أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص تجاه مجمع فلسطين الطبي برام الله، فجر اليوم الخميس، مما أدى إلى إصابة العديد من المرضى، بينهم أطفال، بحالات اختناق.
وقال وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، اليوم، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي هددت حياة 256 مريضاً بينهم أطفال كانوا يعالجون في المجمع، إضافة إلى الأطقم الطبية والفنية والإدارية.
وأكد عواد، خلال حديثه بمؤتمر صحافي، أن قنابل الغاز والرصاص التي أطلقت تجاه المجمع، فجر اليوم الخميس، كانت ستؤدي إلى وقوع كارثة بحق المرضى، حيث كان أكثر من 100 طفل يعالجون داخل أقسام المجمع، منهم 10 مواليد خُدّج و8 في قسم الإنعاش.
وأضاف أن "هذا الاعتداء أدى لحالة هلع وخوف لدى الأطفال المرضى والنساء وكبار السن داخل أقسام المجمع، وهو خوف لن يمحى من ذاكرة الأطفال الذين قدموا للمستشفى لتلقي العلاج، لا للدخول إلى ساحة حرب".
وأوضح وزير الصحة "في هذا اليوم، الذي يواصل فيه أسرانا إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن عشر على التوالي، مطالبين بأبسط حقوقهم، استباحت قوات الاحتلال حرم منشأة طبية نصت كل الأعراف والمواثيق الدولية على حمايتها، وهددت حياة المرضى والأطقم الطبية العاملة فيها".
وقال عواد إن "يقظة الأطقم العاملة في المجمع وسرعة استجابتها في نقل المرضى من بعض الأقسام والغرف، التي دخلها الغاز حالت دون حصول وفيات من المرضى، خصوصاً الأطفال منهم".
وأشار إلى أن حرم مجمع فلسطين الطبي لا تحده البوابات، بل يمتد إلى خارجها من الجهة الجنوبية بأكثر من 50 متراً، وهو المكان الذي يضم قسم القسطرة، ومن تلك المنطقة أطلق الجنود القنابل والرصاص.
وأضاف أن إسرائيل اليوم انتهكت مرة أخرى القانون الدولي والاتفاقيات التي تنص على حماية المدنيين والمرضى والمنشآت الطبية.
وقال الوزير عواد إن "إسرائيل لم تجد من يعاقبها على اقتحامها المستشفى الأهلي في الخليل أواخر عام 2015، عندما استباحت حرم المستشفى وقتلت الشاب عبد الله الشلالدة بدم بارد، بعد اختطافها أحد المرضى من داخل المستشفى، إضافة إلى اقتحاماتها المتكررة مشافي القدس ومن بينها مستشفى المقاصد، لذلك فهي تعيد تكرار هذه الجريمة اليوم في مدينة رام الله وبحق مجمع فلسطين الطبي".
وشدد على أن الصمت الدولي على اقتحام المستشفيات الفلسطينية أدى لزيادة وتيرة هذه الاقتحامات، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الكاملة لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية.
إلى ذلك، ناشدت وزارة الصحة العالم الحر ومنظمات حقوق الإنسان التدخل الفوري لوقف الإرهاب الإسرائيلي، وحماية المرافق الصحية والمرضى من عدوان جيش الاحتلال.
من جهتها، دانت الحكومة الفلسطينية الخميس، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجمع فلسطين الطبي في رام الله فجر اليوم، وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع داخله ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين والمرضى.
وحذر المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، في تصريح له، من "خطورة التصيّد الإسرائيلي واستهداف المشافي والمراكز الطبية"، فيما وصف ما قامت به قوات الاحتلال بأنه "جزء من أعمال العربدة التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد أبناء الشعب والأرض والمؤسسات الفلسطينية".
وطالب المجتمع الدولي بسرعة التدخل ووقف الاعتداءات الاحتلالية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي السياق نفسه ، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات في بيان لها، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، على اقتحام مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، وقيامها بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز وترويع المرضى والطواقم الطبية، ما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والطواقم الطبية بحالات اختناق، في خرق فاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية، التي تؤكد ضرورة تجنيب المؤسسات الطبية وطواقمها أي عمل من شأنه تعريض هذه المؤسسات والعاملين فيها للخطر.