وكان النائب العام المصري، نبيل صادق، قد كلف جهاز تنظيم الاتصالات باتخاذ الإجراءات اللازمة لحجب المواقع التي تبث الألعاب الإلكترونية الخطيرة، ومنها لعبة "الحوت الأزرق"، كون هذه الألعاب تستهدف صغار السن، ويترتب على إتباع تعليماتها، ومراحلها المختلفة، إيذاء الشخص لنفسه، أو لذويه، بما قد يصل في بعض الأحيان إلى الانتحار، أو ارتكاب جرائم القتل.
وقال ممثل جهاز تنظيم الاتصالات، حسام عبد المولى، أمام اللجنة النيابية، مساء الخميس، إن الحجب الكامل لتطبيقات الألعاب المحرضة على القتل "أمر شبه مستحيل"، على اعتبار أن صانعيها، والقائمين عليها، قد يرسلونها للمستخدمين عبر روابط من مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وهو ما يصعب من مهمة حجبها.
وادعى عبد المولى "عدم نجاح أي دولة في حجب تطبيقات هذه الألعاب المحرضة بشكل نهائي، لأنه يمكن تحميلها بعشرات الطرق المختلفة"، زاعماً أن وزارة الاتصالات لا تملك خاصية الحجب إلا مع روابط معروفة ومحددة، وأنها تدرس حالياً كيفية تنفيذ قرار النائب العام، سعياً للوصول إلى أكبر نسبة من الحجب.
وتابع أن "وزارة الاتصالات يحكمها قانون يحدد اختصاصات عملها، ومن هذه الاختصاصات أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ليس له دخل بالمحتوى الإلكتروني المقدم، وإنما يقتصر على الخدمة.. كذلك، لا يتدخل في عملية حجب التطبيقات، لأنه لا يملك وسائل خاصة في هذا الصدد، بيد أنها تتم بواسطة شركات الاتصالات المالكة للأدوات الفنية اللازمة"، وفق قوله.
من جهته، سجل النائب شريف الورداني اعتراضه على حديث ممثل وزارة الاتصالات، بالقول إن "هناك دولاً كثيرة نجحت في حجب لعبة (الحوت الأزرق)، ومن بينها تونس"، منادياً بـ"مقاضاة مصر للدول التي انتشرت منها هذه الألعاب الخطيرة"، بدعوى أنها ليست ألعاب أشخاص، وإنما "صنعتها أجهزة استخباراتية لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط"، حسب زعمه.
فيما طالب النائب أحمد زيدان بإضافة مادة جديدة إلى مشروع قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذي أقرته لجنة الاتصالات في البرلمان مؤخراً، بغرض تجريم التطبيقات والألعاب الإلكترونية المحرضة على القتل، مشدداً على استعداد مجلس النواب الكامل لدعم وزارة الاتصالات بالتشريعات اللازمة في مواجهة هذه التطبيقات.
بدوره، قال رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان، نضال السعيد، إن الإقبال على هذه الألعاب تضاعف بعد الضجة الإعلامية الضخمة عنها، مقترحاً الاستعانة بتجربة البرازيل في مواجهة لعبة "الحوت الأزرق"، وذلك من خلال استبدالها بلعبة "الحوت الوردي"، التي أقرت عدداً من التحديات الإيجابية في مجالات التعليم والرياضة للاستفادة من طاقات الشباب.