تألقت نساء وفتيات فلسطينيات أميركيات، بأثوابهن التقليدية المطرزة، خلال حفل أقامته جمعية المرأة الفلسطينية الأميركية جنوب كاليفورنيا، بمناسبة يوم المرأة العالمي.
جمال الأزياء الفلسطينية التقليدية التي ارتدتها الفتيات كان أبرز ما ميّز الحفل، إذ تنوعت تلك الأزياء ما بين أثواب، وحقائب، وأوشحة، وإكسسوارات الشعر، والتي زينتها التطريزات المشغولة يدوياً، وبحرفية جعلتها قطعاً فنية يحتار المرء بأي منها يعجب.
وتحرص الفتيات الفلسطينيات على ارتداء أجمل ما لديهن من الأزياء خلال المناسبات التي يجتمع فيها أبناء الجالية بين الحين والآخر، الأمر الذي يجعل الحدث بمثابة عرض أزياء فلسطيني بامتياز.
المسؤولة الإعلامية في الجمعية، سناء إبراهيم، قالت لـ "العربي الجديد" إن ارتداء الثوب التقليدي في مناسبات كهذه يحمل رسالة. "الثوب الفلسطيني مهم جداً بالنسبة لنا، فهو عنصر أساسي من تراثنا، وارتداؤه خلال الحفل يعتبر تأكيداً منا على تمسكنا بهويتنا وثقافتنا. نريد أن نحتفل اليوم بهذه الثقافة بجميع جوانبها".
وأضافت أن دور المرأة في الثقافة الفلسطينية حيوي جداً. إذ إن صوتها كان موجوداً منذ العشرينيات "علينا اليوم إكمال رسالة المرأة والحفاظ على صوتها، لأنه حفاظ على ثقافتنا وتاريخنا. ونحن نجتمع اليوم لتكريمها والتأكيد على دورها في الجالية العربية والفلسطينية هنا في أميركا".
الفتاة الفلسطينية "بيان عواد" التي ارتدت ثوباً يعود إلى تراث مدينة رام الله قالت لـ "العربي الجديد" إن حرص الفلسطينيات على ارتداء الأزياء التراثية في يوم كهذا لا يعود لجمالها وحسب. "نريد أن نؤكد على اهتمامنا بتراثنا وحبنا له. في ذلك أيضاً تشجيع لصناعة المطرزات الفلسطينية".
وتضيف: "هذا الثوب الذي أرتديه جلبته من فلسطين. وأنا شخصياً أحب أن أختار الأثواب من هناك لأنني أجد تنوعاً في الموديلات. وتتراوح أسعار الأثواب بحسب تصميمها وطريقة شغلها، إذ يبلغ سعر تلك المشغولة بالماكينات 150 دولاراً بينما يصل سعر المشغولة يدوياً إلى 120-500 دولار".
منى أبو سير، والتي ارتدت ثوباً جميلاً مشغولاً من قماش الكوفية الفلسطينية، أخبرت "العربي الجديد": "خلال حفل العام الماضي ارتديت ثوباً فلسطينياً تقليدياً، ولذلك أردت أن أرتدي هذا العام زياً مغايراً ولكن بنفس الوقت مستوحى من التراث الفلسطيني الجميل. ثوبي هذا مشغول من قماش الكوفية الفلسطينية التي هي رمز لقضيتنا".
وتحدث خلال الحفل عدد من الشخصيات، من بينها رئيسة جمعية المرأة الفلسطينية الأميركية سميرة سعود، والبروفيسورة هيلغا طويل سوري. كذلك قدمت فرقة "جذور" للدبكة عرضاً فنياً مميزاً. وخُصصت زاوية عرضت فيها لوحات للرسام الفلسطيني إبراهيم النشاشيبي، ومشغولات ومطرزات يدوية أحضرتها السيدة هالة إبراهيم من فلسطين خصيصاً لعرضها في الحدث.
يذكر أن جمعية المرأة الفلسطينية الأميركية تأسست قبل نحو ثلاثين عاماً بمبادرة مجموعة من النساء في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وتخصص جهودها لخدمة المرأة والشباب في المجتمع العربي الأميركي وكذلك في فلسطين.
وتوفر الجمعية بفضل الدعم الذي يقدمه لها أبناء الجالية منحاً دراسية جامعية لـ 75 فتاة فلسطينية يتابعن تعليمهن في مختلف الجامعات الفلسطينية. هذا بالإضافة إلى منحة "راشيل كوري" التي تتيح إرسال ناشطة محلية كل صيف إلى جامعة بيرزيت، بهدف تبادل المعلومات وزيادة المعرفة حول القضية الفلسطينية.
وتدعم الجمعية أيضاً المزارعين الفلسطينين من خلال بيع عبوات زيت الزيتون التي يتم شحنها من فلسطين إلى كاليفورنيا، وكذلك قطع السيراميك المزخرفة المصنوعة في الخليل.