هل يعيد التاريخ نفسه؟ سؤال يطرحه كثيرون، فمصر تنتظرها سنوات عجاف، ولكنها هذه المرة تسع، طبقاً لما قاله خبير الموارد المائية نادر نور الدين خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "العاصمة" حول أزمة سد النهضة.
فبعد جدل ومغالطات من خبراء، بدا أن محاولات الإعلام للدفاع عن النظام، و"الخازوق الذي أصابه في مفاوضات سد النهضة"، حسب وصف المذيع جابر القرموطي منذ أيام، دفعتهم للخداع في المعلومات والأرقام التي قد تنطلي على المواطن العادي.
لكن مداخلة نور الدين جاءت لتكشف ما يحاول الضيوف ستره، من كارثة ستحل بمصر، فبعد كشفه لعدة أرقام تعكس حقيقة الكارثة، وهي عدم قدرة النيل على ملء بحيرتين ضخمتين عند السد في أثيوبيا وبحيرة ناصر، ما يعني جفاف بحيرة ناصر، لأن أثيوبيا لن تترك لمصر المياه إلا بعد ملء وتخزين المياه في بحيرتها.
ودعم نور الدين فرضيته بحقيقة أخرى، وهي أن أثيوبيا لن تشيد سد النهضة فقط لتوليد الكهرباء، ولكن هناك نية عند الجانب الأثيوبي لاستخدام المياه في استصلاح أكثر من مليون فدان، وهو ما سيؤثر سلباً بالطبع على حصة مصر، والمساحة المزروعة من مياه الري.
وخلص الخبير المائي إلى أن مصر مقدمة على كارثة مائية، وتسع سنوات من الجفاف، وأكد مقولة القرموطي.
يأتي هذا الكلام بعد أيام من عدم حضور أثيوبيا لاجتماعات دعت لها مصر في القاهرة، لتندلع موجة هجوم حتى من الإعلاميين المؤيدين للنظام، على الموقف الرسمي من قضية سد النهضة، ليكرروا جميعاً الجملة الشهيرة "لقد وقعنا في الفخ".
منصات التواصل استقبلت الفخ الذي وقعت فيه مصر بالسخرية والنقد اللاذع، فقال "شريفوفيتش": "اجتماع سد النهضة بالقاهرة.. لم يحضر أحد، الكل عرف ان القضية خسرانة والسيسي بيلعب على عامل الوقت والنسيان لحد ما نصحى في يوم نلاقى حصتنا قلت خلاص". وعلق الناشط الحقوقي تامر موافي: "وزارة الري المصرية: وجهنا الدعوة لإثيوبيا والسودان ولم يكلفا نفسيهما عناء الرد.. العنوان ده ابلغ تعبير عن الحيطة اللي لبسنا فيها".