تحوّل موقع "تويتر" إلى ساحة نقاش حاد لبيان أصدره 52 داعية وواعظا خليجيا، حثوا فيه على "الجهاد في سورية، لرد العدوان الروسي الإيراني عن البلاد". وتجاوز عدد التغريدات الـ 490 ألف تغريدة في أقل من 24 ساعة، حيث كثُر تداول وسميْ "#بيان_52_عالما_للجهاد"، و"#بيان_52_بصمجي"، فانقسمت الآراء بين معارض ومؤيد. وقارن المغردون الرافضون بين ما يدعو إليه البيان، وبين "النفير للجهاد في أفغانستان قبل أكثر من 35 عاماً".
وأثار الجدل حفيظة العديد من الكتاب والأكاديميين، فأكد الدكتور تركي الحمد، في عدة تغريدات، أن "بيان الـ52" ليس إلا "بيانا داعشي الهوى، تحريضي المحتوى، طائفي الشكل والمضمون"، وتساءل الكاتب علي العمري: "لم نشاهد لمن وقّع على #بيان_52_عالما_للجهاد، بياناً يستنكر فيه تفجير مسجد الطوارئ، أو بياناً يدعو إلى الجهاد على الحد الجنوبي. هم العدو". كما اعترض الكاتب غسان بادكوك على البيان، معتبرًا أنه "يفتقد للمشروعية، لأن الدعوة للجهاد هي من اختصاص ولي الأمر. هل الموقعون عليه هم ولاة أمر؟".
— أحمد العيسى (@amaleisa) October 4, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— أنور الرشيد (@anwar_alrasheed) October 4, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتساءل المغرّدون إن كان الهدف من "#بيان_52_عالما_للجهاد" هو "أفغنة سورية وإدخال المنطقة في المزيد من الفوضى والخراب وحمامات الدم". وعلى النهج نفسه تساءل المحامي عبدالرحمن اللاحم: "إلى متى ونحن نلدغ من ذات الجحر عشرات المرات؟ وإلى متى ونحن لا نتعظ من الماضي؟"، وأضاف: "هؤلاء البصمجية ينتمون إلى دولة لها وزير خارجية يعبر عن سياستها، وإعلان الحرب على أي قوة من قبل هؤلاء البصمجية هو اختطاف لقرار الدولة وإحراج لها. إضافة إلى ذلك، فإن التوقيع على بيانات جماعية يعد مخالفة قانونية وفقاً لقرار مجلس الوزراء، وإذا لم يوضع حد لهذه التصرفات واختطاف دور الدولة، فإن هؤلاء البصمجية سيجرون الدولة والمجتمع إلى مواجهات غير محسوبة".
واعتبر ناصر الجهني البيان تكراراً لأخطاء الماضي، وقال: "بيان 52 عالما للجهاد سيناريو 79 في أفغانستان يتكرر بحذافيره". وهو رأي الإعلامي خالد السهيل الذي أكد أن الإرهاصات تؤكد ذلك، وأضاف: "تسابق دعاة الحرب؛ بيانات الجهاد، كلها تتوكأ على حجج، محصلتها النهائية دعم داعش كي لا تغرق".
فيما استغرب الكاتب الإماراتي حمد المزروعي لغة البيان، وكتب: "البعض يعتقد أن الجهاد مجرد سبايا ونكاح وغنايم وشوية تكبير وتدخل الجنة"، فيما اعتبر عبدالله محمد المقرن، البيان مخالفة قانونية.
وعلى الطرف الآخر، دافع البعض عن البيان، مشددين على أنه "لا يحرض أحداً على الذهاب لسورية، بل كان رفضا لما يحدث فيها"، وقال الداعية عصام أحمد مدير: "#بيان_52_عالما_للجهاد وسم كاذب مضلل. هذا بيانهم، وليس فيه أي استنفار لغير السوريين للجهاد".
فيما أكد الدكتور ناصر العمر، وهو أحد الموقعين على البيان، أن "بيان عدد من علماء ودعاة المملكة حول غزو الروس وإيران للشام، يرسم منهجا شرعيا للتعامل معه، وليس فيه أي دعوة للذهاب إلى هناك، وقد خاب من افترى".
فيما اعتبر الداعية الدكتور أنه من الطبيعي أن يتم التحريض على البيان من قبل من وصفهم بأعداء الأمة. وتساءل الكاتب ذو التوجه الإسلامي عبدالله الملحم: "لماذا الإرجاف، البيان لم يحرض شبابنا على النفير، وإنما دعا مجاهدي سورية إلى التوحد ضد الغزاة؟".
اقرأ أيضاً: الرياض تحقّق في "بيان الجهاد": لا عودة لزمن أفغانستان