الرياضة المؤجّلة.. من عام إلى آخر

10 يناير 2015
هذه بالتأكيد ليست أنا (Getty)
+ الخط -
تُباغتنا السنة الجديدة دائماً للقيام بتغييرات منظّمة على روتين الحياة الذي نعيشه. نلجأ إلى طرح حلول سريعة على أنفسنا، ونتحدى الطبيعة لتطبيقها. ومن الحلول البديهية التي ترسم نفسها على خريطة التغيير سنويّاً: الرياضة.

فالانتساب إلى النادي الرياضي يُصبح هدفنا الأول، الهدف المُؤجل من شهر إلى آخر. ومسألة ممارسة الرياضة معقّدة بالنسبة إلى معظم الفتيات. كلّنا نحلم بالجسد المثالي ونفضّل اختيار القياسات الصغيرة، بالإضافة إلى ذلك، نطمح إلى معاهدة سلام مع سراويل الجينز التي يُعدّ ارتداؤها مغامرة. بالتالي، تتجلّى الرياضة كالحلّ الأنسب.

إنتسبتُ إلى نادٍ رياضيّ للمرّة الأولى منذ ثماني سنوات. إلتزمت ممارسة الرياضة خمسة أيام أسبوعيّاً، وكان ذلك خلال فصل الصيف، حين لم أكن أعمل في وظيفة ثابتة، ولا صفوف جامعية أحضرها. لكنّ أدائي تراجع فور عودتي إلى الجامعة لمتابعة الدراسة الشتوية. فغبت عن النوادي الرياضية ما يناهز السنة، واستبدلت التمارين بالمشي على الكورنيش. لكنّني قضيت معظم نزهاتي أتلفّت يميناً وشمالاً قلقةً من نظرات الغرباء. وكان الكورنيش بعيد المنال في الشتاء، فتراجع أدائي الرياضي أكثر.

إنتسبتُ بعدها إلى نادٍ رياضيّ للفتيات حصراً. نفرتُ من الجندرة التي صادفتني هناك، فلم أكمل الشهرين. إنسحبت من عالم الرياضة، وعدتُ إلى الهرولة على الكورنيش برفقة صديق بين حين وآخر. أما انتسابي الأخير إلى نادٍ رياضيّ، فكان منذ سنة تحديداً. بعد أيام معدودة تبيّن أنّ النادي برجوازي بامتياز، فنفرتُ منه وغادرتهُ. وتحدّيت نفسي مرّة أخرى. صمدتُ ثلاثة أشهر، قبل أن أهرب، مجدداً.

لم تعُد المسألة أزمة ثقة في النفس، لكنّني ببساطة أبحث عن مكانٍ يُشبهني، أكره التصنّع وتُغيظني المظاهر. فممارسة الرياضة روتينٌ يوميّ فعلٌ لا يُؤخذ المظهر في الحسبان خلال القيام به، ولا "البريستج". لذلك، لا يزال مشروعي مؤجّلاً، أمّا عمليّة اصطياد النادي المثالي، فهي مستمرّة.
دلالات
المساهمون