وقال مصدر برلماني مطلع لـ "العربي الجديد"، إن "رئاسة البرلمان قررت رفع جلسة اليوم إلى الخميس المقبل، لمنح العبادي فرصة أخيرة، لإجراء تعديلات على حكومته المقترحة"، مبيناً أن "هذا القرار جاء، بعد اجتماع مغلق بين العبادي، ورئيس البرلمان، سليم الجبوري ونائبيه، لأكثر من ساعتين".
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى "حدوث فوضى عارمة داخل مبنى البرلمان، ومشادات كلامية بين النواب، بعد إعلان قرار تأجيل الجلسة".
ولفت إلى "قرار نواب كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، بمقاطعة جلسات البرلمان، لحين التصويت على حكومة جديدة بعيدة عن المحاصصة".
وأظهرت مقاطع فيديو مسربة من داخل الجلسة عشرات النواب، هم يعتلون منصة رئاسة البرلمان، ويهتفون ضد تشكيلة العبادي، مطالبين بتشكيل حكومة تكنوقراط.
ورفضت كتلة الأحرار، تشكيلة العبادي، وقال النائب عن الكتلة، عقيل عبد الحسين، إن "منهجية التكنوقراط التي نتبناها، تتمحور حول إخراج العراق من التقسيم الإثني والسياسي والفئوي"، موضحاً خلال مؤتمر صحافي أن "الشعب العراقي ينتظر الإصلاح الحقيقي".
وكان مصدر برلماني مطلع، قد كشف وجود خلافات حادة بين الكتل السياسية العراقية حول موضوع تشكيلة العبادي، مؤكداً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، عن رفض عدد من الكتل لترشيح رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، فالح الفياض، وزيراً للخارجية.
وأضاف المصدر أنه "تم تشكيل جبهة معارضة من 98 برلمانياً، للوقوف بوجه التصويت على التشكيلة الوزارية"، مبيناً أن الكتل قالت إن التشكيلة الجديدة قائمة على أساس المحاصصة الطائفية، والتوافق بين الكتل الرئيسية الممثلة للبرلمان.
إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي عن "تحالف القوى العراقية"، أحمد الجبوري، إن التشكيلة التي قدمها العبادي عبارة عن "مسرحية تم التحضير لها بالاتفاق بين الكتل السياسية"، مؤكداً، خلال مؤتمر صحافي، أن هذه التشكيلة لن تمرر داخل البرلمان.
وأوضح الجبوري: "لن نسمح بتمرير هذه المسرحية، حتى لو كلفنا ذلك حصانتنا البرلمانية"، مشدداً على أن جميع الذين وقعوا على الوثيقة السياسية، يوم أمس، احتفظوا بمناصبهم.
واجتمع الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، سليم الجبوري، وعدد من قادة الكتل السياسية، أمس الإثنين، ووقعوا على وثيقة اتفاق سياسي يضع خارطة طريق لتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي سياق متصل، وصفت عضوة البرلمان العراقي، عن "ائتلاف دولة القانون"، عالية نصيف، الوثيقة التي وقعت عليها الرئاسات الثلاث، وقادة الكتل السياسية، بأنها "وثيقة غير شرف، لأنها أنتجت حكومة محاصصة طائفية"، ملوحة بالانسحاب من البرلمان، واللجوء إلى المعارضة إذا تم التصويت على الحكومة التي قدمها العبادي.
ووصل رئيس الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، إلى مبنى البرلمان، لتقديم أسماء التشكيلة الوزارية، وقال مصدر برلماني مطلع، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم، إن التشكيلة الحكومية الجديدة تضم "شخصيات متطرفة"، مبيناً أنها قدمت على أساس المحاصصة الطائفية.