وطالب قائد قوات الدعم السريع، عبد العزيز عباس، مَن سمّاهم بـ"المنزلقين خلف الدعوى الكاذبة بالاعتذار"، في إشارة إلى زعيم حزب الأمة القومي، وذلك خلال استعراض نظّم لقوات الدعم السريع التي يُنتظر نشرها في عدد من المناطق في العاصمة الخرطوم لتأمينها. وأضاف: "أرجو أن يعتذروا لقوات الدعم السريع ولكل الشعب السوداني وأن يتوبوا إلى الله".
وشدد على أن قوات الدعم السريع لم تأتِ لحماية النظام وحكومة معينة. وأضاف: "نحن أتينا من أجل أن نقيم الدولة ونثبّت أركانها، ولا يهمّنا مَن يحكم". وأضاف: "هذا موقفنا ولن نتزحزح عنه".
وتأتي المطالبة بالاعتذار على خلفية الشكوى التي تقدم بها جهاز الأمن السوداني ضد المهدي بسبب انتقاداته لقوات الدعم السريع، والتي سجن على أثرها منذ يوم السبت الماضي، على ذمة البلاغ.
من جهته، أشار رئيس هيئة العمليات في جهاز الأمن، علي القلع، إلى تأمين قوات الدعم السريع لمناطق النفط في السودان بأكثر من ستة آلاف جندي. كما أشار إلى انتشارها على حدود السودان مع تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى.
وأكد القلع، في كلمته خلال الاستعراض، أن قوات الدعم السريع قوات نظامية تدخل تحت إدارته.
وأوضح أنهم في هيئة العمليات يمارسون نوعين من التدريب؛ الأول لمساندة قوات الدعم السريع للشرطة في الأمن الداخلي، على غرار الدور الذي لعبته تلك القوات إبان المحاولة الانقلابية، التي اتهم فيها مدير جهاز الأمن السابق، صلاح عبد الله قوش وقادة عسكريين قبل أكثر من عام.
كما أشار إلى أن التدريب الثاني عسكري لمساندة الجيش في مناطق العمليات. وأضاف: "لولا الدعم السريع لكان الحال تبدل في البلاد".
خطة سلمية للإفراج عن المهدي
في هذه الأثناء، أعلن حزب الأمة القومي السوداني المعارض، أن السلطات رفضت طلباً لرئيس الآلية الأفريقية، ثامبو أمبيكي، للقاء المهدي في محبسه في سجن كوبر.
وكان أمبيكي زار البلاد أخيراً للمساعدة في التهئية لحوار وطني بين الأطراف السودانية. وعقد لهذه الغاية لقاءات مع شخصيات حزبية سودانية ومنظمات المجتمع المدني.
وأعلن حزب الأمة القومي عن خطة سلمية للضغط على الحكومة للإفراج عن المهدي، بعد خمسة أيام من اعتقاله. ودعا الحزب قواعده ومناصريه إلى الاحتشاد في مسجد "ودنوباي"، الذي انطلقت منه تظاهرات سبتمبر/أيلول الماضي الداعية إلى اسقاط النظام.
وقالت الأمين العام لحزب الامة، سارة نقد الله، لدى مشاركتها في ندوة سياسية مساء يوم الأربعاء، إن حزبها سيلقّن النظام درساً. وأكدت أنهم سيلجأون إلى الاعتصام العام في كل أرجاء البلاد في حال فشلت المناشدات الداخلية والخارجية وتحركات الحزب السلمية في إطلاق سراح المهدي وإسقاط التهم عنه، التي وصفتها بالسياسية.
في هذه الأثناء، قال المؤتمر الشعبي المعارض، بزعامة حسن الترابي، إن المهدي أكد لوفد من الحزب زاره في السجن يوم الأربعاء، حرصه التام على الحل السلمي لقضايا البلاد بعيداً عن العنف والاحتراب.