ودعا الأسد، خلال استقباله، الثلاثاء، مختطفي السويداء المطلق سراحهم من قبل تنظيم "داعش" وعائلاتهم، أهالي المحافظة ذات الغالبية الدرزية من سكانها، لإلحاق أبنائهم في الخدمة ضمن قوات النظام، معتبراً أن الالتزام بالوطنية "هو دعم الجيش من خلال الالتحاق به"، وفق زعمه.
وتخلّف آلاف الشبان من محافظة السويداء، عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية في قوات النظام على مدى سنوات، مطالبين بالخدمة داخل محافظتهم حصراً، وهو ما دفع النظام السوري إلى تهديد المحافظة بشكل مباشر من خلال عقد صفقة مع تنظيم "داعش"، نقل فيها مسلّحي الأخير من جنوب دمشق إلى ريف السويداء الشرقي، وهاجم التنظيم إثرها ريف المحافظة الشرقي.
ووجّه الأسد تهديداً لأهالي السويداء، في حال عدم التحاق أبنائهم بالخدمة العسكرية، بقوله: "ما جرى هو درس لكل سوري ومن يريد الدفاع عن الوطن، فليس عن طريق الجلوس وراء الحواسيب، ووضع الخطط من هناك".
وحمّل الأسد، الشبان المتخلفين عن الخدمة في قواته من السويداء، مسؤولية اختطاف مدنيين منها أغلبهم نساء وأطفال، بقوله: "كل من تهرّب من خدمة الجيش، تهرب من خدمة الوطن، وكل من تهرب من خدمة الوطن يتحمل مسؤولية كل مخطوف وكل شهيد بريء".
وكانت محافظة السويداء قد شهدت أحداثاً دامية، في 25 يوليو/تموز الماضي، حيث قُتل ما يناهز الـ150 شخصاً، فضلاً عن إصابة 200 في السويداء وريفها، في سلسلة هجمات مباغتة وتفجيرات انتحارية نفّذها مسلحون ينتمون إلى تنظيم "داعش".
ولم يكتف "داعش" بذلك، بل اختطف 30 مدنياً من قرية الشبكي، بينهم 11 امرأة و18 طفلاً، وشاب واحد أعدمه، مطلع أغسطس/آب الماضي، كما ادّعى وفاة مختطفة نتيجة مضاعفات صحية بحسب ادعائه، ليعدم مختطفة جديدة في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووصل الجمعة، المختطفون المحررون إلى منازل ذويهم في ريف السويداء، وهم 17 شخصاً، جميعهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى جثتي طفلين، بحسب ما أكّدته المصادر لـ"العربي الجديد".
وأوضحت المصادر أنّ "الجثتين تعودان للطفلين رأفت وقصي أبو عمار"، وظهرت على جسديهما آثار الإصابة بطلقات نارية. وبحسب المصادر، فقد تبين أنّ "داعش" كان أقدم على إعدام مروة عصام الأباظة، وهي كانت ضمن المختطفات لديه، قبل عملية التسليم، ولم يتم تسليم جثتها. وأكدت المصادر أنّ قوات النظام السوري لم تتدخل نهائياً في عملية تسلم المختطفين، وأنّ روسيا كانت توصلت إلى اتفاق مع التنظيم على مكان محدد بالقرب من منطقة حميمة شمال شرقي تدمر بريف حمص، كي يتم تسلم المخطوفين ضمن شاحنة.
وتابعت أنّ مجموعة من قوة المهام الروسية الخاصة، قامت بمهاجمة الشاحنة، لعلمها بمكان التسليم، بهدف إظهار أنّ العملية تمت دون الاتفاق مع "داعش"، وبهدف إخفاء موضوع دفع مبالغ مالية للتنظيم.
وكانت مصادر متقاطعة أكدت أنّ هناك معطيات جدية عن تواطؤ النظام مع "داعش"، من أجل تنفيذ عملية الاختطاف، للضغط على محافظة السويداء التي حاولت أن تبقى على الحياد في الصراع الدائر في سورية منذ عام 2011.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنها رصدَت مؤشرات توحي بتنسيق وتناغم بين النظام السوري وتنظيم "داعش" قبيل وقوع هجمات السويداء، منها نقل عناصر تنظيم "داعش" الذين كانوا في مخيم اليرموك إلى البادية الشرقية التابعة لمحافظة السويداء، ثم إخلاء قوات النظام مواقعها في ريف السويداء الشرقي، والانسحاب من أهم نقاط المراقبة في البادية، وهي نقطة الدياثة، وسحب الأسلحة التي وزَّعتها على اللجان الشعبية. وحينها رفضت بعض القرى تسليم أسلحتها. وبحسب التقرير، فإنَّ القرى التي سلَّمت أسلحتها هي التي تعرَّضت للهجمات فقط.