ينتظر البيانو الأكبر في قطاع غزة عودة الروح الموسيقية له بعد أن وقع معهد إدوارد سعيد للموسيقى، ووزارة الثقافة الفلسطينية مذكرة تفاهم لإعادته للعزف والحياة الفنية، على اعتبار أن يستفيد منه عموم الشعب الفلسطيني.
ويعتبر البيانو الذي قدمته الحكومة اليابانية هدية للشعب الفلسطيني عام 1997، مع مجموعة من الأدوات الموسيقية الوحيد في القطاع المُحاصر من حيث النوع والحجم، وقد تنقل في عدد من المحطات وصولاً إلى معهد إدوارد سعيد للفنون.
وأرسلت الحكومة اليابانية احتجاجاً لدى الخارجية الفلسطينية، بعد علمها بإعارة البيانو الضخم إلى منتجع سياحي خاص في مدينة غزة، ولم يتم إرجاعه إلى وزارة الثقافة، على الرغم من بيع المنتجع في وقت لاحق، وتعرضه خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 للإصابة والأضرار.
ذلك الالتماس من الحكومة اليابانية، والذي جاء بعد علمها أن البيانو في عهدة شخص وليس مؤسسة حكومية، وإصلاح البيانو عام 2015 على يد خبير صيانة الأدوات الموسيقية "لوكاس بيرون"، دفع الوزارة للتدخل وإنهاء القضية واختيار معهد إدوارد سعيد بعد تشكيل الوزارة لجنة وطنية مهنية مختصة لاختيار المكان الأنسب لإيداع البيانو فيه والحفاظ عليه، بهدف إتاحة الفرصة لإفادة كافة المعاهد والمؤسسات والفرق الموسيقية.
وتقول الطالبة متدربة البيانو، هلا سابا، التي التحقت في معهد إدوارد سعيد للموسيقى منذ عام 2011، إنها شعرت بسعادة بعد العزف على البيانو الكبير، والذي لطالما سمعت عنه، إذ اعتادت على العزف على آلات بيانو بحجم أصغر.
وتوضح المتدربة سابا في حديثها مع "العربي الجديد" أن بيانو الجراند يتميز عن غيره بنقاء الصوت ورجته وزخمه، مضيفة: "أرغب بالعزف عليه، إذ شعرت بالمعنى الحقيقي للبيانو، في اللحظة الأولى التي لامست أناملي حروفه".
بدوره؛ يوضح مدير معهد إدوارد سعيد في قطاع غزة، إسماعيل داوود، أن "الجراند بيانو" أو البيانو الكبير وصل إلى المعهد بعد أن مكث في منتجع النورس لعدة سنوات، على اعتبار أنه المعلم الثقافي والمكان الذي كانت ترتاده الشخصيات الوطنية في التسعينات عند تسلم البيانو من الجانب الياباني.
ويشير إلى أن وصول البيانو إلى المعهد تم بعد تشكيل لجنة مكونة من خمس جهات، وهي وزارة الثقافة، اتحاد الفنانين الفلسطينيين، رابطة الفنانين الفلسطينيين، صحافي، ومخرج، والتي أوصت بدورها إلى نقل البيانو إلى المعهد، كونه المختص بالموسيقى، وتدريبها للطلبة عبر برامج وخطط دائمة.
ويوضح أنه تم عزف مقطوعة "المارش التركي" في اللحظة الأولى التي دخل فيها البيانو قاعة المعهد، وحظي العزف عليه بسعادة كبيرة داخل المعهد، والذي تلقى رسائل تهنئة بعد أن قررت اللجنة الاحتفاظ بالبيانو داخله.
ويضيف: "من الجيد أن يكون البيانو داخل المعهد، إذ سيضفي لمسة جميلة، وسيمثل قيمة للمعهد والمتدربين"، مبيناً أنه سيتم توظيف الآلة الكبيرة في التدريب، وتعليم الطلبة إتقان العزف عليه، إلى جانب أنه سيشارك في الاحتفالات والمناسبات الفنية، والتي ستزداد جمالاً بوجود تلك القيمة الفنية.
ويشير الدكتور داوود إلى أن المعهد يضم مجموعة من التخصصات، بما فيها تخصص تعليم البيانو، موضحاً أنه تم تخصيص مكان للبيانو الكبير، والبدء بالعزف عليه مع الطلبة والأساتذة، مبيناً أنه يختلف عن باقي الآلات بنقاء الصوت وجماله.
ويضيف داوود أن المعهد يفتح أبوابه لجميع ورش العمل والمؤسسات وفرق التدريب التي تحتاج إلى البيانو في العمل أو المناسبات، مؤكداً على أهمية نشر ثقافة الموسيقى، كلغة تجمع البشرية جمعاء بدون حروف أو كلمات.
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)