بدأتْ بالعلاج من سرطان الثدي في كندا، واعتبرت أن وجودها في مونتريال من حظها، لأنها اطمأنت لطرق العلاج ومستوى الرعاية الطبية فيها.
رحلة علاج طويلة خاضتها مع السرطان زادت عن 20 عاماً، شفيت خلالها وانتكست مرات عدة، وكانت في كل مرة تقاوم وتمتلئ بمشاعر الانتصار على المرض الخبيث. وحين كان يعاودها من جديد كانت تصرّ بدعم من فريقها الطبي وعائلتها على مقاومته مجدداً.
كانت بكامل صحتها قبل أن تهاجر إلى كندا خلال الحرب في لبنان، وغادرت مع زوجها وأطفالها بدون عودة. وفي بداية سنواتها الأربعين باشرت مرحلة علاج الورم الذي بدأ في ثديها. لم يكن العلاج سهلاً ولا تبعاته أيضاً، إلى أن أثبتت لها الفحوصات خلو جسمها من الخلايا السرطانية.
بعد سنوات قليلة عاودها المرض ليصيب أماكن أخرى من جسمها. وأتاحت لها سنوات ترددها إلى المستشفى توطيد علاقتها بالأطباء. كما غاصت في الجانب البحثي المتعلق بالأورام، خصوصاً أنها متخصصة في الكيمياء. وهكذا قررت أن يكون لها دور في الأبحاث الطبية على مرضى السرطان، ودورها يعني أن تكون حقل تجارب مثل كثير من المرضى غيرها، خدمة للطب والبحث العلمي.
هذه الخطوة ليست غريبة في كندا، لكن عائلتها الممتدة في لبنان اعتبرت أن قرارها يدعو للاستغراب. وبذلك أصبحت تحت الرقابة الصحية شبه الدائمة، لاختبار العلاجات الجديدة وفق أساليب تجريبية مبتكرة.
أكثر من 20 عاماً عاشتها قرب أبنائها الذين كبروا وتزوجوا وأنجبوا الأحفاد الذين منحوها أجمل اللحظات وأسعدها. وكنا نتلقى أخبارها ونرى صورها التي تنبئ بتغير أحوالها، مثل ذلك الرسم البياني الذي يرتفع مؤشره وينخفض تبعاً للأحوال.
اقــرأ أيضاً
صارت مضرب المثل بقوتها وجلدها على العلاج المتتابع. وصار لابتسامتها معنى أعمق، ولنمو شعرها بعد خسارته إثر جولات العلاج الكيميائي إشارة على النهوض من جديد.
لم تتوقف الحياة لديها، بل استمرت بحلوها ومرّها، وإن كان السرطان جزءاً منها.
حين اقترب موعد رحيلها، أصرت على التقاط صورة لعائلتها الصغيرة مع الأحفاد. تلك الضحكة التي تنير وجهها المتعب والكل من حولها يحتضن جسمها المدثر بذلك الغطاء الذي يخفف بردها. صورة لا تنسى، لا تدل أبداً على إنسان هزمه المرض، بل على العكس إنها صورة إنسانة مقاومة وقوية.
أوصت بالتبرّع بجسدها للطب والبحث أيضاً، بدل أن تدعه يفنى تحت التراب. خطوة جبارة أخرى، فهي لم تبق لأبنائها من بعدها مدفناً للزيارة، بل تركت فيهم نموذجاً لأم لا تهزم.
رحلة علاج طويلة خاضتها مع السرطان زادت عن 20 عاماً، شفيت خلالها وانتكست مرات عدة، وكانت في كل مرة تقاوم وتمتلئ بمشاعر الانتصار على المرض الخبيث. وحين كان يعاودها من جديد كانت تصرّ بدعم من فريقها الطبي وعائلتها على مقاومته مجدداً.
كانت بكامل صحتها قبل أن تهاجر إلى كندا خلال الحرب في لبنان، وغادرت مع زوجها وأطفالها بدون عودة. وفي بداية سنواتها الأربعين باشرت مرحلة علاج الورم الذي بدأ في ثديها. لم يكن العلاج سهلاً ولا تبعاته أيضاً، إلى أن أثبتت لها الفحوصات خلو جسمها من الخلايا السرطانية.
بعد سنوات قليلة عاودها المرض ليصيب أماكن أخرى من جسمها. وأتاحت لها سنوات ترددها إلى المستشفى توطيد علاقتها بالأطباء. كما غاصت في الجانب البحثي المتعلق بالأورام، خصوصاً أنها متخصصة في الكيمياء. وهكذا قررت أن يكون لها دور في الأبحاث الطبية على مرضى السرطان، ودورها يعني أن تكون حقل تجارب مثل كثير من المرضى غيرها، خدمة للطب والبحث العلمي.
هذه الخطوة ليست غريبة في كندا، لكن عائلتها الممتدة في لبنان اعتبرت أن قرارها يدعو للاستغراب. وبذلك أصبحت تحت الرقابة الصحية شبه الدائمة، لاختبار العلاجات الجديدة وفق أساليب تجريبية مبتكرة.
أكثر من 20 عاماً عاشتها قرب أبنائها الذين كبروا وتزوجوا وأنجبوا الأحفاد الذين منحوها أجمل اللحظات وأسعدها. وكنا نتلقى أخبارها ونرى صورها التي تنبئ بتغير أحوالها، مثل ذلك الرسم البياني الذي يرتفع مؤشره وينخفض تبعاً للأحوال.
صارت مضرب المثل بقوتها وجلدها على العلاج المتتابع. وصار لابتسامتها معنى أعمق، ولنمو شعرها بعد خسارته إثر جولات العلاج الكيميائي إشارة على النهوض من جديد.
لم تتوقف الحياة لديها، بل استمرت بحلوها ومرّها، وإن كان السرطان جزءاً منها.
حين اقترب موعد رحيلها، أصرت على التقاط صورة لعائلتها الصغيرة مع الأحفاد. تلك الضحكة التي تنير وجهها المتعب والكل من حولها يحتضن جسمها المدثر بذلك الغطاء الذي يخفف بردها. صورة لا تنسى، لا تدل أبداً على إنسان هزمه المرض، بل على العكس إنها صورة إنسانة مقاومة وقوية.
أوصت بالتبرّع بجسدها للطب والبحث أيضاً، بدل أن تدعه يفنى تحت التراب. خطوة جبارة أخرى، فهي لم تبق لأبنائها من بعدها مدفناً للزيارة، بل تركت فيهم نموذجاً لأم لا تهزم.