الحوثيون ماضون في تثبيت انقلابهم وسط رفض حزبي وشعبي

08 فبراير 2015
بنعمر يواصل مشاوراته مع قادة القوى السياسية (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

واصلت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، إجراءاتها بممارسة السلطة والتحضير لتشكيل "المجلس الوطني"، وفقاً لما نص عليه إعلانها الانقلابي، على الرغم من الرفض الواسع في الشارع اليمني لكافة إجراءاتها.

وأصدرت "اللجنة الثورية" التابعة للحوثيين، والمعنية بإصدار القرارات وفقاً للإعلان، اليوم الأحد، قراراً بتعيين مدير لمكتب رئاسة الجمهورية، وهو القيادي في الجماعة، محمود الجنيد، وقد جرى تعيينه بدلاً من مدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك، وقد باشر الجنيد عمله.

ووجه شقيق زعيم الجماعة، والعضو في البرلمان، يحيى بدر الدين الحوثي، رسالة موقعة باسمه وأعضاء آخرين، طالب فيها أعضاء مجلس النواب بالانضمام إلى عضوية "المجلس الوطني" المقرر أن يحل بديلاً عن البرلمان، وذلك وفقاً للمادة السادسة من "الإعلان الدستوري" للحوثيين، وبحسب مصدر في الجماعة فإن إعلان تشكيلة المجلس الوطني البديل للبرلمان سيتم خلال اليومين المقبلين.

وتأتي هذه التطورات على الرغم من الرفض الواسع الذي واجهته الخطوة التي أقدمت عليها جماعة الحوثيين الجمعة الماضي، بحل البرلمان وتسليم السلطة إلى ما يسمى "اللجنة الثورية" التابعة للجماعة.

ومارس وزير الدفاع المكلف من الحوثيين، اللواء محمود الصبيحي، أعماله، لليوم الثاني على التوالي، وترأس اجتماعاً موسعاً لقيادات وزارة الدفاع وهيئة الأركان، داحضاً بذلك الأنباء التي تعتبره تحت الإقامة الجبرية.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أن الصبيحي تحدث في الاجتماع حول الأزمة الراهنة، وأكد ضرورة الحفاظ على الجاهزية القتالية والفنية والمعنوية لعموم القوات المسلحة، وأن تقف "على مسافة واحدة من كل القوى السياسية".

من جهته، يجري المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، لقاءات مع قادة القوى السياسية في صنعاء، في محاولة لإعادة الفرقاء إلى طاولة المفاوضات، بالتزامن مع تصريح للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا فيه إلى إعادة "الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي"، متهماً الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، بتقويض العملية السياسية.

في المقابل، نفى صالح، اتهام بان كي مون، ونشر موقع حزب "المؤتمر" الذي يقوده صالح تصريحاً لمصدر مسؤول في مكتبه، يؤكد فيه أن صالح وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، "ليس له علاقة بما يجري منذ تسليم السلطة في عام 2012 بطريقة سلمية وديمقراطية شهد بها العالم أجمع، في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهو التسليم الذي كان عن قناعة تامة من الرئيس صالح شخصياً، ومن حزب المؤتمر وحقناً لدماء اليمنيين".

واستغرب المصدر موقف الأمين العام للأمم المتحدة "الذي تجاهل حقيقة مواقف صالح والمؤتمر الإيجابية، وإسهاماته في الوصول إلى توافقات، ربما نتيجة اعتماده على معلومات كاذبة ومضللة ومستهدفة لصالح والمؤتمر"، مطالباً إياه بعدم الانجرار "إلى مواقف تؤثر سلباً في توافق اليمنيين الذين هم المسؤولون وليس غيرهم عن حل أزمتهم".

وفي هذه الأثناء، لا تزال البيانات الحزبية والتظاهرات الشعبية تتوالى رفضاً لـ "الانقلاب الحوثي"، إذ شهدت مدينة تعز جنوب غربي البلاد، اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف، معلنين رفضهم ما سموه "انقلاب جماعة الحوثي على السلطة" في البلاد.

وطالب المحتجون، في بيان، مختلف المكونات السياسية والسلطات المحلية في المحافظة برفض "الانقلاب الحوثي"، وعدم "التعامل مع أي توجيهات صادرة من صنعاء".