أجلت الخلافات التجارية قمّة أميركية صينية كان متوقعا عقدها أواخر الشهر الجاري، لعدم قدرة واشنطن وبكين على التوصّل إلى حل القضايا العالقة بينهما.
ولقي إرجاء موعد القمة صداه في أسواق المال، حيث هبطت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في 4 أشهر، فيما يبدو أن نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول حماية حقوق الملكية الفكرية.
ونقلت شبكة "بلومبيرغ" عن مصادر، اليوم الخميس، أن اجتماعا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، لإنهاء الحرب التجارية الدائرة بين بلديهما لن يعقد هذا الأسبوع، مع ترجيح أن يكون في إبريل/ نيسان المقبل على أقرب تقدير.
يأتي الإرجاء فيما يعمل المفاوضون من البلدين على بنود اتفاق لم ينضج بعد لتسوية النزاع التجاري، وبعدما كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أوردت هذا الشهر، أن الرئيسين قد يتوصلان إلى اتفاق تجارة رسمي خلال قمة تُعقد حوالي 27 مارس/ آذار.
غير أن ترامب قال للصحافيين في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، إنه لا يتعجل إتمام الاتفاق مع الصين، مصراً على أن أي اتفاق يجب أن يتضمّن حماية حقوق الملكية الفكرية، وهي نقطة خلاف بين الجانبين في المفاوضات المستمرة منذ أشهر، مبدياً اعتقاده بأن هناك فرصة جيدة لإبرام اتفاق، لأسباب من بينها رغبة الصين في ذلك بسبب معاناتها من الرسوم التجارية الأميركية على سلعها.
ترامب قال: "أعتقد أن الرئيس شي رأى أنني شخص يؤمن بالانصراف حين لا يحدث الاتفاق، وتعرفون أن هناك دوماً فرصة لأن يحدث هذا، وهو على الأرجح لا يرغب في ذلك"، مشيراً إلى أن أي اتفاق لإنهاء الحرب التجارية التي امتدت لأشهر قد يتم الانتهاء منه قبيل الاجتماع الرئاسي أو استكماله بشكل شخصي مع نظيره الصيني.
واليوم الخميس، أكد ترامب على وجود إمكانية "لا محدودة" لإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وقت يواجه بريكست أزمة في البرلمان البريطاني.
وقال ترامب عبر تويتر "حكومتي جاهزة للتفاوض على اتفاق تجاري كبير مع المملكة المتحدة. الإمكانية غير محدودة".
وينتظر أنصار "بريكست" بفارغ الصبر إبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد وقت قصير من انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أشار ترامب إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أخطأت بتوقيعها اتفاقا قد يعرقل التوصل إلى اتفاق تجاري بين لندن وواشنطن مستقبلا.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي صن" في أول زيارة رسمية أجراها إلى بريطانيا، قال ترامب إنه سيتفاوض مع بروكسل بشكل "مختلف للغاية". وكشفت ماي لاحقا أن ترامب نصحها بملاحقة الاتحاد الأوروبي قضائيا.
ومع أن ترامب قرر الشهر الماضي عدم زيادة رسوم تجارية على السلع الصينية في بداية مارس/ آذار الجاري، في إشارة إلى تقدّم المفاوضات، فإن العراقيل تظل باقية، وحقوق الملكية الفكرية أحدها، حيث تتهم واشنطن بكين بإجبار الشركات الأميركية على تقاسم حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها ونقل تكنولوجياتها إلى شركاء محليين من أجل العمل في الصين، في حين تنفي بكين ضلوعها في مثل تلك الممارسات.
في السياق، نقلت "رويترز" عن مصدرين دبلوماسيين في بكين، أن شي لن يذهب إلى منتجع مارالاغو في الأجل القريب على الأقل، فيما قال أحدهما إن الولايات المتحدة لم تتواصل على نحو رسمي مع الصين بشأن رحلة مماثلة، وفي حين قال المصدر الثاني إن المشكلة في أن الصين تدرك أن التوصل لاتفاق تجاري ليس سهلا مثلما كان الجانبان يعتقدان في البداية.
وقال المصدر الأول رداً على تقارير بأن شي وترامب قد يجتمعان هذا الشهر في فلوريدا: "هذه مبالغات إعلامية".
هبوط سعر النفط
نبأ إرجاء القمة الأميركية - الصينية، انعكس مباشرة على سوق النفط، حيث إن عقود النفط الآجلة التي بلغت أعلى مستوياتها في 4 أشهر اليوم الخميس، تراجعت بعد تقرير عن تأجيل الاجتماع كبح صعود الأسعار الذي كان مدعوما بتخفيضات "أوبك" وشركائها للإنتاج والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، ما قلص الإمدادات العالمية هذا العام.
وبلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ذروة 2019 عند 68.14 دولارا، قبل أن يتراجع إلى 67.47 دولارا بحلول الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش، ليسجل انخفاضا نسبته 0.12% عن إغلاق الأربعاء. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58.11 دولارا، بانخفاض 0.26%، وفقاً لبيانات رويترز.
وإذا استمرت حرب الرسوم بين أكبر اقتصادين في العالم، فإنها قد تقوض نمو الطلب على الوقود وتضعف الأسعار، فيما تكبح منظمة "أوبك" وبعض المنتجين خارجها، بما في ذلك روسيا، إمدادات النفط منذ بداية العام لتقليص الفجوة بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.
وتزامن ذلك مع إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج المصافي.