تضخ السعودية بهدوء مزيداً من النفط في السوق العالمي على مدى الشهرين المقبلين لتعويض تراجع في الإنتاج الإيراني، لكنها تخشى من أنها قد تحتاج إلى الحد من الإنتاج في العام المقبل لموازنة العرض والطلب العالميين مع تنامي إمدادات الخام الأميركية.
وكانت المملكة، أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، تعرضت لضغوط جديدة الأسبوع الماضي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهدئة أسعار النفط قبيل اجتماع في الجزائر لعدد من وزراء أوبك وحلفاء من بينهم روسيا.
وقال مصدران مطلعان على سياسة أوبك لوكالة "رويترز" إن السعودية ومنتجين آخرين ناقشوا إمكانية زيادة الإنتاج نحو 500 ألف برميل يومياً بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها غير الأعضاء.
لكن الرياض قررت عدم الضغط من أجل زيادة رسمية في الوقت الحالي، حيث أدركت أنها لن تحصل على موافقة جميع المنتجين المشاركين في المحادثات، والذين يفتقر البعض منهم إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة ولن يكون بوسعهم تعزيز الإنتاج سريعا.
وكانت خطوة كهذه ستوتر العلاقات بين المنتجين، حسبما ذكرت المصادر، وذلك في الوقت الذي يحرص فيه السعوديون على وحدة الصف داخل التحالف المسمى أوبك، إذا رغبت الرياض في تغيير المسار في المستقبل وطلبت تعاونهم في خفض الإنتاج.
وقال مصدر مطلع على مناقشات الجزائر "المتبقي على نهاية العام 3 شهور فقط، فما الداعي لخلق توترات بين السعودية وإيران وروسيا؟".
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال يوم الأحد إنه قلق من أن تتجاوز زيادات الإنتاج النفطي، ولاسيما من الولايات المتحدة، الزيادة المتوقعة في الطلب على الخام مما قد يؤدي إلى تخمة في المخزونات العالمية.
وعلّق المصدر الثاني المطلع أيضا على المحادثات "المخاطر التي تهدد الطلب العام القادم أكثر بالمقارنة مع مخاطر المعروض".
وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 متجاوزة 80 دولارا للبرميل هذا الأسبوع بفعل المخاوف من أن انخفاضا حادا في صادرات النفط الإيرانية بسبب عقوبات أميركية جديدة سيعمق العجز النفطي جنبا إلى جنب مع تراجعات الإنتاج في فنزويلا.
"أرامكو" تنتج أكثر
وعصر اليوم الخميس، قال مصدر لرويترز مطلع إن شركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة المملوكة للدولة ستضيف طاقة جديدة لإنتاج الخام تبلغ حوالي 550 ألف برميل يوميا في الربع الأخير من العام من حقلي خريص ومنيفة وهو ما يعطيها القدرة على زيادة الانتاج إذا كان هناك طلب.
وأضاف المصدر أن زيادة طاقة انتاج الخام من حقل خريص، الذي ينتج خاما خفيفا عالي الكبريت، سيضيف حوالي 250-300 ألف برميل وهو ما يرفع الطاقة الانتاجية للحقل إلى 1.5 مليون برميل يوميا.
واستئناف الانتاج من حقل منيفة العملاق، الذي يضح خاما ثقيلا عالي الكبريت، بعد حل بعض المشاكل في الصيانة سيضيف 300 ألف برميل يوميا أخرى إلى طاقة أرامكو لانتاج الخام، فيما امتنعت أرامكو السعودية عن التعقيب.
والسعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم والمنتج الرئيسي الوحيد الذي لديه طاقة لانتاج النفط تبلغ حوالي 12 مليون برميل يوميا. والزيادة الإضافية في الانتاج لن ترفع الطاقة الانتاجية لأرامكو فوق المستوى الحالي البالغ 12 مليون برميل يوميا.
لكن ذلك سيعطي الشركة مرونة أكبر في زيادة الإمدادات والوصول إلى مستويات انتاجية أعلى في وقت أسرع من ذي قبل.وتضخ السعودية حاليا حوالي 10.5 ملايين برميل يوميا وستضيف في هدوء المزيد من الخام إلى السوق على مدار الشهرين القادمين للتعويض عن هبوط في انتاج إيران.
(رويترز)