وضع مسؤولون عن الصحة في الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على إرشادات للشركات المصنعة لحليب الأطفال المجفف، تستهدف أن تفي تلك المنتجات، التي تباع لاستهلاك الرضع، بمعايير جودة معينة للحفاظ على سلامتهم.
وقالت إدارة الأغذية والعقاقير إن هذه القواعد الجديدة تتضمن إلزام الشركات بإجراء اختبارات، للتأكد من خلو منتجاتهم من بكتريا السالمونيلا وكرونوباكتر الضارتين بالصحة.
وتأتي هذه الخطوة بعد عدة عمليات استدعاء في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمنتجات حليب أطفال مختلفة، مما وجه ضربة إلى هذه الصناعة، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
ففي عام 2010، سحبت "أبوت لابوراتوريز" خمسة ملايين عبوة من منتجاتها "سيميلاك" بسبب احتمال تلوثها من أجزاء حشرات. وعانت شركة "ميد جونسون نيوتريشن" من تراجع كبير في أسهمها عام 2011، عندما سحبت متاجر بعضا من منتجها "انفاميل"، بسبب مخاوف من تعرضه للتلوث، على الرغم من أن إدارة الأغذية والعقاقير قالت في وقت لاحق إن هذا الاجراء لم يكن مطلوبا.
وبينما يقول مسؤولون عن الصحة العامة إن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للأطفال، فإنهم يقرون بأن الكثيرين من الأطفال يحصلون على كل أو جزء من تغذيتهم من خلال الحليب المجفف. وتقول ادارة الاغذية والعقاقير إن هذه القواعد تهدف إلى إرساء "ممارسات تصنيع جيدة"، تبنتها الكثير من الشركات بالفعل طواعية.
وسيتعين على الشركات أن تفحص منتجاتها للتأكد من خلوها من بكتريا السالمونيلا، التي يمكن أن تسبب الجفاف وارتفاع الحرارة، والتي تؤدي بشكل خاص إلى مشاكل حادة للأطفال، وأيضا بكتريا كرونوباكتر، التي تعيش في ظروف جافة مثل المستحضرات الجافة، وتسبب التهاب السحايا عند الرضع.
ورغم أنه لا يتعين موافقة إدارة الأغذية والعقاقير على منتجات حليب الأطفال قبل طرحها للبيع، إلا انه بموجب هذه القواعد يجب على الشركات أن تختبر المحتوى الغذائي لمنتجاتها، وتظهر أن مستحضراتها يمكن أن "تدعم النمو البدني الطبيعي".
وأكد المجلس الدولي للمستحضرات الغذائية للأطفال أنه يدعم بقوة هذه القواعد. وقال ماردي ماونتفورد، نائب الرئيس التنفيذي لهذه المجموعة الصناعية: "كصناعة نحن فخورون بسجلنا، وندعم أي جهد من شأنه ان يعزز من سلامة وجودة المستحضرات الغذائية للأطفال".
ورحبت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، التي تمثل الأطباء، الذين يعالجون الرضع والأطفال، بهذه القواعد.