الصندوق و"البنك" والفرائس

21 ابريل 2015
جانب من اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولييين (أرشيف/getty)
+ الخط -

قبل العام 2000، لم تكن واشنطن، مربط خيل اجتماعات الخريف والربيع، لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي تنظر في مصائر الاقتصادات الدولية.

فالاجتماعات كانت منذ العام 1947 تتجول في العالم الرأسمالي، شرقاً وغرباً، وما أن بدأ انهيار المعسكر الشيوعي، حتى نَصَبت المنظمتان الماليتان الدوليتان، اللتان تطرحان نفسيهما كضامنتين للاستقرار المالي والاقتصادي في العالم؛ خيمتهما في العام 2000 في براغ عاصمة التشيك التي خلعت عن نفسها ثوب الشيوعية.

ومع تأكد "استقرار" العالم، في فضاء القطب الواحد، باتت واشنطن هي عنوان معظم اجتماعات الخريف والربيع، منذ العام 2001 إلى اليوم، ما عدا استضافة واحدة خلال 15 سنة، لكل من دبي وسنغافورة واسطنبول وطوكيو.

رؤية البنك والصندوق، للاستقرار الاقتصادي في الأقطار النامية والمأزومة، تقوم على 3 دعامات، هي رفع الدعم عن السلع الواسعة التداول، وتشجيع برنامج خلق فرص عمل، وتقديم قروض مشروطة إن لم تكن خانقة.

الدعامتان الأولى والثالثة، من شأنهما إرهاق الناس والأوساط المعوزة وإلهاب أسعار جميع السلع والخدمات ورفع مستويات التضخم، أما الدعامة الوسطى، وهي خلق فرص العمل، فهي من جنس الوعود التي ستجد المنظمتان ذريعة وجيهة في حال الفشل، وهي أن بُنية النظام السياسي الإدارية والمالية، ساعدت على تسرب المقدرات الوطنية إلى جيوب فاسدين، وأن العلة ليست في القروض، وإنما فيمن يتلقونها، وأن شقاء الناس، ليس بسبب رفع الدعم، وإنما في النظام الذي لم يُعن بتخفيض معدل البطالة ورفع الأجور.

وفي الحقيقة، تردى وضع صندوق النقد الدولي، ومعه البنك الدولي، بفعل الفاعل الأميركي، لاسيما مع صعود تيار المحافظين الجدد ورواج منطق الرأسمالية الكونية. فهؤلاء، عمدوا إلى إحداث تغيير في اقتصاديات أقطار العالم، يلائم رؤيتهم، من خلال المنظمتين الماليتين، وكذلك إحداث تغيير في وظيفتيهما.

وفي هذا السياق، فُرض على هذه الأقطار، الامتثال التام لمحددات سوق صرف العملات، التي تهيمن عليها واشنطن، والمسمى "فوركس" ولاتفاقية "برايتون وودز" الحارسة لاستقرار هذه السوق، الذي أصبح الدولار بموجبها، عملة مرجعية، تطوي صفحة الذهب كمعدن ثمين ومرجعية تاريخية.

وفي هذا النظام المالي الكوني، تتبدى الشعوب الفقيرة، كفرائس أو طرائد ضعيفة، لن تكون فرص نجاتها أفضل من فرصة الغزال، عندما تطارده الكواسر.



اقرأ أيضاً:
أوباما يلتزم بإصلاح صندوق النقد

المساهمون