أجمعت وكالات الاستخبارات الأميركية، البالغ عددها 16، على أن "استمرار النقص في القوى البشرية العاملة مع النظام السوري هي نقطة ضعفه الأساسية التي ستظل تقوض قدرته على تحقيق أهدافه الميدانية وخططه الاستراتيجية المتمثلة في الاحتفاظ بالمناطق التي يستعيدها من معارضيه".
جاء ذلك في تقويم مشترك لهذه الوكالات عن التهديدات الأمنية على مستوى العالم لخصه، أمس الثلاثاء، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر لأعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي.
وتعتقد الأوساط الاستخبارية، وفق ما تضمن الجزء المتعلق بسورية، أن الدعم الخارجي (الروسي الإيراني) لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مكنه من استعادة بعض المناطق التي خسرها الصيف الماضي قرب حلب وعلى الساحل الغربي، ويعتبرها النظام حيوية له، ولكن الدعم الخارجي لن يمكن الأسد من إحداث تغييرات استراتيجية على موازين القوى، ولن يؤدي تكثيف الغارات الجوية الروسية لحماية النظام من الخسائر التي يتكبدها ميدانيا".
وأرجع المحللون ذلك إلى النقص الحاد الذي يعاني منه النظام في القوى البشرية؛ وهو ما يحرمه من القدرة على الاحتفاظ طويلا بالمناطق التي يتمكن من بسط سيطرته عليها مؤقتا.
وأشار الملخص إلى اعتماد دمشق المتزايد على مليشيات "حزب الله" اللبناني وعلى الإيرانيين وعلى قواته الاحتياطية في مواجهة المعارضة السورية المدعومة شعبياً.
وترى الاستخبارات الأميركية أن طرفي المعادلة المعارضة والنظام رغم انخراطهما في مفاوضات بإشراف دولي، لكن الجانبين لا يتوقعان الكثير من هذه المفاوضات بسبب تعارض الأهداف.
وتسعى المعارضة إلى وقف لإطلاق النار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية، لإنقاذ المتضررين من الحرب في المناطق التي تتعرض للقصف الروسي الجوي والمناطق التي تتعرض للحصار الأرضي من جانب قوات الأسد.
تؤكد المعارضة أن المفاوضات بدون وقف إطلاق النار لا معنى لها، بل تعتبره ضرورياً لإيصال المساعدات ووقف تفاقم الوضع الانساني المتدهور في معظم المناطق السورية، ولا تأثير له على الوضع في ساحة المعركة.
اقرأ أيضاً:"العربي الجديد" يروي تفاصيل مقتل250 من جنود النظام بالغوطة