تكتب بالأمازيغية إلا أنها أدب أمازيغي صرف". وشرح أمقران ذلك قائلًا أن "هذه الكتابات تميّزت بتوظيف اللغة الأمازيغية في توجه جديد طبع الساحة الأدبية الأمازيغية في المغرب، مع ما يطرحه ذلك من إكراهات القاموس، وخصوصًا أن مرحلة التدوين جاءت في سياق عصري وحداثي تميّز بالمثاقفة والمأسسة" وفق تعبيره.
حاجيات الأدب الأمازيغي
ومثل كل أدب، اتسم الأدب الأمازيغي في البلاد بفترات تراوحت بين الازدهار والنكوص، لكن مراحل التهميش في وسائل الإعلام خاصة كانت الطاغية، نظرًا إلى الجاذبية التي تحظى بها الإنتاجات الأدبية والثقافية باللغتين العربية والفرنسية خصوصًا. وفي هذا الصدد وجد أمقران أن الأدب الأمازيغي بالمغرب في حاجة ماسّة إلى ربط القراءة بمستوى المقروئية، لأن معدل القراءة في مجتمعاتنا النامية متدن بكل المقاييس. والمقروئية باللغة الأمازيغية أسوأ بكثير، خاصة أن مسألة تعليم الأمازيغية وتعلّمها أمر متشعب ومعقد".
ودعا الكاتب ذاته إلى "الاهتمام بالدراسات الاستشراقية التي اعتنت بالأمازيغية نظرًا إلى أهميتها الأكاديمية، وكذلك إلى تشخيص العوائق والمثبطات الذاتية والموضوعية عبر الاهتمام بالدراسات النقدية"، مطالبًا أيضًا بإدراج مادة الأدب الأمازيغي في الجامعات المغربية، وتعميم شعبة الدراسات الأمازيغية في الجامعات المغربية".
اقرأ أيضًا: أدب السجون بالمغرب، للحقيقة وجهان
وذهب أمقران إلى أنه "يجب تأهيل الشباب في تقنيات التأليف ومناهجه، وحثّهم على العمل لتدوين التراث بكل أجناسه، والاعتناء بأدب الطفل وتشجيعه لأن الأطفال رهان المستقبل. كما أن من شأن الاحتفاء بالأدباء والمؤلفين الأمازيغ وتشجيعهم إنعاش الأدب الأمازيغي".
وإذ يتميّز عصرنا بالتكنولوجيا الحديثة، فقد أضاف الكاتب أنه "يتعين على الجهات المسؤولة أن تعمل على رقمنة التراث الأدبي، من أجل تشجيع الإقبال عليه خصوصًا من قبل الشباب".
السينما الأمازيغية ضعيفة
قليلة جدًا هي الأفلام المغربية الأمازيغية، إذ لا يزيد عددها عن 12 فيلمًا خلال السنوات العشر الأخيرة، أي أقلّ من فيلم واحد سنويًا، خلافًا للأشرطة المتلفزة، المنتجة بشكل أفضل كمًا وكيفًا.
وفي هذا الصدد يقول الناقد فؤاد زويريق لـ"ملحق الثقافة"، إنه "لا يمكن الحديث عن سينما أمازيغية بمعنى الكلمة، لأن هناك تجارب فيلمية ناطقة باللغة الأمازيغية، وهي تجارب ما زالت في المهد"، مشيرًا إلى أن أوّل فيلم أمازيغي أنتج عام 2006، وهو فيلم "تيليلا" للراحل محمّد مرنيش. وأضاف زويريق بأن "الحركة ''السينمائية الأمازيغية'' في المغرب ما زالت ضعيفة جدًا، كمًّا على الأقل، مقارنة بنظيرتها الناطقة بالعربية التي تعدّت العشرين فيلمًا في السنة، وهذا راجع لعدة أسباب، أوّلها البحث عن الذات". وثاني العوامل - يضيف الناقد - "الاكتفاء إلى حدّ الساعة بدور "الكومبارس" داخل المشهد السينمائي المغربي عوض التنافس أو التكامل، والعامل الثالث يتجلى في اهتمام المؤسسات الوصية بالأفلام الناطقة بالعربية، مع إهمال الأفلام الأمازيغية، أو على الأقل ضعف الاهتمام بها".
وأشار زويريق إلى عوامل أخرى تفسّر ضعف السينما الأمازيغية منها نقص الدعم المالي، وغياب رؤوس الأموال الخاصة، وضعف الاهتمام الإعلامي والنقدي، وغيرها من الأسباب التي أدّت إلى تأخّر انطلاق هذه السينما، رغم وجود حاضنة جماهيرية لها في كافة دول شمال إفريقيا، وبعض دول الاتحاد الأوروبي". وخلص الناقد إلى أن "السينما الأمازيغية
في المغرب ما زالت تحتاج إلى الكثير من العمل والتضحيات حتى تستطيع على الأقل مجاراة أختها الناطقة بالعربية"، مشيرًا إلى أن ما نشاهده الآن لا يعدو كونه تجارب منفصلة لا يمكنها أن تنفخ الروح في هذه الحركة التي ما زالت تعاني من اللامبالاة، لئلا نقول التهميش".
المسرح وتلمّس الطريق
وأما المسرح الأمازيغي، فقد انطلق في البداية خلال العقد الأخير من القرن العشرين، ولاقت عروضه الأولى إقبالًا لافتًا، لكن من دون أن يصل الأمر إلى تحقيق شروط الممارسة المسرحية الاحترافية بأشكالها وطرقها المتعارف عليها فنيًا.
وتشكلت "جمعية البحث والتبادل الثقافي" الخاصّة بالمسرح الأمازيغي سنة 1967، وكانت أوّل من دعت إلى تشجيع الممارسة المسرحية بالأمازيغية، وساهمت في بلورة وعي فني وثقافي بضرورة تأسيس مسرح أمازيغي يعكس الهوية والحضارة الأمازيغية.
وقد ساهمت المهرجانات الفنية والثقافية التي كانت تُنظم في العديد من مدن المغرب في ظهور نواة مسرح أمازيغي هاوٍ، خصوصًا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث قدّم فنانون مسرحيات أمازيغية، كان من أشهرها مسرحية "أزوغ ذ- ثايوث"، ومعناها "ابحث في الضباب"، ومسرحية "أمقاز إمضران" أي "حفّار القبور"، وغيرها.
ويرى مختصون أن تراكم الإنتاجات المسرحية الأمازيغية لم يُفض رغم ذلك إلى ممارسة احترافية، بالنظر إلى عدة عوامل موضوعية، منها أن الأمازيغية نفسها لا زالت تبحث عن سُبل فرض ذاتها، وتفعيل طابعها الرسمي في الحياة الثقافية والسياسية، وأيضًا لأن المسرح الأمازيغي يرتبط بمدى الجواب عن سؤال الوعي بهذه الهوية.