السيف القطري... زينة المجالس و"العرضة"

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
01 نوفمبر 2019
624BECB9-3539-4D45-91A8-237B137EF545
+ الخط -
اختفت السيوف من المعارك، غير أنّها ما زالت موروثاً شعبياً يفتخر به العرب عموماً، والقطريون خصوصاً، ما يبقي صناعة السيوف قائمة، وقد وضعوها في صدارة المجالس والبيوت، وراحوا يتبادلونها كهدايا في المناسبات العامة والخاصة، ويستخدمونها في فلكلورهم عند أداء "العرضة" في الأفراح والأعياد وعند استقبال الضيوف.
و"العرضة" رقصة شعبية من التراث الخليجي، تتكرر فيها أهازيج وأبيات شعرية (شيلات)، ويؤدّيها الرجال وهم يرفعون سيوفهم على إيقاع الطبول والدفوف، وكانت "العرضة" تؤدّى عقب رحلات البحث عن اللؤلؤ، فيعمد الغواصون إليها على سفنهم فيما يرفعون السيوف ويخفضونها حتى وصولهم إلى البرّ، إذ كانت السيوف رفيقة الغواصين من أهل قطر.
على الرغم من التطوّر التقني الذي طاول مختلف الصناعات والحرف، بقيت صناعة السيوف يدوياً صامدة، وحافظ حرفيّون مهرة عليها وقد توارثوها أبّاً عن جدّ. وتُعَدّ عائلة الصايغ في قطر عائلة عريقة في صناعة السيوف وصياغة الذهب والمعادن.
في سوق واقف في العاصمة القطرية الدوحة، يتحدّث هيثم يحيى رسام إلى "العربي الجديد"، عن السيوف وصناعتها. ويشرح أنّ "صناعة السيف قد تبدأ بالغمد الذي يكون عادة من الخشب ويُلبَّس بنوع من الجلود ويُزيَّن بالنحاس أو الفضّة أو الذهب أو حتى الألماس. بعدها يأتي دور النصال التي تختلف لجهة طولها وكذلك لجهة تقوّسها، فتختلف أنواعها وأسماؤها".
يضيف أنّ أغلى تلك النصال هو "الجوهر" الذي يصنّع من أثمن المعادن، "علماً أنّه لم يعد يُصنَّع في الوقت الراهن إنّما يُشترى القديم منه بأسعار باهظة نظراً إلى ندرته. وثمّة ثلاثة أنواع من الجوهر، أبرزها الهندي أو ما يُعرف باسم جوهر الدكن، إلى جانب الجوهر الفارسي والجوهر العثماني". ويتابع رسام أنّ "صانعي السيوف يعمدون إلى استخدام معادن أخرى للنصل بحسب الطلب، أبرزها الفولاذ المقاوم للكسر والالتواء، أمّا الحديد فيُعَدّ أرخص الأنواع".



وعن المقبض، يقول إنّ "مواد مختلفة تدخل في تركيبته من قبيل العاج إمّا من الفيلة وإمّا من وحيدات القرن"، مشيراً إلى أنّ "ثمّة مقتني سيوف يطلبون حفر أسمائهم أو أسماء من يُهدى لهم السيف على النصل أو الغمد".
ويوضح رسام أنّ "السيف الهلالي على سبيل المثال، متجذّر في التراث القطري، وهو معروف عند العرب ويتميّز بخفّته وصلابته في آن واحد. وهو يأتي إلى جانب سيف المؤسّس نسبة إلى الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1827 - 1913) الذي يُعَدّ تاريخ تسلّمه مقاليد الحكم في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1878 يوماً مفصلياً في تاريخ قطر الحديث الوطني. وهذا السيف هو أشهر السيوف في قطر".
وعن أسعار السيوف عموماً، يقول رسام إنّها "تراوح ما بين 300 ريال قطري و1000 (نحو 80 - 270 دولاراً أميركياً). أمّا السيوف التي تبتدعها الأيادي الماهرة في الدوحة، فتبدأ أسعارها من 2500 ريال (نحو 690 دولاراً) وصولاً إلى 150 ألف ريال (نحو 41 ألف دولار)، علماً أنّ السيوف التي ترصَّع بالذهب الخالص تُحدّد ثمنها كلّ قطعة على حدة".
وفي ما يخصّ الخناجر، يؤكد رسام أنّ "صناعتها تتشابه مع صناعة السيوف، علماً أنّ الخنجر العُماني يُطعّم بالفضّة. ولعلّ الأشهر هو الخنجر اليمني المعروف في شبه الجزيرة العربية ويصل سعره إلى 100 ألف ريال (27 ألف دولار)، خصوصاً إذا كان متوارثاً".




تجدر الإشارة إلى أنّ اللغة العربية غنيّة بالمفردات الخاصة بالسيوف، لا سيّما أسماؤها، فيُطلَق على كلّ واحد اسماً يدلّ بدقّة عليه، ونذكر منها "الحسام"، أي السيف القاطع أو الحاد. وحسام السيف هو طرفه الذي يضرب به.
أمّا "المهند" فهو السيف رقيق الحد، و"الصمصام" هو السيف الذي لا يُثنى، و"البارقة" هو السيف الذي له بريق، و"الدالق" هو السيف الذي يسهل إخراجه من الغمد، و"الصحيفة" هو السيف العريض، و"الأرقد" هو السيف غليظ المتن، و"الدوان" هو السيف الذي لا يقطع، و"الساذج" هو السيف الذي لا نقش على نصله، و"البتار" هو السيف القاطع كما "الحسام".
كذلك، نجد "القرضاب" وهو السيف الذي يقطع العظام، و"اللج" السيف المهول تشبيهاً بلُج البحر، و"الرسوب" السيف الذي يغيب أو يمضي في الضريبة.
دلالات

ذات صلة

الصورة
مواطنون قطريون يصوتون على التعديلات الدستورية (العربي الجديد)

سياسة

أعلنت اللجنة العامة للاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية في قطر إغلاق صناديق الاقتراع بجميع اللجان عند الساعة السابعة من مساء الثلاثاء بتوقيت الدوحة
الصورة
وضع حجر الأساس لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي-الكرنتينا - بيروت - لبنان - 16 سبتمبر 2024 (محمد سلمان)

مجتمع

وُضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا، ومن المتوقّع الانتهاء من إعادة إعماره وتجهيزه بالكامل بتمويل دولة قطر بعد عامَين.
الصورة
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والدكتور عزمي بشارة يشاركان بحفل التخريج (العربي الجديد)

مجتمع

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا بتخريج الفوج الثامن من طلبة الماجستير بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
المساهمون