تُعتبَر البقع الداكنة من المشكلات الجلدية التي تصعب معالجتها، وقد لا تفيد العلاجات في التخلص منها نهائياً. والأسوأ أنها تبرز أكثر صيفاً، فيما لا ينصح بمعالجتها في هذا الفصل. قبل الإشارة إلى الأشخاص الذين هم أكثر عرضة للبقع الداكنة، يميّز رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور عبد الغني كبّي، بين النمش والكلف، فلكل منهما مواصفات معينة وأسباب.
ويظهر النمش في المواضع التي تتعرَّض أكثر لأشعة الشمس. لكن في الوقت نفسه ثمة أشخاص أكثر عرضة لذلك بسبب العامل الوراثي، أياً كانت العوامل الأخرى المتوافرة. ويشير الدكتور كبّي إلى أن النمش يظهر من الطفولة عامةً وتحديداً في أماكن تتعرض لأشعة الشمس كالصدر والذراعين والوجه. كذلك يعتبر الأشخاص ذوو الشعر الفاتح والعينين الملونتين والبشرة البيضاء أكثر عرضة لظهور النمش. ويأتي العامل الهرموني ليزيد من احتمال ظهوره لدى البعض لتأثيره على الخلايا الميلانية عند التفاعل مع أشعة الشمس فتظهر البقع أكثر عندها.
أمّا الكلف، فهو عبارة عن فرط تصبّغ أيضاً، كما هي الحال بالنسبة إلى النمش. لكن في هذه الحالة لا يظهر بشكل نقاط صغيرة بل بشكل بقع في الجبين والخدين والذقن وتحت الفك الأسفل. مع الإشارة إلى أنه يظهر لدى الرجال والنساء على حد سواء، على الرغم مما يقال بأن النساء يعتبرن أكثر عرضة. في الواقع قد يكون السبب في أن المرأة تهتم ببشرتها أكثر من الرجل، ما يوحي أنها أكثر عرضة للكلف، إلا أن هذا ليس صحيحاً.
الوقاية أهم من العلاج، وذلك بتجنُّب التعرّض للشمس، أو على الأقلّ تأمين الحماية التامة باستخدام الكريم الواقي من الشمس قبل الخروج، خصوصاً لمن لديه الاستعداد لظهور النمش أو الكلف. ففي هذه الحالة لا يمكن أبداً إهمال الكريم الواقي من الشمس في كافة الأوقات. كذلك ينصح بتغطية الوجه عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خصوصاً في فصلي الربيع والصيف.
أما بالنسبة إلى العلاجات، فثمة شرط أساسي يقضي بتجنُّب اتباعها صيفاً. وهذا ينطبق على كافة العلاجات الخاصة بالنمش والكلف وأي تصبغ. فاعتماد هذه العلاجات صيفاً يلغي الهدف المرجو منها إلى حد ما. قد يكون ممكناً، بحسب الدكتور كبّي اعتماد العلاجات التي تأتي بشكل كريمات موضعية. أما الليزر الذي قد يعتمد للكلف فممنوع في الصيف تجنباً لردة فعل غير مرغوب بها أو الحروق في الوجه. كذلك لا تستخدم العلاجات التي تعتبر أكثر عدوانية في الصيف. وفيما يتعلّق بالكريمات، يمكن استخدامها وفق بروتوكول معين بناء على تعليمات الطبيب ومنها ما هو مكون من أحماض الفاكهة ومنها الذي يساهم في تبييض البشرة. وفي حال استخدام أي من هذه الكريمات، يشدد الدكتور كبّي على ضرورة استخدام الكريم الواقي من الشمس دائماً. فيما يشير إلى أن كريمات الوقاية من الشمس الطبية هي حالياً كلّها بدرجة حماية SPF 50 لا أقل، وفق سياسات الشركات المصنعة لها.
وعلى الرغم من أن هذه العلاجات كلّها تعتبر فاعلة جداً إلا أن الكلف لا يعالج بشكل تام، ويمكن أن يظهر مجدداً عند وقف العلاج وإن تجاوب معه في فترة من الفترات. من هنا أهمية التركيز على الوقاية طوال الوقت والالتزام بالعلاج وفق روتين مختلف لا يكون مكثفاً كما في البداية حفاظاً على النتيجة.