بعد انقطاع دام أكثر من 104 سنوات، يعود الأذان ليصدح من جديد داخل مسجد "أميرة البلقان"، في مدينة بيتولا، جنوب غربي مقدونيا، التي كانت تتمتع بموقع استراتيجي مهم خلال العهد العثماني.
ويطلق سكان المدينة على مسجد "القاضي حيدر" التاريخي اسم "أميرة البلقان"، الذي بني عام 1561 - 1562 في عهد السلطان العثماني سيلمان القانوني، من قبل القاضي حيدر أفندي.
ومن المقرر أن يُفتتح المسجد مجددا بصلاة الجمعة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعد إنهاء أعمال الترميم التي نفذتها مديرية الأوقاف التركية.
وأوضح المدير العام للأوقاف، عدنان أرتم، أن المديرية والمركز الوطني للحفاظ على الآثار الثقافية المقدوني وقعا على بروتوكول تعاون عام 2012 من أجل إعادة افتتاح المسجد.
وأضاف أن أعمال الترميم انتهت بما يتناسب مع طرازه القديم، ليعلو صوت الأذان مجددا من مآذنه، للمرة الأولى بعد 104 سنوات.
بدوره، أوضح رئيس ورشة الترميم، أونور عطار، أنهم حين بدأوا بأعمال الترميم في المسجد، الذي كان في وضع سيئ للغاية، عثروا على نقوش وشواهد قبور تعود لأماكن مختلفة في المدينة، لافتاً إلى أنهم جمعوا قطع الآثار المحطمة بمساعدة خبراء، وأنهم قاموا بتعزيزها بواسطة قضبان من ألياف الكربون، ثم بنوا متحفًا لشواهد القبور في بهو المسجد.
وأضاف أنهم خلال أعمال الترميم لم يهدموا كنيسة بناها أحد المقدونيين الأرثوذكسيين، داخل بهو المسجد، بل عزلوها، ليكسبوا بذلك تقدير سكان الحي الذي يقع فيه المسجد.
وأشار إلى أن المسجد عاد إلى وضعه الأول، وأن الأجيال في المستقبل ستواصل رؤية المسجد على شكله الحالي.
وأكد أنهم لم يتلقوا أي شكوى خلال أعمال الترميم، رغم أن غالبية سكان الحي غير مسلمين، مضيفا: "الجميع في المدينة يتحدث عن المسجد، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين، وحديث الجميع الإيجابي عن المسجد يسعدنا".
يشار إلى أن مديرية الأوقاف التركية أنفقت مبلغ 4 ملايين و656 ألفا و962 ليرة تركية (نحو 1.28 مليون دولار أميركي)، لترميم مسجد "القاضي حيدر" التاريخي، الذي يحظى بأهمية كبيرة لدى مسلمي مقدونيا.
(الأناضول)