تشهد البرازيل اليوم الأحد، انتخابات رئاسية قد تكون الأشد استقطاباً منذ سقوط عهد ديكتاتورية الجنرالات في هذا البلد منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وينحصر التنافس الشديد بين مرشحي اليمين المتطرف، جايير بولسونارو، واليسار، فرناندو حداد، مع أرجحية للأول. لكن في حال لم يتمكن اليميني المتطرف من الفوز في الجولة الأولى، فإن حظوظ حداد سترتفع للظفر بالمنصب في الجولة الثانية.
وحاول المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية استمالة آخر المترددين عشية اقتراع اليوم الأحد. وانتهت الحملة الانتخابية رسميا مساء الخميس مع آخر مناظرة بين المرشحين، لكن هؤلاء ظل بإمكانهم الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبما أنه لم يعد يحق للمرشحين تنظيم تجمعات انتخابية، قرر الناشطون تنظيم تجمعات مناهضة أو مناصرة لمرشح اليمين المتشدد. وفي نهاية الأسبوع الماضي لم تكن لتعبئة عشرات آلاف النساء ضد مرشح اليمين المتشدد بولسونارو الآثار المأمولة، إذ استمر الرائد السابق في الجيش خلال الأسبوع الماضي في تسجيل مزيد من النقاط في نوايا التصويت، بحسب الاستطلاعات. وبين آخر استطلاع آراء لمعهد داتافولها، حيازته على 35% من نوايا التصويت متقدماً 13 نقطة على أبرز منافسيه فرناندو حداد (من جذور لبنانية) من حزب العمال اليساري (22%) والذي ترشح بدلاً من الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يقضي حكماً بالسجن في قضية فساد. ويتقدم هذان المرشحان بشكل عريض على مرشح اليسار الوسط سيرو غوميز الذي أشار الاستطلاع إلى نيله 11 في المائة من نوايا التصويت. ولم يستبعد بعض المحللين بحكم التقدم الثابت لمرشح اليمين المتشدد أن يكسب الرهان منذ الدورة الأولى، وهو ما يردده هو وفريقه. ودعا أنصار بولسونارو إلى تجمع ظهر أمس السبت أمام البرلمان في العاصمة برازيليا يأملون أن يكون استعراضاً للقوة حاسماً في اجتذاب المترددين في اللحظات الأخيرة ما قبل موعد التصويت.
ويوم الجمعة، شن مرشح اليمين المتطرف الذي توقف عن المشاركة في الحملات الانتخابية العامة بسبب اعتداء تعرض له في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، وكاد يكلفه حياته، هجوماً عبر الهواء توجه فيه إلى معقل شهير لحزب العمال إذ أجرى مقابلتين مع إذاعتين من ولاية بيرنامبوك الفقيرة في شمال غرب البلاد، والتي يتحدر منها لولا دا سيلفا. وقال في المقابلتين "إن البرازيل غرقت بسبب حزب العمال، خسرنا أسواقاً مع العديد من الدول لأسباب أيديولوجية". ونشر بولسونارو على حسابه في "فيسبوك" صورة له وقد اعتمر قبعة تقليدية لمنطقة الشمال الغربي وقد رسم بأصابعه صورة مسدس كما يفعل كثيراً في صوره.
أما منافسه فرناندو حداد فحضر إلى الشمال الغربي حيث شارك أمس السبت في "مسيرة النصر" في فايرا دو سانتانا في ولاية باهيا. وقال يوم الجمعة في تغريدة: "نريد أن نحكم من أجل الجميع وليس فقط الأغنياء. يوم الأحد سيستعيد الشعب السلطة".
من جهته، وجه لولا دا سيلفا من زنزانته في سجن كوريتيبا في الجنوب نداء "إلى شعبي البرازيلي العزيز" في رسالة بثها موقعه على الإنترنت. وقال هذا الوجه الشهير لليسار البرازيلي إن "6 أكتوبر/تشرين الأول هو عيد ميلادي الرسمي (المسجل في السجل المدني في حين ولد في الواقع في 27)، وآمل أن أحصل على هديتي في 7 أكتوبر من خلال تصويت الشعب البرازيلي ليكون حداد رئيساً".
وحكم حزب العمال البرازيل من 2003 إلى 2016 وانتهى حكمه مع إقالة ديلما روسيف خليفة لولا. ولدى الحزب مخزون كبير من الناخبين بفضل برامج اجتماعية طموحة أتاحت لنحو 30 مليون برازيلي الخروج من الفقر. لكن تقدم جايير بولسونارو في استطلاعات الرأي يعود أيضاً إلى مشاعر مناهضة لحزب العمال لدى قسم من الشعب يعتبر الحزب مسؤولاً عن كل مشاكل البرازيل من الأزمة الاقتصادية إلى البطالة التي تطاول نحو 13 مليون شخص فمشاكل انعدام الأمن. كما دعا مرشح اليسار الوسط سيرو غوميز، ومرشح وسط اليمين جيرالدو الخمين، الذي يحلّ رابعاً في استطلاعات الرأي، أيضا إلى تجمعين أمس السبت آملين في حصول تعبئة في الساعة الأخيرة بين ناخبي الوسط.
وفي بلد يشهد انقساماً كبيرا وأجواء متوترة، اتخذت السلطات إجراءات أمنية استثنائية مع نشر 280 ألف رجل أمن يوم الأحد لتأمين الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي في 83 ألف مكتب تصويت.
(العربي الجديد، فرانس برس)
اقــرأ أيضاً
وحاول المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية استمالة آخر المترددين عشية اقتراع اليوم الأحد. وانتهت الحملة الانتخابية رسميا مساء الخميس مع آخر مناظرة بين المرشحين، لكن هؤلاء ظل بإمكانهم الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبما أنه لم يعد يحق للمرشحين تنظيم تجمعات انتخابية، قرر الناشطون تنظيم تجمعات مناهضة أو مناصرة لمرشح اليمين المتشدد. وفي نهاية الأسبوع الماضي لم تكن لتعبئة عشرات آلاف النساء ضد مرشح اليمين المتشدد بولسونارو الآثار المأمولة، إذ استمر الرائد السابق في الجيش خلال الأسبوع الماضي في تسجيل مزيد من النقاط في نوايا التصويت، بحسب الاستطلاعات. وبين آخر استطلاع آراء لمعهد داتافولها، حيازته على 35% من نوايا التصويت متقدماً 13 نقطة على أبرز منافسيه فرناندو حداد (من جذور لبنانية) من حزب العمال اليساري (22%) والذي ترشح بدلاً من الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يقضي حكماً بالسجن في قضية فساد. ويتقدم هذان المرشحان بشكل عريض على مرشح اليسار الوسط سيرو غوميز الذي أشار الاستطلاع إلى نيله 11 في المائة من نوايا التصويت. ولم يستبعد بعض المحللين بحكم التقدم الثابت لمرشح اليمين المتشدد أن يكسب الرهان منذ الدورة الأولى، وهو ما يردده هو وفريقه. ودعا أنصار بولسونارو إلى تجمع ظهر أمس السبت أمام البرلمان في العاصمة برازيليا يأملون أن يكون استعراضاً للقوة حاسماً في اجتذاب المترددين في اللحظات الأخيرة ما قبل موعد التصويت.
ويوم الجمعة، شن مرشح اليمين المتطرف الذي توقف عن المشاركة في الحملات الانتخابية العامة بسبب اعتداء تعرض له في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، وكاد يكلفه حياته، هجوماً عبر الهواء توجه فيه إلى معقل شهير لحزب العمال إذ أجرى مقابلتين مع إذاعتين من ولاية بيرنامبوك الفقيرة في شمال غرب البلاد، والتي يتحدر منها لولا دا سيلفا. وقال في المقابلتين "إن البرازيل غرقت بسبب حزب العمال، خسرنا أسواقاً مع العديد من الدول لأسباب أيديولوجية". ونشر بولسونارو على حسابه في "فيسبوك" صورة له وقد اعتمر قبعة تقليدية لمنطقة الشمال الغربي وقد رسم بأصابعه صورة مسدس كما يفعل كثيراً في صوره.
أما منافسه فرناندو حداد فحضر إلى الشمال الغربي حيث شارك أمس السبت في "مسيرة النصر" في فايرا دو سانتانا في ولاية باهيا. وقال يوم الجمعة في تغريدة: "نريد أن نحكم من أجل الجميع وليس فقط الأغنياء. يوم الأحد سيستعيد الشعب السلطة".
من جهته، وجه لولا دا سيلفا من زنزانته في سجن كوريتيبا في الجنوب نداء "إلى شعبي البرازيلي العزيز" في رسالة بثها موقعه على الإنترنت. وقال هذا الوجه الشهير لليسار البرازيلي إن "6 أكتوبر/تشرين الأول هو عيد ميلادي الرسمي (المسجل في السجل المدني في حين ولد في الواقع في 27)، وآمل أن أحصل على هديتي في 7 أكتوبر من خلال تصويت الشعب البرازيلي ليكون حداد رئيساً".
وحكم حزب العمال البرازيل من 2003 إلى 2016 وانتهى حكمه مع إقالة ديلما روسيف خليفة لولا. ولدى الحزب مخزون كبير من الناخبين بفضل برامج اجتماعية طموحة أتاحت لنحو 30 مليون برازيلي الخروج من الفقر. لكن تقدم جايير بولسونارو في استطلاعات الرأي يعود أيضاً إلى مشاعر مناهضة لحزب العمال لدى قسم من الشعب يعتبر الحزب مسؤولاً عن كل مشاكل البرازيل من الأزمة الاقتصادية إلى البطالة التي تطاول نحو 13 مليون شخص فمشاكل انعدام الأمن. كما دعا مرشح اليسار الوسط سيرو غوميز، ومرشح وسط اليمين جيرالدو الخمين، الذي يحلّ رابعاً في استطلاعات الرأي، أيضا إلى تجمعين أمس السبت آملين في حصول تعبئة في الساعة الأخيرة بين ناخبي الوسط.
وفي بلد يشهد انقساماً كبيرا وأجواء متوترة، اتخذت السلطات إجراءات أمنية استثنائية مع نشر 280 ألف رجل أمن يوم الأحد لتأمين الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي في 83 ألف مكتب تصويت.
(العربي الجديد، فرانس برس)