الانتخابات البرلمانية المغربية... "رُفعت الأقلام وجفّت الصحف"

08 أكتوبر 2016
انتهت معركة الانتخابات (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -


شباب يتحدثون عن مباراة حاسمة لكرة القدم تجمع، مساء اليوم السبت، بين المنتخب المغربي لكرة القدم والغابون، وبضع فتيات يتحدثن بأصوات وضحكات مسموعة، وآخرون يتجهون نحو مقرات أعمالهم... هكذا بدت مدينة القنيطرة (40 كيلومتراً شمال العاصمة الرباط)، هادئة صباحاً، ومثلها العديد من المدن، كأنّ الانتخابات البرلمانية لم تُجْرَ أمس، الجمعة.

يقول عبادة، شاب في عقده الثاني، إنّ انتخابات مجلس النواب، التي جرت أمس الجمعة، مرّت بسلام وبدون أحداث تذكر، مشيراً إلى أنّه كان يتوقع تصدر حزبي "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة"، لكنّه يرى أنّ الانتخابات "حدث كبير ولكن ليس إلى حد أن تتوقف معه عجلة الحياة".

وفي ركن قصي من إحدى المقاهي، كان محسن (في عقده الرابع) يتصفّح بهدوء جريدة ورقية، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنّ "المشاركة في الانتخابات لم تكن على المستوى المنشود، بعدما بلغت نسبة المشاركة 43 بالمائة فقط"، معتبراً أنّ "الناس لا يكترثون للعملية الانتخابية، فهم يتابعون السياسة على الانترنت فقط".

السكون ذاته يدب في أغلب شوارع مدن المملكة بعدما انتهت معركة الانتخابات التشريعية، بفوز حزب "العدالة والتنمية" الذي جاء متصدراً لنتائج الاقتراع، ويليه حزب "الأصالة والمعاصرة". وعاد الناس إلى اهتماماتهم الاعتيادية، فقد "رفعت الأقلام وجفت الصحف"، وفق ما يقوله محمد فقير، وهو أستاذ متقاعد، لـ"العربي الجديد".

وفيما لا يكترث عدد من المواطنين حيال نتائج الانتخابات، باعتبار أنّه كان من المتوقع فوز أحد الحزبين "العدالة والتنمية" أو "الأصالة والمعاصرة" بالاقتراع، فإنّ عدة أحزاب تنشغل بالنتائج التي حصلت عليها، حيث انطلقت نقاشات المشاركة في الحكومة من عدمها.

وتضاربت المشاعر عند أنصار الأحزاب المتنافسة في انتخابات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بين الانتشاء في أوساط حزب "العدالة والتنمية" من خلال إطلاق الزغاريد النسائية، أو الأغاني الحماسية في مقر الحزب، وكذلك الأمر وسط حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي جاء ثانياً، وبين "الصمت المطبق" الذي قابلت به أحزاب أخرى النتائج المعلنة، مثل حزب "التقدم والاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي"، اللذين حققا نتائج وصفت بـ"المخيّبة".

ومقابل الانتشاء والذهول الذي هيمن على أحزاب عدة عقب الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، أبدت أحزاب أخرى تفاؤلاً مشوباً بالحذر بما حققته، كحزب "الحركة الشعبية" الذي عبّر عن رضاه عن المقاعد التي حصل عليها، فيما عبّر حزب "فدرالية اليسار" عن رضاه النسبي على فوزه بمقعدين لأول مرة في مجلس النواب المغربي.

وعلى ضفة المقاطعين للانتخابات التشريعية، اعتبرت جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية، في بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أنّ "الشعب المغربي قام بمقاطعة كاسحة للانتخابات، وخطا خطوة مهمة في مسار التأسيس للتغيير العميق"، معتبرة أنّ كل المحطات الانتخابية قد "فشلت".

وشددت الجماعة على أنّ أي "تغيير لا يمس بنية الفساد والاستبداد، في اتجاه إحقاق سيادة الإرادة الشعبية والتمكين الحقيقي للحرية والكرامة والعدل، لن يفيد إلا في إطالة عمر الاستبداد والفساد، وتعميق معاناة الشعب المغربي"، منتقدة "إهدار مزيد من الوقت الثمين والأموال المقتطعة من قوت المغاربة".