يضاف المواطن المقدسي الأصم الأبكم، نافذ علام سليمان دميري (55 عاماً)، إلى قائمة لفلسطينيين معظمهم من الفتية والأطفال فقدوا إحدى العينين برصاص إسفنجي أسود اللون تطلقه شرطة الاحتلال على ضحاياها.
ورفع دميري، المتحدّر من حي رأس خميس بمخيم شعفاط شمال القدس، أعداد المقدسيين المصابين بالرصاص الإسفنجي الفتاك، إلى 13 ممن فُقئت أعينهم بهذا النوع من الرصاص منذ العام الماضي وحتى اليوم. بينما أضيفت لدميري، الذي ولد أصم وأبكم، عاهة أخرى، حيث فقد عينه اليمنى، حين أصيب الأحد الماضي بعيار مطاطي أسود، خلال اقتحام وحدة من المستعربين مخيم شعفاط، وطاردت شاباً لاعتقاله، ثم اقتحمت محلاً لتطلق النار على من فيه، وتصيب دميري.
علام (15 عاماً)، النجل الوحيد للضحية، كان شاهداً على ما حل بوالده. وقال لـ"العربي الجديد": "كنت برفقة والدي في طريقنا إلى المنزل المقابل لمدخل الحاجز العسكري، ففوجئنا بقوات كبيرة تقتحم المخيم وتلقي قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية بشكل عشوائي بدون سبب، فهربنا مسرعين إلى المنزل في حي رأس خميس من شدة رائحة الغاز".
ولجأ دميري إلى سوبر ماركت قريب للاحتماء من الرصاص، وبينما هو داخل المحل أصيب في عينه بعيار مطاطي. ورغم إصابته، ظل جنود الاحتلال يطلقون الغاز صوبه، وفق ما يظهر مقطع فيديو وثق الإصابة.
وعندما أسرع علام لرؤية والده، وجد وجهه ينزف دماً، وحاول نقله في سيارة إسعاف إلى مشفى قريب، لكن الجنود المتواجدين على الحاجز رفضوا دخول سيارة إسعاف إلى المخيم، وفق ما يروي لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "اضطررنا إلى نقله بسيارة خاصة إلى مستشفى هداسا، ومنه تم تحويله إلى مستشفى عين كارم، حيث استؤصلت عينه اليمنى، كما أصيب بكسور في الأنف والوجه".
وبحسب جمعية حقوق المواطن الإسرائيلية، فإن سبعة أطفال (أصغرهم 6 سنوات) أصيبوا بـ"الرصاص الإسفنجي"، منذ عام، وفقدوا بصرهم في إحدى العينين.
ووجهت الجمعية رسالة إلى المستشار القضائي لحكومة الاحتلال وللمفتش العام للشرطة في مايو/أيار الماضي، ضمت حالات وإفادات للضحايا الفلسطينيين.
وقالت المحامية آن سوتشيو من الجمعية "وفقاً للشهادات التي وصلت الجمعية وشريط الفيديو الذي نشر، فإن شرطة الاحتلال قامت باستخدام هذا السلاح الفتاك خلافاً للإجراءات بحق المواطن دميري".
اقرأ أيضاً:نشطاء مقدسيون يتصدون لمهرجان "الأنوار اليهودي"
ويمنع إجراء شرطة الاحتلال الخاص استخدام الرصاص الإسفنجي الأسود، ضد كبار السن والأولاد والنساء الحوامل، بينما يسمح باستخدامه تجاه متظاهر واحد فقط، بعد التأكد من هويته بواسطة الشرطي حامل السلاح، تمهيداً لتوجيه السلاح نحو القسم الأسفل من الجسد.
وفي حال اتباع التعليمات في الإجراء، فإنها تبقى منقوصة وغير كافية، بحسب سوتشيو، التي تشير إلى أن "قضايا هامة بقيت مغفلة، تتعلق بالاستخدامات المتاحة للرصاص الإسفنجي، كما لا يمكن اعتبارها تناسبية، نظراً لخطورة هذا السلاح، إذ إن استخدامه غير معقول، ويعكس مسلكيّات متهوّرة وغير مسؤولة".
وكشفت سوتشيو أن "شرطة الاحتلال قامت بصياغة الإجراءات بعد ستة أشهر من استخدام السلاح بشكل فعلي في القدس، ما يثير تخوفات حقيقية من استخدام الشرطة سلاحا خطيرا وفتاكا من دون صياغة أوامر محددة".
كما طالبت بـ"وقف استخدام هذه الوسيلة فوراً، وإجراء فحص معمّق للحالات، واستخلاص العبر بخصوص معقوليّة مواصلة استخدام الأعيرة الإسفنجيّة وشكل استخدامها، حيث بدأت الشرطة باستخدام مكثف لهذا الرصاص ضمن معالجتها للتظاهرات في أنحاء القدس الشرقية، ما أدى إلى وقوع إصابات جسدية جسيمة، وحتى الموت"، مستدلة بـ"حالة الشهيد الفتى محمد سنقرط، الذي توفي العام الماضي، و10 إفادات للجمعية بإصابات خطيرة نتيجة هذا الرصاص، منهم من فقد بصره الكلي أو الجزئي".
اقرأ أيضاً: "القوائم السوداء"... وسيلة الاحتلال الجديدة لقمع المقدسيين