قد تكون الرشاقة أولوية للكثيرين. لكن في هذه المرحلة، أكثر من أي وقت مضى، يبحثُ معظم الأشخاص عمّا يمكن أن يخفف من العبء المادي عليهم، كي يتمكّنوا من اتّباع حمية، من دون تكبُّد خسائر مادية كبيرة، وتحمُّل نفقات إضافية لتأمين الأطعمة المناسبة للحمية التي يتبعونها.
تكمن المشكلة في أن هذه الأطعمة كانت دائماً أغلى ثمناً، ما يفسّر عجز كثيرين عن الاستمرار بالتركيز عليها، وتفضيلهم التوجه إلى أي من الأطعمة المتوافرة. عندها، يزيد احتمالُ الإفراط في الأكل، فتفشل الحمية بسبب الشعور بالحرمان. ثمة فكرة شائعة عن أن التركيز على الأطعمة الخاصة للحمية للحفاظ على الرشاقة يُعتبر مكلفاً. إذ نعرف جميعاً أن الطعام الخاص بالحمية أغلى ثمناً، مقارنةً بذاك العادي من النوع نفسه.
لا تؤكد اختصاصية التغذية، ميرنا الفتى، هذه النظرية، بل تعتبر أن الأطعمة الصحية بذاتها ليست مكلفة مقارنةً بباقي الأطعمة. فالطعام الصحي ليس إلا ذلك الذي نتناوله عادةً، وهو الطعام الكلاسيكي الذي يعتمد على الحمص والعدس والفول والسمك والدجاج، بعيداً عن تلك الأطعمة التي يسوّق لها على أنها خاصة للحمية. أما إذا كان المقصود من ذلك الأطعمة "الدايت"، فتقرُّ بأنها مكلفة فعلاً، وتكمن المشكلة في أنَّ اختيارها قد يكون عشوائياً في كثير من الأحيان، خصوصاً أنه يسوّق غالباً للكثير منها على أساس غير صحيح وغير علمي.
مثال على ذلك، السكر الصناعي الذي يعتبر أغلى ثمناً، وكذلك كل الأطعمة التي تحتوي عليه. وفي الوقت الذي يعتبر فيه هذا السكر مهماً للمصابين بالسكري، أو لمن يخضع لحمية صارمة، إلا أنَّه ليس ضرورياً التزام تناوله طوال الحياة ضمن نظام غذائي صحي. أما الشوكولا "الدايت" فتُخفَّف فيها كمية السكر، وتستبدَل بالسكر الصناعي، وتُضاف إليها كميات كبيرة من زبدة الكاكاو، فتصبح مكلفة، ولكن ليست بالضرورة صحيَّة. إذ تحتوي على العدد نفسه من الوحدات الحرارية، ولا جدوى من اختيارها. أيضاً بالنسبة إلى مختلف الأطباق التي يُسوَّق لها على أنها خاصة للحمية، يجب عدم الانجرار وراء الحملات التسويقية، ويجب التأكد من لائحة المكونات، وعدم الاتجاه إلى الأطعمة الخالية من الغلوتين أو تلك الخالية من الدسم أو من السكر، إلا لأهداف صحية. فكلّها مكلفة ولا جدوى من تناولها، ويجب عدم اختيارها بطريقة عشوائية. بشكل عام، تكون الأهداف تجارية في هذه الحالة، ويجب عدم التأثر بالإعلانات وبالشعارات التي تحملها هذه الأطعمة "اللايت" أو "الدايت".
وفي ذات السياق، كثيرون يتوجهون إلى الحليب قليل الدسم ومشتقاته حفاظاً على الرشاقة، فيما لا يعتبر هذا ضرورياً، بل يفضل التوجه إلى الحليب الكامل الدسم لمن لا يعانون مشاكل صحية تمنع ذلك. فالدهون التي فيها هي التي تساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم في هذه الأطعمة بشكل أفضل، كذلك فإنه يؤمِّن الشعور بالشبع. أما في حال ارتفاع معدلات الكوليسترول مثلاً، فيُفضَّل تفادي الحليب ومشتقاته عامةً. وعند الرغبة في تناوله، يمكن تناول الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم من وقت إلى آخر.
هذا فيما تميّز الفتى بين الأطعمة "الدايت" التي يسحب الدسم منها تماماً، "اللايت" التي تخفف بعض المكونات فيها. وينطبق ذلك على العصائر، فإذا كانت "لايت"، فهي قليلة الوحدات الحرارية، وتحتوي "الدايت" على كمية قليلة جداً من الوحدات الحرارية. وينطبق ذلك على الأطعمة كافة.