وتبقى النساء الضحايا الأكثر عدداً في الجرائم المتعلقة بفشل العلاقة مع الزوج أو الزوج السابق، أو أشكال العلاقات الأخرى التي تربط بين النساء والرجال.
وسقط 13 ضحية من النساء والرجال العام الماضي أكثر من عام 2015، الذي سجل مقتل 144 امرأة ورجلاً على يد الشريك على اختلاف أنواع العلاقة التي تربطهما، بينهم 122 امرأة و22 رجلاً، أي أن الجرائم "العاطفية" ارتفعت العام الماضي عن سابقه بنسبة 9 في المائة.
وفي تفاصيل الدراسة الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، فإن 109 نساء قتلن على يد الزوج أو الشريك أو الزوج السابق، و14 منهن قتلن بيد العشيق أو من شخص تربطه بهن علاقة عابرة. وذكر أن 30 امرأة من الضحايا سبق لهن أن بلغن الشرطة عن تعرضهن للعنف.
دوافع القتل عند النساء والرجال
وصرحت المحللة النفسية، إرنستين روني، لصحيفة "لو فيغارو"، وهي عضوة المحكمة العليا للمساواة في فرنسا بالقول: "لا تُقتل المرأة بدافع الحب أبداً، بل تُقتل لأن قاتلها لا يستطيع خسارتها، لأنه يريد أن يحتفظ بها كأحد أشيائه".
وتضيف "القاتل في هذه الحالة يجد أن حياته لا معنى لها إذا تخلت زوجته عنه، لهذا السبب نجد أن أغلب الجناة يقدمون على الانتحار بعد قتلهم زوجاتهم، ويوجد العنف لأن هناك علاقة تملك يشعرها الرجل تجاه زوجته".
— Ministère Intérieur (@Place_Beauvau) September 1, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتشير الدراسة إلى أن رجلاً يُقتل كل 11 يوماً في فرنسا بسبب علاقة العنف مع الشريك. في عام 2016 قتل 28 رجلاً على يد زوجاتهم أو زوجاتهم السابقات، واحد منهم قتلته شريكته، وخمسة على يد حبيبة أو عشيقة أو علاقة عابرة.
وإذا كان "رفض الانفصال" هو السبب الرئيسي خلف ارتكاب الرجل جريمته، فإن "الخصام" هو دافع المرأة بحسب الدراسة، إذ بيّنت الأرقام أن النساء قتلن الشريك أو الزوج لأن العلاقة من وجهة نظرهن لم تعد ممكنة أو محتملة. ومن بين 28 امرأة أقدمن على القتل في هذه الحالة، 17 منهن معنّفات من قبل القتيل.
وتوضح المحللة النفسية أن "الأرقام تشير إلى أن 60 في المائة من الرجال الذين قتلوا على يد زوجاتهم (حاليات أو سابقات) هم أشخاص ربطتهم علاقة تعنيف واعتداء بالجانية".
الأطفال الضحايا
وعن مدى تأثير العنف "الزوجي" على أطفال تلك العائلات، فظهرت نتائجه كالآتي: 9 أطفال قتلوا بيد الأب عند قتله للأم، 16 طفلاً شهدوا وقائع الجريمة لحظة ارتكابها، 8 أطفال ترددوا بطلب النجدة (يشعرون بالذنب ويحملون أنفسهم المسؤولية)، 22 طفلاً كانوا في المنزل أثناء حصول الجريمة لكنهم لم يكونوا شهوداً، 16 طفلاً قتلوا خلال خصام منزلي بين الزوجين.
وتخلص الدراسة إلى أن تلك الجرائم "الزوجية" خلّفت 12 يتيماً فقدوا الأم والأب، و54 طفلاً يتيم الأم، و22 يتيم الأب.
وتعتبر روني أن " ما يجري يتطلب التصرف بالسرعة القصوى، والأخذ، بجدية أكبر، شكاوى الأم وطلبها النجدة من الشرطة والبلديات والقضاة". وترى أنه "من الضروري توفير خط اتصالات لحالات (الخطر المميت)، إذ تتحرك النجدة فوراً بعد تلقي الاتصال، وأن تكون أوامر الحماية أكثر تنظيماً".
وتضيف إرنستين روني، "إذا أردنا تشجيع النساء على الكلام وتقديم الشكاوى عن العنف المنزلي أو عنف الشريك الذي تتعرض له، عليها أن تتأكد من إمكانية حمايتها، لأن المرأة التي تلقى الدعم والحماية لا تجد نفسها مضطرة للعودة إلى معنّفها، وهذا يمنع استمرار دوامة العنف، بما فيها القتل".
(العربي الجديد)