غلاء تكاليف العلاج في العراق، وتردي واقع المستشفيات الحكومية وعجزها عن تقديم الخدمات الكاملة، ألقى أخيراً بظلاله على شريحة الفقراء في البلاد. وقد قدرت تقارير صدرت عن برلمانيين ومنظمات محلية نسبة الفقر بـ30 بالمائة من مجموع الشعب العراقي.
هذا الواقع أدى تلقائياً إلى ظهور عيادات و"دكاكين" ما يعرف محلياً في العراق بـ"الطب النبوي"، أو "طب العرب"، أو "الطب البديل"، الذي بدا أغلب مرتاديه من الفقراء الباحثين عن معجزات لعلاجهم من أمراض خطيرة، أو أمراض تتطلب عمليات وتدخل جراحي ورقود أيام طويلة بالمستشفيات وإنفاق مبالغ كبيرة لا يملكونها،. كما أنّ آخرين يلجأون إليه كأمل أخير لهم بعد عجزهم عن إيجاد العلاج في المستشفيات وإبلاغ الأطباء بحالتهم المستعصية، كمرضى السرطان.
ووفقا لمسؤول عراقي في وزارة الصحة، فإن أكثر من 3 آلاف مركز وعيادة موجودة في العراق تعمل في الطب البديل حالياً، غالبيتها غير مرخصة وتعمل بشكل غير قانوني، وقد أسفرت في بعض الأحيان عن حدوث مضاعفات لدى المرضى. ويبيّن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أصحاب المراكز يتعاملون بالأعشاب والمواد البدائية في العادة وطرق علاجية مختلفة، بينها عربية قديمة أو صينية. وعملهم ينعش أصحاب "المعاشب" والعطارين بطبيعة الحال.
وبحسب المسؤول ذاته الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن "الأشهر الستة الماضية شهدت انتعاشاً غير مسبوق في هذا النوع من العلاجات الشعبية، خاصة في المناطق الفقيرة والعشوائية"، مبيناً أن الكثير من هؤلاء المعالجين يعملون في المهنة تحت غطاء محل "ضماد" و"زرق حقن" و"مطهرجي" (ختان أطفال) أو عطار وبائع أعشاب أو بائع أحجار كريمة.
وأقر المسؤول ذاته بأن فشل وزارة الصحة العراقية في توفير خدمات للمواطن دفع الفقراء منهم الذين لا يملكون ثمن مستشفيات القطاع الخاص للتوجه إلى هذا النوع من العلاج.
"العلاج رخيص ويعطي نتائج جيدة جداً"، هذا ما قاله أحمد السلطاني (45 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "نحن في العراق أصبحنا فقراء بفضل الحكومات المتعاقبة وأحزابها. ونتيجة لتردي الخدمات الصحية، لا يمكن لنا أن نستسلم ونسلم أمرنا لهذه المستشفيات، لذا توجهنا إلى الطب النبوي للعلاج". ويشرح أكثر عن حالته: "راجعت الكثير من الأطباء لعلاج المفاصل، وخسرت الكثير من الأموال وغيّرت أكثر من ثلاثة أطباء. وكل طبيب كان يرسلني لمختبر معيّن بذاته، وصيدلية يختارها هو لي مسبقاً، ولم أحصل على أي نتيجة صحيحة، وتيقنت من أنني لن أشفى". شارحاً أنه بعد زيارة إحدى عيادات الطب البديل، بات يقصدها بشكل دائم لأنها ساعدت في شفائه.
فيما يوضح محمد عباس علوان (51 عاماً)، أنه لجأ لهذا النوع من العلاج وترك المستشفيات الحكومية كونها "بلا حياة ولا فائدة". ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه يعاني من أمراض الضغط وآلام في فقرات الرقبة وفقرات الظهر وألم في الكلى، "في المستشفيات لم أحصل سوى على مسكنات وبأسعار باهظة الثمن. هكذا لجأت إلى الطب البديل وبدأت بالتحسن، فتركت الأدوية وأسعارها الجنونية التي كانت تستنزف معيشتي وأسرتي".
من جهته، يتحدّث المعالج والمداوي بالأعشاب علي حيدر (أبو عامر)، الحاصل على بكالوريوس زراعة، لـ"العربي الجديد"، فيقول: "الطب البديل في العراق أوسع انتشاراً من السابق لعدة أسباب، أولها أن النتائج في هذا النوع من العلاج سريعة ومضمونة". يشير إلى أن هجرة الأطباء من العراق كان عاملاً إضافياً زاد من انتشار الطب البديل.
وينصح المرضى بـ"المعالجين المحافظين على نظافة المواد المستخدمة في الحجامة (الكؤوس التي توضع على الجسد) وكذلك دودة العلق (دودة تستخدم على أجساد المرضى) لمرة واحدة وإتلافها".
وشرح طريقة عمله الشخصية في ترويج واضح لما يقوم به: "أنا أعالج بالحجامة ودودة العلق أغلب أمراض أجهزة الجسم، منها الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز البولي. كذلك القلب والأوعية الدموية. والأكثر من ذلك حتى أمراض السرطان تُعالج". وأضاف: "صنعت أدوية استخلصتها من الأعشاب للعديد من الأمراض الجلدية وغيرها، ونالت استحسان المرضى بعد تماثلهم للشفاء وبأسعار زهيدة جداً".
رغم كل هذا الترويج، ورغم الإقبال الكبير على ما يعرف بـ"الطب البديل"، فإن المخاطر كثيرة تواجه المرضى الذين يلجأون إليه، من غياب النظافة في الأدوات المستخدمة وصولاً إلى خسارة أموالهم (وإن كانت قليلة) مقابل وقوعهم في فخ معالجين كاذبين... وأخيراً، عودة المرض بعد أسابيع قليلة من العلاج.
هذا الواقع أدى تلقائياً إلى ظهور عيادات و"دكاكين" ما يعرف محلياً في العراق بـ"الطب النبوي"، أو "طب العرب"، أو "الطب البديل"، الذي بدا أغلب مرتاديه من الفقراء الباحثين عن معجزات لعلاجهم من أمراض خطيرة، أو أمراض تتطلب عمليات وتدخل جراحي ورقود أيام طويلة بالمستشفيات وإنفاق مبالغ كبيرة لا يملكونها،. كما أنّ آخرين يلجأون إليه كأمل أخير لهم بعد عجزهم عن إيجاد العلاج في المستشفيات وإبلاغ الأطباء بحالتهم المستعصية، كمرضى السرطان.
ووفقا لمسؤول عراقي في وزارة الصحة، فإن أكثر من 3 آلاف مركز وعيادة موجودة في العراق تعمل في الطب البديل حالياً، غالبيتها غير مرخصة وتعمل بشكل غير قانوني، وقد أسفرت في بعض الأحيان عن حدوث مضاعفات لدى المرضى. ويبيّن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أصحاب المراكز يتعاملون بالأعشاب والمواد البدائية في العادة وطرق علاجية مختلفة، بينها عربية قديمة أو صينية. وعملهم ينعش أصحاب "المعاشب" والعطارين بطبيعة الحال.
وبحسب المسؤول ذاته الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن "الأشهر الستة الماضية شهدت انتعاشاً غير مسبوق في هذا النوع من العلاجات الشعبية، خاصة في المناطق الفقيرة والعشوائية"، مبيناً أن الكثير من هؤلاء المعالجين يعملون في المهنة تحت غطاء محل "ضماد" و"زرق حقن" و"مطهرجي" (ختان أطفال) أو عطار وبائع أعشاب أو بائع أحجار كريمة.
وأقر المسؤول ذاته بأن فشل وزارة الصحة العراقية في توفير خدمات للمواطن دفع الفقراء منهم الذين لا يملكون ثمن مستشفيات القطاع الخاص للتوجه إلى هذا النوع من العلاج.
"العلاج رخيص ويعطي نتائج جيدة جداً"، هذا ما قاله أحمد السلطاني (45 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "نحن في العراق أصبحنا فقراء بفضل الحكومات المتعاقبة وأحزابها. ونتيجة لتردي الخدمات الصحية، لا يمكن لنا أن نستسلم ونسلم أمرنا لهذه المستشفيات، لذا توجهنا إلى الطب النبوي للعلاج". ويشرح أكثر عن حالته: "راجعت الكثير من الأطباء لعلاج المفاصل، وخسرت الكثير من الأموال وغيّرت أكثر من ثلاثة أطباء. وكل طبيب كان يرسلني لمختبر معيّن بذاته، وصيدلية يختارها هو لي مسبقاً، ولم أحصل على أي نتيجة صحيحة، وتيقنت من أنني لن أشفى". شارحاً أنه بعد زيارة إحدى عيادات الطب البديل، بات يقصدها بشكل دائم لأنها ساعدت في شفائه.
فيما يوضح محمد عباس علوان (51 عاماً)، أنه لجأ لهذا النوع من العلاج وترك المستشفيات الحكومية كونها "بلا حياة ولا فائدة". ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه يعاني من أمراض الضغط وآلام في فقرات الرقبة وفقرات الظهر وألم في الكلى، "في المستشفيات لم أحصل سوى على مسكنات وبأسعار باهظة الثمن. هكذا لجأت إلى الطب البديل وبدأت بالتحسن، فتركت الأدوية وأسعارها الجنونية التي كانت تستنزف معيشتي وأسرتي".
من جهته، يتحدّث المعالج والمداوي بالأعشاب علي حيدر (أبو عامر)، الحاصل على بكالوريوس زراعة، لـ"العربي الجديد"، فيقول: "الطب البديل في العراق أوسع انتشاراً من السابق لعدة أسباب، أولها أن النتائج في هذا النوع من العلاج سريعة ومضمونة". يشير إلى أن هجرة الأطباء من العراق كان عاملاً إضافياً زاد من انتشار الطب البديل.
وينصح المرضى بـ"المعالجين المحافظين على نظافة المواد المستخدمة في الحجامة (الكؤوس التي توضع على الجسد) وكذلك دودة العلق (دودة تستخدم على أجساد المرضى) لمرة واحدة وإتلافها".
وشرح طريقة عمله الشخصية في ترويج واضح لما يقوم به: "أنا أعالج بالحجامة ودودة العلق أغلب أمراض أجهزة الجسم، منها الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز البولي. كذلك القلب والأوعية الدموية. والأكثر من ذلك حتى أمراض السرطان تُعالج". وأضاف: "صنعت أدوية استخلصتها من الأعشاب للعديد من الأمراض الجلدية وغيرها، ونالت استحسان المرضى بعد تماثلهم للشفاء وبأسعار زهيدة جداً".
رغم كل هذا الترويج، ورغم الإقبال الكبير على ما يعرف بـ"الطب البديل"، فإن المخاطر كثيرة تواجه المرضى الذين يلجأون إليه، من غياب النظافة في الأدوات المستخدمة وصولاً إلى خسارة أموالهم (وإن كانت قليلة) مقابل وقوعهم في فخ معالجين كاذبين... وأخيراً، عودة المرض بعد أسابيع قليلة من العلاج.