لا يمكن لزائر بريطانيا، وخصوصاً العاصمة لندن، أن يغفل فرادة تتمتع بها هذه البلاد. الفرادة لا تقف عند حدود الخليط المتنوع من السكان، والذي لا يجعل من لندن عاصمة كونية أخرى، على غرار نيويورك فحسب، بل بهذه المساحات الخضراء التي تصادفك أينما يممت وجهك في المدينة المترامية الأطراف. بين حديقة وأخرى، لا بد أن تجد حديقة في الوسط. هذا طابع عام في المدينة، لا تجده في المدن الأوروبية الأخرى، والتي حاولت أن تستوحي من بريطانيا عموماً، ولندن خصوصاً، هذه الخاصية المعروفة في كثير من دول العالم بـ "الحدائق الإنجليزية" أو ENGLISH GARDENS.
للحديقة الإنجليزية سحرها الذي لا يضاهى. يخيل لزائرها أنه سرى في قلب إحدى لوحات ليوناردو دافنشي أو مايكل أنجلو من رسامي عصر النهضه الأوروبية. أينما تجوّلت تجد أشجاراً يزيد عمر بعضها على مئات السنين، مروجها وتلالها تنطق بجمالها عبر هندسة خلابة أو عشوائية لا تقل عنها إبداعاً، كانت إلهاماً لأشهر الكتاب والشعراء. في طياتها حوت أركاناً للعشاق والحالمين، وأركاناً أخرى اتخذ منها بعض المفكرين وأصحاب الرأي مقراً دائماً لإيصال فكرهم الحر. جيمس هانس أيضاً اختار ركنه غير بعيد عن "speaker corner" أو "زاوية المتحدثين"، في حديقة الهايد بارك وسط العاصمة. هذه الزاوية المفتوحة لكل من يرغب في الكلام عن أي موضوع يريد.
فترى من يبشّر دينياً ومن يعبّر عن آرائه السياسية بحرية، من دون أي تدخل من أحد، بل يكون هناك من يتفاعل معه بالسلب أو الإيجاب. هانس تحدث، وهو يراقب المتحاورين في غفلة عنهم، عن حدائق بلاده بافتخار قائلاً: "إنها تراث اعتز به، ترعرت وسطها ولا أرى جمال لندن بدونها، إنها عبارة عن إلهام جميل وهواء نقي، آتي هنا كل يوم أحد كي أرسم على الأرض كما ترين، وأراقب بعض تصرفات المتحاورين في هذا الركن وأذكّر بعضهم بديمقراطية التخاطب واحترام الرأي الآخر". ويضيف متحدثاً عن الحدائق: "إنها متنفس بعيد عن الازدحام والاختناق الموجود خارج أسوارها". لهذه الحدائق حكاية مع التاريخ البريطاني، قبل أن تتمدد إلـى سائر أنحاء أوروبا، لتحل مكان الحدائق الفرنسية الارستقراطية. ظهرت في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر، وكانت وسيلة لإظهار الثراء والاهتمام بالمساحات الشاسعة من الأراضي وتحسين مناظرها، لتنشأ لاحقاً فكرة الحدائق العامة على يد السير جون فاتبورغ. فكرة ما لبثت أن تمددت مع نهاية القرن الثامن عشر، حين جرى تقليد طراز الحديقة وفن البستنة الإنجليزيين من قبل حديقة المناظر الطبيعية الفرنسية، وصولاً إلى سانت بطرسبرغ في روسيا. كما كان لها تأثير كبير على شكل الحدائق العامة التي ظهرت في جميع أنحاء العالم في القرن التاسع عشر. أصبحت الحديقة الإنجليزية قبلة الأنظار الأوروبية، والألمانية خاصة، في مقابل الحدائق الفرنسية المغرقة بالأناقة والزخرف والصنعة. كان عشاق الجمال الفني يقبلون على إنجلترا لغرض الاطلاع والانتفاع. أحد السوّاح الفرنسيين يتحدث عن هذه المسألة، بينما يداعب مع طفله بعض البجعات الملكية الضخمة في "حديقة القديس جيمس".
يشرح ببساطة سبب وجوده بالقول إن "هذه الحدائق ضمن الأماكن السياحية التي طالما أحب زيارتها". ويضيف "هي تحف فنية في متناول الجميع، أستطيع أن أقضي هنا يوماً كاملاً، فيها المقاهي والمطاعم إضافة إلى المروج الجميلة التي تساعد عن الاسترخاء وقضاء يوم جميل مع عائلته". يقارن بين لندن وباريس بالإشارة إلى أن خاصية الحدائق غائبة عن العاصمة الفرنسية، "فمن يريد أن يقضي وقتاً في إحدى الحدائق عليه أن يتوجه إلى خارج العاصمة". الاهتمام بالحدائق دفع البريطانيين إلى خلق أجواء مثالية لنباتات لا تنمو في الظروف المناخية في الجزيرة الإنجليزية. الأمر يمكن تبيانه بوضوح في حديقة "كيو غاردنز" Kew Gardens، التي تضم نباتات وزهوراً عجيبة وغريبة لا تنبت إلا في مناخ خاص مثل المناخ الاستوائي أو في الجبال أو الصحاري. وتم ابتداع مناخ مناسب لها اصطناعياً ضمن صناديق زجاجية ليتسنى لزوارها مشاهدتها، ما جعل الأمم المتحدة تصنف هذه الحديقة مؤخراً بأنها تُراث عالمي يجب المحافظة عليه. المتنزهات والحدائق يعتبرها البريطانيون ثروة لا تقارن. ثروة يعتدون بها ويتفاخرون فيها بين الأمم.
ظهرت في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر وكانت وسيلة لإظهار الثراء والاهتمام بالمساحات الشاسعة فكرة الحدائق العامة ظهرت على يد السير جون فاتبورغ وما لبثت أن تمددت مع نهاية القرن الثامن عشر، حين جرى تقليد طراز الحديقة وفن البستنة الإنجليزيين "زاوية المتحدثين" في حديقة الهايد بارك مفتوحة لكل من يرغب في الكلام عن أي موضوع يريد.
للحديقة الإنجليزية سحرها الذي لا يضاهى. يخيل لزائرها أنه سرى في قلب إحدى لوحات ليوناردو دافنشي أو مايكل أنجلو من رسامي عصر النهضه الأوروبية. أينما تجوّلت تجد أشجاراً يزيد عمر بعضها على مئات السنين، مروجها وتلالها تنطق بجمالها عبر هندسة خلابة أو عشوائية لا تقل عنها إبداعاً، كانت إلهاماً لأشهر الكتاب والشعراء. في طياتها حوت أركاناً للعشاق والحالمين، وأركاناً أخرى اتخذ منها بعض المفكرين وأصحاب الرأي مقراً دائماً لإيصال فكرهم الحر. جيمس هانس أيضاً اختار ركنه غير بعيد عن "speaker corner" أو "زاوية المتحدثين"، في حديقة الهايد بارك وسط العاصمة. هذه الزاوية المفتوحة لكل من يرغب في الكلام عن أي موضوع يريد.
فترى من يبشّر دينياً ومن يعبّر عن آرائه السياسية بحرية، من دون أي تدخل من أحد، بل يكون هناك من يتفاعل معه بالسلب أو الإيجاب. هانس تحدث، وهو يراقب المتحاورين في غفلة عنهم، عن حدائق بلاده بافتخار قائلاً: "إنها تراث اعتز به، ترعرت وسطها ولا أرى جمال لندن بدونها، إنها عبارة عن إلهام جميل وهواء نقي، آتي هنا كل يوم أحد كي أرسم على الأرض كما ترين، وأراقب بعض تصرفات المتحاورين في هذا الركن وأذكّر بعضهم بديمقراطية التخاطب واحترام الرأي الآخر". ويضيف متحدثاً عن الحدائق: "إنها متنفس بعيد عن الازدحام والاختناق الموجود خارج أسوارها". لهذه الحدائق حكاية مع التاريخ البريطاني، قبل أن تتمدد إلـى سائر أنحاء أوروبا، لتحل مكان الحدائق الفرنسية الارستقراطية. ظهرت في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر، وكانت وسيلة لإظهار الثراء والاهتمام بالمساحات الشاسعة من الأراضي وتحسين مناظرها، لتنشأ لاحقاً فكرة الحدائق العامة على يد السير جون فاتبورغ. فكرة ما لبثت أن تمددت مع نهاية القرن الثامن عشر، حين جرى تقليد طراز الحديقة وفن البستنة الإنجليزيين من قبل حديقة المناظر الطبيعية الفرنسية، وصولاً إلى سانت بطرسبرغ في روسيا. كما كان لها تأثير كبير على شكل الحدائق العامة التي ظهرت في جميع أنحاء العالم في القرن التاسع عشر. أصبحت الحديقة الإنجليزية قبلة الأنظار الأوروبية، والألمانية خاصة، في مقابل الحدائق الفرنسية المغرقة بالأناقة والزخرف والصنعة. كان عشاق الجمال الفني يقبلون على إنجلترا لغرض الاطلاع والانتفاع. أحد السوّاح الفرنسيين يتحدث عن هذه المسألة، بينما يداعب مع طفله بعض البجعات الملكية الضخمة في "حديقة القديس جيمس".
يشرح ببساطة سبب وجوده بالقول إن "هذه الحدائق ضمن الأماكن السياحية التي طالما أحب زيارتها". ويضيف "هي تحف فنية في متناول الجميع، أستطيع أن أقضي هنا يوماً كاملاً، فيها المقاهي والمطاعم إضافة إلى المروج الجميلة التي تساعد عن الاسترخاء وقضاء يوم جميل مع عائلته". يقارن بين لندن وباريس بالإشارة إلى أن خاصية الحدائق غائبة عن العاصمة الفرنسية، "فمن يريد أن يقضي وقتاً في إحدى الحدائق عليه أن يتوجه إلى خارج العاصمة". الاهتمام بالحدائق دفع البريطانيين إلى خلق أجواء مثالية لنباتات لا تنمو في الظروف المناخية في الجزيرة الإنجليزية. الأمر يمكن تبيانه بوضوح في حديقة "كيو غاردنز" Kew Gardens، التي تضم نباتات وزهوراً عجيبة وغريبة لا تنبت إلا في مناخ خاص مثل المناخ الاستوائي أو في الجبال أو الصحاري. وتم ابتداع مناخ مناسب لها اصطناعياً ضمن صناديق زجاجية ليتسنى لزوارها مشاهدتها، ما جعل الأمم المتحدة تصنف هذه الحديقة مؤخراً بأنها تُراث عالمي يجب المحافظة عليه. المتنزهات والحدائق يعتبرها البريطانيون ثروة لا تقارن. ثروة يعتدون بها ويتفاخرون فيها بين الأمم.
ظهرت في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر وكانت وسيلة لإظهار الثراء والاهتمام بالمساحات الشاسعة فكرة الحدائق العامة ظهرت على يد السير جون فاتبورغ وما لبثت أن تمددت مع نهاية القرن الثامن عشر، حين جرى تقليد طراز الحديقة وفن البستنة الإنجليزيين "زاوية المتحدثين" في حديقة الهايد بارك مفتوحة لكل من يرغب في الكلام عن أي موضوع يريد.