ليس هناك بلدٌ لرجال كبار
الشباب يشبكون يداً بيد، طيورٌ في الشجر
(وداعاً لتلك الأجيال الميتة)
أُغنياتهم التي تُرقِّصُ أسماكَ السلمون
والبحار التي تفيضُ بسمك الماكريل،
السمكُ أو اللحم أو الطير يصولُ ويجولُ
طوال الصيف،
ما تمَّ نسله، وما وُلِدَ، وما يموتُ.
عالقٌ في تلك الموسيقى الحسّية المجهولة
مجهولةٌ لصروحِ فكرٍ لا تشيخُ
ما المعمِّرُ إلا رجلٌ تافهٌ
معطفٌ رثٌّ على عصا
إلا إذا أمسكت بروحهِ يدٌ وجعلته يغنّي
ويغنّي أكثر
لكلِّ بقعةٍ رثّةٍ في ثوبه الفاني
وما هنالك بمدرسة غناء
بل صروح علمٍ تدركُ عظمةَ ذاتها
لذلك رفعتُ أشرعتي في البحار وأتيتُ
إلى مدينة بيزنطة المقدّسة.
أيها الحكماء الواقفون في نار الآلة المقدّسة
كما في الفسيفساء الذهبية على حائط
تعالوا من النار المقدسة، دوروا في الدرك الأسفل من الدائرة،
وكونوا أسياد غناءٍ لروحي.
قطّعوا أوصال قلبي، مريضُ شهوةٍ
ومربوط بحيوان يموتُ
لا يعرفُ ذاته، اجمعوني في مكيدة الخلود.
ما إن أخرج من الطبيعة
فلن تأخذ هيئة جسدي أيّ قالبٍ طبيعيٍ آخر،
بل هكذا هيئة كما يصيغها الصاغةُ اليونانيون
من ذهبٍ مصقولٍ، ومن زخرفِ الذهب
لكي يحافظوا على يقظة الإمبراطور الناعس
أو ليحركوا في برعمٍ ذهبيّ الغِناء
لأسياد وسيّدات بيزنطة
لما جرى، أو يجري، أو سيجري.
لـ سماع القصيدة
* ترجمة عن الإنكليزية: عاطف الشاعر
** قراءة: سائد نجم (خاص بالقسم الثقافي في العربي الجديد)
*** ويليام بتلر ييتس، شاعر أيرلندي ولد في عام 1865 ورحل عام 1939. حاز جائزة نوبل للأدب عام 1932.
نصوص مسموعة: هو ركن يضمّ نصوصاً مسجّلة مختارة من القسم الثقافي لموقع وصحيفة "العربي الجديد". مقالات وقصائد ويوميات لكتّاب عرب وعالميين، نقرأها لكم في محاولة لنقل الكلمات جسداً ونبراً... وشحنةً شعورية.