يترنح التنوع الحيوي تحت وطأة الجشع والاستخدام المبالغ فيه للموارد الطبيعية، بهدف تحقيق الأرباح على حساب الأنواع والجينات والبيئات الإيكولوجية. فهل تحدّ التوعية من الاستغلال المفرط للتنوع الحيوي؟
نبدأ بالإشارة إلى أنّ التوعية تعني إيصال المعرفة التي يأتي بها البحث العلمي والاختبارات إلى عقول الناس. فإذا أوصلت المعرفة إلى تلاميذ المدارس سميت تربية، وإلى العامة سميت توعية، وإلى صنّاع القرار سميت مشورة. ومهما كانت التسمية، علينا الوقوف في وجه الجشع لنقول للطامعين إنّهم لن يجدوا شيئاً في المستقبل إذا ما فرّطوا في الموجود، ولنقول للجميع أن ينهلوا من كل شيء، لكن باتزان.
على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً على "مؤتمر الريو" للمحافظة على التنوع الحيوي. وعلى الرغم من الاستراتيجيات والبرامج والسياسات التي وضعتها المؤتمرات العالمية والتي تقيدت بها الدول، ما زلنا نشهد استمرار تدهور البيئات والأنواع والجينات على اليابسة وفي البحر من جراء الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البشر بحق الكائنات الحية وموائلها.
هذا الأمر يدعونا إلى توجيه التوعية لتبيان الأخطار التي ستواجه الجنس البشري في حال تناقصت الغابات، وازداد حجم ثاني أوكسيد الكربون، وكثرت الحرائق، وازداد الرعي الجائر، ونشط الصيد البري العشوائي، واستفحل الصيد البحري المفرط، وانتشر التلوث البري والجوي والمائي في المياه العذبة وفي البحر، وازداد الانحباس الحراري، وتراكمت الغازات الدفيئة، واتسعت رقعة الأراضي الزراعية على حساب المناطق البرية، وازدادت الفيضانات والأعاصير، وتغيرت الفصول وقتلت الكائنات الحية التي تشكل رأس الهرم الغذائي، واضطهدت الحيوانات المفترسة في البراري، وتعطلت الدورة الحياتية.
قد تكون التوعية هنا تلعب دورا هاما في تخفيف الأخطار، لكن التاجر الجشع لن يكترث للاستثمار المستدام إن لم يتخل عن أنانيته. ولن يقتصد المزارع في توفير المياه كي لا تتدنى أرباحه. ولن يتوقف الراعي عن رعي ما يؤمن له الأموال المتراكمة.
إزاء هذا الوضع لا بد من اعتماد الحوافز، إلى جانب التوعية، لتشجيع المعنيين على ممارسة الأعمال التي تؤدي إلى المحافظة على التنوع الحيوي، وعلى تشجيع إشراك المجتمعات المحلية في الإدارة وتقاسم الأرباح.
فبتضافر التوعية والحوافز ومشاركة المجتمع المحلي، سيتخلى المتاجرون بالتنوع الحيوي عن جشعهم. وذلك لأنّ الأهالي سيمنعونهم من الاستغلال المفرط. عندها ستكون الاستفادة من الموارد الطبيعية مستندة إلى الحكمة في إدارتها.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
إقرأ أيضاً: محميات المحيط الحيوي في العالم العربي
نبدأ بالإشارة إلى أنّ التوعية تعني إيصال المعرفة التي يأتي بها البحث العلمي والاختبارات إلى عقول الناس. فإذا أوصلت المعرفة إلى تلاميذ المدارس سميت تربية، وإلى العامة سميت توعية، وإلى صنّاع القرار سميت مشورة. ومهما كانت التسمية، علينا الوقوف في وجه الجشع لنقول للطامعين إنّهم لن يجدوا شيئاً في المستقبل إذا ما فرّطوا في الموجود، ولنقول للجميع أن ينهلوا من كل شيء، لكن باتزان.
على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً على "مؤتمر الريو" للمحافظة على التنوع الحيوي. وعلى الرغم من الاستراتيجيات والبرامج والسياسات التي وضعتها المؤتمرات العالمية والتي تقيدت بها الدول، ما زلنا نشهد استمرار تدهور البيئات والأنواع والجينات على اليابسة وفي البحر من جراء الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البشر بحق الكائنات الحية وموائلها.
هذا الأمر يدعونا إلى توجيه التوعية لتبيان الأخطار التي ستواجه الجنس البشري في حال تناقصت الغابات، وازداد حجم ثاني أوكسيد الكربون، وكثرت الحرائق، وازداد الرعي الجائر، ونشط الصيد البري العشوائي، واستفحل الصيد البحري المفرط، وانتشر التلوث البري والجوي والمائي في المياه العذبة وفي البحر، وازداد الانحباس الحراري، وتراكمت الغازات الدفيئة، واتسعت رقعة الأراضي الزراعية على حساب المناطق البرية، وازدادت الفيضانات والأعاصير، وتغيرت الفصول وقتلت الكائنات الحية التي تشكل رأس الهرم الغذائي، واضطهدت الحيوانات المفترسة في البراري، وتعطلت الدورة الحياتية.
قد تكون التوعية هنا تلعب دورا هاما في تخفيف الأخطار، لكن التاجر الجشع لن يكترث للاستثمار المستدام إن لم يتخل عن أنانيته. ولن يقتصد المزارع في توفير المياه كي لا تتدنى أرباحه. ولن يتوقف الراعي عن رعي ما يؤمن له الأموال المتراكمة.
إزاء هذا الوضع لا بد من اعتماد الحوافز، إلى جانب التوعية، لتشجيع المعنيين على ممارسة الأعمال التي تؤدي إلى المحافظة على التنوع الحيوي، وعلى تشجيع إشراك المجتمعات المحلية في الإدارة وتقاسم الأرباح.
فبتضافر التوعية والحوافز ومشاركة المجتمع المحلي، سيتخلى المتاجرون بالتنوع الحيوي عن جشعهم. وذلك لأنّ الأهالي سيمنعونهم من الاستغلال المفرط. عندها ستكون الاستفادة من الموارد الطبيعية مستندة إلى الحكمة في إدارتها.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
إقرأ أيضاً: محميات المحيط الحيوي في العالم العربي