06 يوليو 2019
الحبُّ ومأساةُ الأمّة
مصطفى العادل
باحث في اللسانيات العامة بكلية الآداب، جامعة محمد الأول-المغرب. باحث بمركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية. الأمين العام للمركز العربي للبحوث والدراسات المعاصرة. رئيس قسم الأدب واللسانيات البينية بمركز مفاد.صدر له كتاب "المدارس اللسانية وأثرها في الدرس اللساني بالمغرب". يعرّف عن نفسه بالقول "كل لحظة تأتيك فكرة، يلهمك الله نورا لتعبر به عن معنى، فكن دوما مستعدا بسيف القلم كي لا تهزم في معركة الإبداع".
ليس من عادتي السؤال عن الحب بشكل مباشر. لكن لما عرفت أن الحب شيء لا يتجزأ من حياة الإنسان التي تتطور وتنقلب من مرحلة إلى أخرى، فقد تعلمت كيف أجعل أحدهم يبوح بتلك الأسرار بشكل عشوائي، ومن دون أن أبذل جهداً في ذلك.
لا أزعم هنا أنني أملك شيئاً عن الحب، إلا بعض الجرأة التي تجعلني أنظر إلى الموضوع على أنه من أسس الحياة، فأنا ما زلت أؤمن أن كل الإشكالات التي تحاصر الأمة اليوم يمكن أن نعالجها بمعالجة وفك طلاسم الحب؛ هذا اللغز الذي دمر قلوب الناس المشكّلين لهذه الأمة. لماذا هذا القول؟ وهل يستطيع رجال الدين أو السياسة أو الفكر تكذيب هذه الحقيقة؟
لا شك في أن الذي ينظر إلى الأشياء بعين بصيرة ونية صالحة لن يمنعه شعور ما من الاعتراف بالحقيقة، وإن كانت مرة، وخصوصاً أن أوطاننا تغمست في المرارة، واكتست رداء الرداءة، ولا ملجأ لنا اليوم للخروج من هذه المأساة بعد الله تعالى إلا الاعتراف بحجم الخسائر التي تكبدناها، والصبر مع العمل بهدف الخلاص.
قال رجل الدين غاضباً، غيرة على الأمة: نحن في عالم وأنت في عالم وتدّعي نشدان فلاح الأمة، وهو يكرّر صباح مساء أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، وأن تغيير الأمة يبدأ بتغيير النفوس القائمة على هذا القلب، وأن تغيير الجماعات يبدأ بتغيير الأفراد. يقول الشيخ ويعيد، لكن من يسمع؟ من يسمح في خمس دقائق من وقت العوالم الافتراضية التي فسحت المجال لسيلان الحب وأجازت للعلاقات العاطفية تجوالها العالمي دون جواز سفر؟ نسي الشيخ ورجل الدين أنه يخاطب قلوباً دمرها الحب، وأصابها الوهن جراء الحروب العاطفية التي لا تحدث صليلاً ولا صوت دمار؛ عالم الموت البطيء للإنسان.
تبقى دعوات التغيير صيحةً في واد يرقمها الشيخ الصادق على الماء، حتى إذا يئس غيّر الحوار لينصح بقيمة الشباب، ومرحلة الشباب، وفرص الشباب التي لا تعوض، لكن أين الشباب الذي يحتاج إلى المواعظ؟ أين الأساليب الكفيلة بإسماع هذه الأجساد التي تيمها الحب؟ هذا الشباب الذي يقضي نصف عمره وراء شاشة هاتف ذكي أو حاسوب ينسي نفسه آلام الأمة وجراح الواقع الأليم بعلاقة عاطفية لا تنجح في غالب الأحيان فتكلفه التبرع بما بقي من عمر جرياً وراء النسيان، وبحثاً عن الخلاص.
يحتاج رجل الدين اليوم إلى مناقشة قضايا الحب والشباب بلا خجل، فما تستر المصلح ولا خاف ولا خجل في طرح قضايا من هذا القبيل. يحتاج الشيخ إلى التكلم برزانة وصدق في قضايا الجنس والحب والعاطفة، ويتوجه إلى الشباب؛ مستقبل الأمة، بخطاب صريح فصيح يعارض الخطاب الجنسي الرائج؛ المعروض في سوق العالم. وأنا لا أتصور الفلاح يتجاهل قضية حكمت العالم ورسمت مستقبله على أركانها بدعوى الخجل والحياء...
هكذا أفكر شخصياً، وعلى هذه المنطلقات أبني تحليلي للواقع، وأنا أعد القارئ العزيز بأنني سأمزق كل أوراقي وأكسر أقلامي، إذا أقنعني بعضهم بأننا قد نبني دولة الإسلام ونعيد أمجاد الأمة من واقع جيل الواتساب والفيسبوك، ونعيد للأمة عزتها دون تحرير القول في قضايا الحب وحرب العواطف ودمار القلوب. هذا لرِجَالِ الدّينِ وَالعُلماء الصَّادقين. أمّا الرجلُ السّياسي فلا يُعتدُّ برأيه ما دامتِ السّياسةُ تُفهم في الأوطان العربية على أنّها مجرّد لعبة لنهْب ثروات البلاد واسْتحْمَار العِباد.
لا شك في أن الذي ينظر إلى الأشياء بعين بصيرة ونية صالحة لن يمنعه شعور ما من الاعتراف بالحقيقة، وإن كانت مرة، وخصوصاً أن أوطاننا تغمست في المرارة، واكتست رداء الرداءة، ولا ملجأ لنا اليوم للخروج من هذه المأساة بعد الله تعالى إلا الاعتراف بحجم الخسائر التي تكبدناها، والصبر مع العمل بهدف الخلاص.
قال رجل الدين غاضباً، غيرة على الأمة: نحن في عالم وأنت في عالم وتدّعي نشدان فلاح الأمة، وهو يكرّر صباح مساء أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، وأن تغيير الأمة يبدأ بتغيير النفوس القائمة على هذا القلب، وأن تغيير الجماعات يبدأ بتغيير الأفراد. يقول الشيخ ويعيد، لكن من يسمع؟ من يسمح في خمس دقائق من وقت العوالم الافتراضية التي فسحت المجال لسيلان الحب وأجازت للعلاقات العاطفية تجوالها العالمي دون جواز سفر؟ نسي الشيخ ورجل الدين أنه يخاطب قلوباً دمرها الحب، وأصابها الوهن جراء الحروب العاطفية التي لا تحدث صليلاً ولا صوت دمار؛ عالم الموت البطيء للإنسان.
تبقى دعوات التغيير صيحةً في واد يرقمها الشيخ الصادق على الماء، حتى إذا يئس غيّر الحوار لينصح بقيمة الشباب، ومرحلة الشباب، وفرص الشباب التي لا تعوض، لكن أين الشباب الذي يحتاج إلى المواعظ؟ أين الأساليب الكفيلة بإسماع هذه الأجساد التي تيمها الحب؟ هذا الشباب الذي يقضي نصف عمره وراء شاشة هاتف ذكي أو حاسوب ينسي نفسه آلام الأمة وجراح الواقع الأليم بعلاقة عاطفية لا تنجح في غالب الأحيان فتكلفه التبرع بما بقي من عمر جرياً وراء النسيان، وبحثاً عن الخلاص.
يحتاج رجل الدين اليوم إلى مناقشة قضايا الحب والشباب بلا خجل، فما تستر المصلح ولا خاف ولا خجل في طرح قضايا من هذا القبيل. يحتاج الشيخ إلى التكلم برزانة وصدق في قضايا الجنس والحب والعاطفة، ويتوجه إلى الشباب؛ مستقبل الأمة، بخطاب صريح فصيح يعارض الخطاب الجنسي الرائج؛ المعروض في سوق العالم. وأنا لا أتصور الفلاح يتجاهل قضية حكمت العالم ورسمت مستقبله على أركانها بدعوى الخجل والحياء...
هكذا أفكر شخصياً، وعلى هذه المنطلقات أبني تحليلي للواقع، وأنا أعد القارئ العزيز بأنني سأمزق كل أوراقي وأكسر أقلامي، إذا أقنعني بعضهم بأننا قد نبني دولة الإسلام ونعيد أمجاد الأمة من واقع جيل الواتساب والفيسبوك، ونعيد للأمة عزتها دون تحرير القول في قضايا الحب وحرب العواطف ودمار القلوب. هذا لرِجَالِ الدّينِ وَالعُلماء الصَّادقين. أمّا الرجلُ السّياسي فلا يُعتدُّ برأيه ما دامتِ السّياسةُ تُفهم في الأوطان العربية على أنّها مجرّد لعبة لنهْب ثروات البلاد واسْتحْمَار العِباد.
مصطفى العادل
باحث في اللسانيات العامة بكلية الآداب، جامعة محمد الأول-المغرب. باحث بمركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية. الأمين العام للمركز العربي للبحوث والدراسات المعاصرة. رئيس قسم الأدب واللسانيات البينية بمركز مفاد.صدر له كتاب "المدارس اللسانية وأثرها في الدرس اللساني بالمغرب". يعرّف عن نفسه بالقول "كل لحظة تأتيك فكرة، يلهمك الله نورا لتعبر به عن معنى، فكن دوما مستعدا بسيف القلم كي لا تهزم في معركة الإبداع".
مصطفى العادل