هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عدة منشآت في منطقة الحرش بالقرب من قرية فصايل بالأغوار الفلسطينية، بحجة البناء من دون ترخيص.
يأتي هذا في وقت تعاني فيه القرية من اعتداءات لا تتوقف منذ سنوات طويلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على حدّ سواء، وهو ما تعاظم مع إعلان خطة الضمّ التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناشط في رصد انتهاكات الاحتلال في منطقة الأغوار عارف دراغمة، لـ"العربي الجديد" إنّ المنشآت المهدومة عبارة عن خيم للمبيت للمزارعين والرعاة في تلك المنطقة، وبعضها حظائر حيوانات وأخرى تستخدم كمخازن للشعير والقمح. ولفت دراغمة إلى أنّ دائرة تنظيم البناء التابعة للاحتلال كانت قد سلمت بعضاً من أصحاب تلك المنشآت قرارات بهدمها، مع منحهم مهلة للاعتراض لدى الجهات المختصة الإسرائيلية.
وتابع: "لكنّهم لم ينتظروا إلى حين البت في الاعتراضات المقدمة من أصحابها، وعمدوا إلى هدمها وتسويتها بالأرض من دون السماح لهم بإخراج أيّ شيء منها". وأوضح دراغمة أنّ قرية فصايل تعد من القرى المنكوبة، فهي تتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة تستهدف إنهاء الوجود الفلسطيني فيها من خلال التضييق على الفلسطينيين ومنعهم من البناء والتوسع فيه، وحرمانهم من المياه والاستفادة من الآبار في أراضيهم. وفي المقابل، يُسمح للمستوطنين بتشييد مرافق ترفيهية (مضمار لسباق الخيل ومنتجعات سياحية) على أطراف القرية من دون ترخيص، لكن تحت حماية الجيش الإسرائيلي والشرطة والمجلس الإقليمي للمستوطنات.
وتقع قرية فصايل التي يسكن فيها نحو ألفي نسمة، على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة أريحا. وكان سكان فصايل يمتلكون نحو 7 آلاف دونم، صادر الاحتلال أغلبها (نحو 4 آلاف دونم) لصالح المستوطنات، فيما أقيمت معسكرات لتدريب جيش الاحتلال على مساحات شاسعة من أراضيها.
وتعيش القرية وسكانها فصولاً وأشكالاً من العذاب، بدءاً ببوابتها الوحيدة على خط 90 الذي يقطع الأغوار من شمالها إلى جنوبها، والتي يتحكم الاحتلال بمن يدخل ويخرج عبرها، وهم فقط من سكان القرية، وصولاً إلى قرارات هدم البيوت التي قفزت عن 80 منزلاً، من جرافات الاحتلال وآلياته العسكرية.
وقد عمد الاحتلال إلى سرقة مياه فصايل "حيث سارع إلى نهب آبارها الارتوازية، إذ يضخ مياهها بعد حرب عام 1967 إلى المستوطنات المجاورة كفصايل، ومعاليه أفرايم، ويفيت وتومر، ما جعل مواردها المائية مسيطراً عليها بالكامل من الاحتلال، مع حرمانها منها باستثناء جزء يسير بالكاد يكفي لاحتياجاتهم اليومية، عوضاً عن قطعها ساعات طويلة وأياماً".
وفي القرية خمسة ينابيع، سيطر عليها الاحتلال أيضاً، وحرم أهلها من الانتفاع منها بالكامل، كما منع الرعاة من رعي أغنامهم، بالإضافة إلى تدميره أكثر من 20 عين ماء على طول 35 كلم تصل إلى الحدود الأردنية، ليبقى مصدر المياه الوحيد المتوفر للبلدة هو شركة المياه الإسرائيلية، التي تتحكم بكمية المياه التي تصل إلى قرى الأغوار عموماً.
وتعاني القرية وسكانها من حرمان من أبسط الحقوق، فخلال العقد الأخير ، أصدر الاحتلال أكثر من 150 أمر إخلاء وهدم، كما أعلن معظم أراضيها مناطق عسكرية أمنية مغلقة، ما أثر سلباً في كلّ نواحي حياة الأهالي، فوصلت نسب البطالة بينهم إلى 50 في المائة، فضلاً عن المعاناة من نقص الخدمات الصحية والتعليمية، وانقطاع الكهرباء لساعات وأيام في أحيان كثيرة، كما تغيب تماماً شبكات الهاتف عن القرية.
وتمتد منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، أو ما يُعرف بغور الأردن على طول حوالي 120 كيلومتراً، ويبلغ عرضها حوالي 15 كيلومتراً. وتبلغ مساحة المنطقة نحو 1.6 مليون دونم، ويسكنها نحو 65 ألف فلسطيني في 27 تجمعاً ثابتاً، وعشرات التجمعات البدوية. ويبلغ عدد المستوطنين اليهود في الأغوار، نحو 11 ألف مستوطن.
في سياق منفصل، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، على جرافتين وجرار زراعي في بلدة عقربا جنوب نابلس، أثناء العمل بشق طريق زراعية في المنطقة الغربية من اراضي بلدة عقربا، وفق مصادر صحافية.