ويتضح من حركة السوق اليوم أن الجنيه الإسترليني يرتفع مع أنباء تأخر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بينما ينخفض في حال تأكد اكتمال الخروج البريطاني في مارس/آذار المقبل، ووفقاً لوكالة "رويترز"، فقد خسر 25 سنتاً أمام الدولار منذ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016.
وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى في 20 شهراً مقابل الدولار أول من أمس الإثنين، بعد أن أجلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تصويتاً برلمانياً على اتفاق الانفصال البريطاني، إذ انخفض الإسترليني 1.6 في المائة إلى 1.2507 دولار، في أدنى مستوى منذ إبريل/ نيسان 2017.
وأمس الثلاثاء، تعافى الإسترليني نوعاً ما، ليتم تداوله مرتفعاً 0.4% عند 1.2621 دولار، بعد تداول أنباء عن احتمالات تأجيل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
وسترسم نتيجة التصويت اليوم شكل الاقتصاد البريطاني الذي يصل حجمه إلى 2.8 تريليون دولار وستكون لها تداعيات بعيدة الأمد على وحدة المملكة المتحدة، كما ستحدد ما إذا كانت لندن ستستطيع الحفاظ على مكانتها باعتبارها أحد أكبر مركزين ماليين في العالم.
وحذّر بنك إنكلترا (المركزي)، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من أن عدم التوصل إلى اتفاق حول "بريكست" سيؤدي إلى أزمة مالية في بريطانيا، وسيتسبب في خسارة الجنيه الإسترليني 25% من قيمته.
وأضاف البنك أن هذا السيناريو سيؤدي إلى انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 8% في الربع الأول من 2019. وأن معدل البطالة سيرتفع إلى 7.5% من المستوى الحالي البالغ 4.1%، في ظل السيناريو الأسوأ، بينما ستنخفض أسعار المنازل بنسبة 30%.
وصادق قادة الدول الأوروبية في بروكسل، في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على اتفاق تاريخي حول انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ولكن ترك الاتفاق قضايا الترتيبات التجارية الشائكة بين بريطانيا وأوروبا إلى الفترة الانتقالية التي حددت بنهاية عام 2020، لكنها ربما ستمتد حتى عام 2022.
وأعلن غراهام برادي، رئيس ما يعرف باسم لجنة 1922 في حزب المحافظين، تجاوز الحد اللازم للنواب المؤيدين لإجراء اقتراع على سحب الثقة، وهو 15 %.
وأضاف أن الاقتراع سيجرى بين الساعة 18.00 و20.00 بتوقيت غرينتش، اليوم الأربعاء، في قاعة بمجلس العموم، وستعلن النتيجة في أقرب وقت ممكن، ومن الممكن إطاحة ماي إذا صوّت ضدها 158 من نواب المحافظين وعددهم 315 نائباً.