الحراك الشعبي بالجزائر يتجاهل خطوات التهدئة من قبل السلطة ويستمر في تظاهراته

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
03 يناير 2020
A6F0D4B8-5015-4B60-B698-6D5EF6CF8426
+ الخط -

احتفى الحراك الشعبي في الجزائر، في مظاهرات الجمعة الـ46، بالناشطين المفرج عنهم، أمس الخميس، تزامناً مع بدء السلطات بتنفيذ تدابير تهدئة، وتخفيف الحواجز الأمنية على مداخل العاصمة.

ولم يبد الحراك الشعبي في الجزائر اهتماماً لافتاً بخطوات التهدئة التي أقرتها السلطة السياسية الجديدة. وتجددت مظاهرات الحراك الأسبوعية بالوتيرة نفسها، والشعارات السياسية المرتبطة بالديمقراطية والحريات واستقلالية العدالة واستبعاد الجيش من دائرة القرار، وخرج الآلاف في مظاهرات بالعاصمة وسط حضور الناشطين المفرج عنهم من السجون.

ورفع المتظاهرون بعض الناشطين على الأعناق، احتفاء بصبرهم في السجون، وتمسكهم بمواقفهم ورفضهم أي حوار سياسي مع السلطة، وطالبوا بالإفراج عن باقي الناشطين الموقوفين الذين لم يتم إطلاق سراحهم بعد. 

وقال الناشط البارز في الحراك، الصحافي سعد بوعقبة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإفراج عن المعتقلين هو قرار إذعان من السلطة، ونشجع السلطة على ذلك ونقول لها إن عليها النظر في باقي مطالب الحراك والذهاب إلى دولة مدنية حقيقية"، محذراً السلطة من "محاولة التحايل على الحراك".


وعاد الحراك الشعبي إلى المطالبة بإقرار مرحلة انتقالية، كما استمر المتظاهرون في رفع شعار "دولة مدنية وليس عسكرية"، رفضاً لأي تدخل للجيش والمؤسسة العسكرية. وهتف المتظاهرون مؤكدين الالتزام بالمسار السلمي حتى تحقيق أهداف الحراك الذي بدأ في فبراير/شباط 2019.



وخرجت مظاهرات في عدد كبير من الولايات، حيث احتفى المتظاهرون في ولايات تيزي وزو وبجاية بالناشطين المفرج عنهم، كما استقبل المتظاهرون في مدن تلمسان ووهران غربي الجزائر، والبرج وقسنطينة شرقي البلاد، ووادي سوف جنوبي الجزائر بالناشطين المفرج عنهم.

ورفض المتظاهرون استدعاء السلطة ووسائل الاعلام لما اعتبروه "فزاعة" التهديدات المرتبطة بالأمن القومي، على خلفية التطورات الدامية في الجارة الشرقية الجنوبية ليبيا، وهتفوا بما يفيد أنه في حال كانت البلاد في دائرة تهديد جدي وبحاجة إلى دعم المجهود الأمني والعسكري، فإن مكونات الحراك لن تتخلف عن ذلك، بما يشير إلى "رسالة إيجابية" موجهة إلى القيادة السياسية والعسكرية تحديداً. وهتف المتظاهرون مطولاً: "تحتاجنا بلادنا نروحو (نذهب) إلى ليبيا، نحن أيا أولادها ماناش فومية (لسنا عملاء)".



وكان لافتاً رفع عدد من الحواجز الأمنية التي ظلت السلطات تقوم بتركيزها كل يوم جمعة تحسباً للمظاهرات، ولمنع وصول متظاهرين من الولايات إلى العاصمة، لا سيما من الولايات الشرقية ومنطقة القبائل.

وفوجئ المتوجهون إلى العاصمة، من مداخلها الثلاثة الشرقية، والمدخل الغربي الذي يربطها بولايتي تيبازة والشلف، والمداخل الشمالية التي تربطها مع ولايات الجنوب والغرب، بانسيابية الحركة وسيولتها وعدم وجود التفتيش الصارم، كما كان يحدث في الأسابيع الماضية، بعد قرار قائد الجيش الراحل أحمد قايد صالح إغلاق العاصمة كل جمعة، ومنع وصول المتظاهرين من خارجها منذ يوليو/تموز الماضي.

ولم تشهد مظاهرات اليوم احتكاكاً بين المتظاهرين في الحراك الشعبي والموالين للسلطة، على غرار أحداث وصدامات حدثت يوم الجمعة الماضي في عدد من المدن، وفي مدينة عنابة، بادرت مجموعة من ناشطي الحراك، مساء أمس الخميس، إلى اطلاق مبادرة "شعب خاوة خاوة"، للدعوة إلى السلوك السلمي في التعبير عن المواقف وتجنب الاحتكاك واحترام الرأي السياسي.

ذات صلة

الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.