دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية، اليوم الإثنين، وذلك مع هبوط الأسهم الصينية بنحو 9%، وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بحوالى 3%، كما تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ ثلاثة أشهر عن نطاق السيطرة.
وشهدت الأسهم الأميركية خسائر حادة في مستهل جلسة اليوم، ونزل مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي عن 16000 نقطة لأول مرة منذ فبراير/شباط 2014، وذلك بعد أن هوت الأسهم الصينية أكثر من 8% وسط تراجع حاد لأسعار النفط والسلع الأولية الأخرى.
كما نزل المؤشر داو جونز الصناعي 955.93 نقطة توازي 5.81% إلى 15503.82 نقطة، في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 94.92 نقطة تعادل 4.82% إلى 1875.97 نقطة، بينما خسر المؤشر ناسداك المجمع 378.08 نقطة أو 8.03% ليصل إلى 4327.96 نقطة.
وشهد النفط مزيداً من الخسائر وهبط 4%، بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية، والسندات الألمانية والين واليورو، وذلك في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات.
وقال رئيس أنشطة الاستثمار في بنك ايه.بي.ان أمرو الهولندي، ديدييه دوريه:"نعاني من رعب على نطاق واسع بفعل الصين.. ستستمر التقلبات حتى نرى بيانات أفضل أو إجراء قويّاً في السياسة النقدية من خلال تيسير نقدي فعال".
وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تأتي مثل تلك الإجراءات الداعمة، ومن بينها خفض أسعار الفائدة من الصين، في مطلع الأسبوع بعدما هبطت سوقها الرئيسية للأسهم 11% الأسبوع الماضي.
ومع بزوغ شكوك قوية الآن حول احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، تراجع الدولار مقابل عملات رئيسية.
وهبط الدولار الأسترالي لأدنى مستوياته في ست سنوات، وتراجعت أيضاً عملات أسواق ناشئة عديدة، بينما دفع الهروب إلى الملاذات الآمنة اليورو لأعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف الشهر.
من جهته، قال رئيس البحوث لدى شينسي بنك في طوكيو، تاكاكو ماسيا: "تبدو الأمور الآن مثل الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات. يبيع المضاربون أصولا تبدو الأكثر تأثراً".
اقرأ أيضاً: الصين تكبّد 8 بورصات عربية 67 مليار دولار
ومع الضربة الجديدة التي تلقتها أسواق السلع الأولية، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف لأدنى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام، حيث أدى القلق بشأن تخمة المعروض العالمي إلى تنامي المخاوف، من ضعف محتمل في الطلب من الصين المتعطشة عادة للموارد الطبيعية.
وانخفض خام النفط الأميركي في أحدث تحرك 3.6% إلى أقل قليلاً من 39 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام برنت 3.7% إلى 43.74 دولاراً ليهبط للمرة الأولى دون مستوياته المنخفضة التي سجلها في يناير/كانون الثاني.
وتراجع النحاس، الذي ينظر إليه كمؤشر على الطلب الصناعي العالمي 2.5 %، وسجلت العقود الآجلة للنحاس، للتسليم بعد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن، أدنى مستوياتها في ست سنوات عند 4920 دولارا للطن، وهبط النيكل 6% إلى 9570 دولارا للطن مسجلا أدنى مستوياته منذ 2009.
وشكل هبوط الأسهم الصينية بنحو 9% أسوأ أداء لها منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009، وبدد جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام، والتي بلغت في يونيو/حزيران أكثر من 50%.
وأدى الهبوط الأخير إلى تنامي خيبة الأمل نظراً لأن بكين لم تعلن سياسة الدعم المتوقعة في مطلع الأسبوع، وتراجعت جميع العقود الآجلة على المؤشرات بالحد الأقصى اليومي 10%، وهو ما يشير إلى أن الأيام القادمة ستكون أشد قتامة.
وهبط مؤشر إم.إس.سي.آي الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي خارج اليابان 5.1 % مسجلاً أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، وأغلق مؤشر نيكي 225 للأسهم اليابانية منخفضا 4.6%، بينما سجلت الأسهم الأسترالية والإندونيسية أدنى مستوياتها في عامين.
وقال رئيس التحليل الفني لدى ديوا للأوراق المالية في طوكيو، إيجي كينوشي: "ربما تضطر الصين إلى إجراء مزيد من الخفض في قيمة اليوان إذا تعثر اقتصادها، وأدى تعامل أسواق الأسهم مع آفاق ضعف اليوان إلى تضخيم الأثر السلبي لتباطؤ الاقتصاد الصيني".
وبحسب محللين ماليين، فإن هناك دلائل جديدة على امتداد الأزمة إلى الأسواق المتقدمة، وهبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني، الذي يضم عدداً كبيراً من شركات النفط والتعدين العالمية لليوم العاشر على التوالي مسجلاً أسوأ أداء له منذ 2003.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي في أحدث تحرك 3.7 % إلى 1382.15 نقطة ليفقد نحو 300 مليار يورو (344.61 مليار دولار) من قيمته وتصل خسائره إلى ما يزيد عن تريليون يورو منذ بداية الشهر.
وتشير العقود الآجلة للأسهم الأميركية أيضاً إلى خسائر كبيرة للأسواق الرئيسية في وول ستريت مع توقعات بأن تفتح مؤشرات داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع على انخفاض.
وسجل الجنيه الإسترليني هبوطاً حاداً أمام اليورو، اليوم الإثنين، مواصلا طريقه نحو تسجيل أكبر خسارة في يوم واحد في أكثر من ست سنوات أمام العملة الأوروبية الموحدة، حيث أدى الهبوط في أسواق الأسهم العالمية إلى تبدد الآمال في أن يرفع بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة في أي وقت قريب.
وخسر الجنيه الإسترليني ما يصل إلى 2% في هبوط لم يحدث منذ أوائل 2009، حيث اخترق سعر اليورو مستوى 74 بنساً للمرة الأولى منذ مايو/أيار.
وهبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني بما يصل إلى 6% اليوم في واحدة من أكبر الخسائر على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: تهاوي البورصات الآسيوية.. وشنغهاي أكبر الخاسرين