علبة من رذاذ الطلاء، ولثام لإخفاء الملامح، كل ما كان يحتاجه شباب وشابات سوريون لكتابة كلمة "حرية" أو "ارحل" في عتمة الليل على الجدران في بلدهم، تعبيراً عن الثورة منذ بداياتها عام 2011.
رغم ما يبدو عليه الأمر من بساطة، إلا أن مهمة "الرجل البخاخ" السوري كانت تشمل مخاطرة هائلة، فالعديدون ألقي عليهم القبض لأنهم كتبوا عبارات مناهضة للنظام السوري، أو تلك التي تعبر عن تأييدهم للحرية.
ومن بين هؤلاء، الرجل البخاخ الدمشقي، خالد الخانجي، الذي اعتقل بسبب العبارات التي كتبها على جدران في حيه.
أما الشاب نور زهراء، فقد قُتل برصاص قناص عام 2012، بعد أن دأب على كتابة الشعارات المناهضة للنظام في دمشق، وفي حيه كفرسوسة خاصة، ولم يكن هو الوحيد الذي دفع حياته ثمناً للكلمة.
كانت الكتابة على الجدران خلال أول عامين من الثورة، تحفز الناس على الاستمرار بالتظاهر باعتبارها تحدياً كبيراً للنظام السوري.
وتم اعتماد مصطلح "الرجل البخاخ" الذي تم اقتباسه من لوحة تمثيلية في مسلسل بقعة ضوء عام 2008، وكتب اللوحة السيناريست عدنان زراعي، الذي اعتقل هو الآخر عام 2012، ولا يزال مصيره مجهولاً هو الآخر.
عبارات الرجل البخاخ لم تقتصر على تأييد الثورة، وإنما كانت تسعى في أحيان كثيرة لتصويب الأخطاء، ولم تخل أيضاً من تعبير عن المشاعر والرومانسية.
(العربي الجديد)