وقد استعادت العديد من الفنادق والمنتجعات في كثير من المدن التونسية، خاصة السياحية منها، نسب إشغالات تجاوزت 90 % خلال الأشهر القليلة الماضية، مع بدء الموسم السياحي.
وتدفقت الرحلات السياحية من الأسواق التقليدية (الجزائر، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا، وبريطانيا)، إلى تونس خلال موسم الصيف الحالي، مع عودة الهدوء واستتباب الأمن في المرافق السياحية.
وبحسب مسح أجرته "الأناضول"، استناداً إلى بيانات لوزارة السياحة والديوان الوطني للسياحة التونسية، تبيّن ارتفاع أعداد السياح بنسبة 57.8 % في السياحة الوافدة إلى تونس خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
تمكنت السياحة التونسية من تحصيل إيرادات قياسية قدرت قيمتها بنحو 674 مليون دينار (أي ما يعادل 280 مليون دولار) خلال شهر أب/ أغسطس 2017.
وقالت سلوى اللومي، وزيرة السياحة في البلاد في تصريحات صحافية، الثلاثاء، إن 4.6 ملايين سائح زاروا تونس في الأشهر الثمانية الماضية.
وشهدت السياحة التونسية تراجعاً حاداً بسبب هجمات راح ضحيتها عشرات السياح الأجانب، استهدفت متحف باردو بالعاصمة في مارس/ آذار 2015 والمنتجع السياحي القنطاوي (إحدى ضواحي سوسة) خلال يونيو/ حزيران من العام ذاته.
ويقول خبراء مختصون إن السياحة التونسية تشهد هذه الأيام انتعاشاً ملحوظاً، وهو ما يعزز ارتفاع نسبة الوافدين الأجانب على المنتجعات التونسية، خصوصاً "الساحل التونسي" (محافظات سوسة والمنستير والمهدية - شرق) الذي يضم شواطئ رملية ممتدة وبنية تحتية مهمة من المرافق السياحية والتنشيطية.
وتتوقع تونس نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30% في نهاية العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات، وفق تصريحات رضا السعيدي المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء التونسي.
كان عدد السياح قد بلغ في الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي نحو 2.915 مليون سائح، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية، نقلاً عن الديوان الوطني للسياحة التونسية.
وعلى الرغم من الأرقام الإيجابية، لأعداد السياحة الوافدة إلى البلاد، إلا أنها ما تزال أقل من تلك المسجلة قبل ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011، بنسبة تبلغ 30 بالمائة.
وأواخر يوليو/ تموز الماضي، رفعت بريطانيا حظر سفر مواطنيها لتونس، بعد مقتل 38 سائحاً أجنبياً، من بينهم 30 بريطانياً، في هجوم مسلح على أحد الفنادق بمدينة سوسة (شرق)، في يونيو/ حزيران 2015، سبقه مقتل 22 سائحاً في هجوم استهدف متحف باردو بالعاصمة في مارس/ آذار 2015.
شواطئ رملية
ويمكن ملاحظة الصعود اللافت للسياحة الوافدة خلال الموسم الحالي، على شواطئ منطقة جربة جرجيس، الواقعة في ولاية مدنين (جنوب شرق)، أهم المقاصد السياحية في البلاد.
تتميّز المنطقة بطول سواحلها الرملية والمناظر الخلابة، والتي تدمج بين جمال الطبيعة، خاصة واحات النخيل، وبين خصوصيات أثرية وثقافية.
وشهد مطار جربة جرجيس الدولي نهاية أغسطس/ آب الماضي وصول 33 رحلة جوية قادمة من عدة دول من العالم، من بينها فرنسا (20 رحلة) وروسيا والجزائر والمجر وبراغ، بحسب تصريحات صحافية لآمال حشاني، المندوبة الجهوية للسياحة بولاية مدنين.
بدوره، قال حمدة عبد اللّاوي، وهو مسؤول في وكالات سفر جنوب شرق البلاد، إن "القطاع السياحي في تونس، خاصة في المنطقة السياحية جربة جريس، بدأ يتعافى بشكل كبير بالمقارنة مع الموسم الماضي".
وأضاف عبد اللّاوي للأناضول: "تُفيد الإحصاءات الرسمية بعودة السياحة الداخلية للمنطقة وارتفاعها بنسبة 54 % مقارنة بالعام المنقضي، وعودة كبيرة للسوق الفرنسية بنسبة زيادة 100 %، ونحو 60 % بالنسبة للسوق الألمانية".
"لكن على الرغم من تحسّن المؤشرات بالمقارنة بالموسم الماضي، إلا أن الأرقام لم تبلغ تلك المسجلة في 2010، إذ بلغ وقتها عدد السياح الفرنسيين مثلاً 1.5 مليون سائح.
ونجحت جزيرة جربة في استقطاب السياحة الوافدة من الجارة الجزائر، إذ توافد الآلاف إلى المنطقة براً وجواً، بحسب المسؤول التونسي.
وقال إن "تدشين خط جوي جديد بين الجزائر وجزيرة جربة، ساهم في زيادة عدد السياح الجزائريين ليصل إلى ثلاثة آلاف جزائري خلال الموسم الحالي".