"تعبنا يا صديقي، لكن لا أحد يستطيع الاستلقاء أثناء المعركة"، كانت تلك من آخر مقولات عبد العظيم أبو بكر الذي سقط خلال المظاهرات التي انطلقت في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2019 في سبع عشر منطقة في الخرطوم باتجاه القصر الرئاسي، مطالبة بتنحي الرئيس ونظامه.
الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين عاماً، كان أحد الفاعلين في الاحتجاجات التي اندلعت في السودان أواخر عام 2018، كما أن مقتله حمل رمزية خاصة؛ حيث وثّقت كاميرات الهواتف النقّالة لحظاته الأخيرة، وصولاً إلى مشهد قتله رمياً برصاص قوات الأمن.
"عظمة.. 1995 – 2019) عنوان أول فيلم وثائقي أنتجه "تجمع الدراميين السودانيين بالخارج"، وتناول فيه حياة أبو بكر في عشر دقائق، مع شهادة عائلته؛ والدته ووالده، والتي روت تفاصيلها منذ مولده في حي المجلس بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور، ثم ارتحاله في صغره إلى مدينة نيالا، وأبرز سمات شخصيته وأهمها المشاركة والتفاعل مع محيطه.
كما تطرّق جيرانه وأصدقاؤه إلى كاريزما القيادة التي تمتّع بها في الحي الذي نشأ فيه، ثم في الجامعة، ووصولاً إلى الاحتجاجات التي دفعته إلى جمع العديد من زملائه من خلال كلماته التي كان يلقيها، أو عبر كتاباته على وسائط التواصل الاجتماعي، والتي تحرّض على الخروج ضد استبداد السلطات.
وتحدّث أيضاً أعضاء لجان المقاومة التي شكّلها الشباب المحتجون في معظم المناطق، حول تحرّكه ونشاطه في مواقع متعددة ودعوته إلى انخراط أكبر في الحراك، ومساهمته في التعبئة والتنظيم وحماسه الذي لا ينطفئ.
تضمّن الفيلم شهادات عديدة لسياسيين وناشطين وصحافيين وفنانين كانوا على تواصل مع أبو بكر على مدار أيام الاحتجاج، ولفت بعضهم إلى وجود استهداف على يد الأمن للنماذج التي تشبهه، لما تمتلكه من قدرة على حشد الجماهير الغاضبة، كما طالب عدد منهم بمحاكمة قتلته.
يُذكر أن عبد العظيم أبو بكر اعتقل قبل أسبوع من اغتياله، أثناء خروجه في "موكب الحرية" وتعرّض إلى التعذيب حتى أُطلق سراحه، ليواصل طريقه قبل أن يسقط قتيلاً.