يقضي الإنسان فترة طويلة من حياته وهو يعلّم المحيطين به أن الغش أمرٌ ممقوت وممجوج ومحرم، نكرّر ذلك مراراً على مسامع الأولاد والتلاميذ كي يتعلّموا، منذ الصغر، أن الغش أمر مرذول وعاقبته سيئة.
لكن المشكلة أن الأولاد والطلاب المراهقين يتغاضون عن موضوع الغش في سبيل استسهال بلوغ المقاصد، وخصوصاً في موضوع الاختبارات المدرسية واختبارات نهاية العام. حينذاك ينسى الطلاب كل ما تعلموه عن مساوئ الغش وأنه نوع من أنواع الخداع، ولا يتورّعون عن القيام بممارسات مختلفة وابتكارية في سبيل الوصول إلى أهدافهم.
فهل هناك طلاب يمتنعون فعلاً عن الغش ترفّعاً عنه وإيماناً بحرمته؟
وهل تثمر التربية الصحيحة على الأخلاق والقيم، في الامتناع عن الغش حتى لو كان متاحاً؟
سبب طرح هذه الإشكاليات، هو ما ملأ العالم من أخبار وأحداث تتعلق بموضوع الغش في الامتحانات، وتسريب الأسئلة، واستسهال الوصول إلى النتائج دون بذل الجهد، وهو أمر يحتاج للنظر في بعض جوانبه.
اقــرأ أيضاً
أسباب الغش
يذهب كثيرون للبحث في الأسباب التي تدفع الطلاب للغش، ومنها مثلاً عدم الاستعداد الكافي للامتحان، بالإضافة إلى ضعف الإيمان والوازع الديني وضعف التربية، صعوبة دراسة بعض المواضيع، أو حتى الرغبة في الحصول على معدلات مرتفعة، دون أن ننسى الخوف الكبيرمن الرسوب، أو كون بعض الطلاب استسهلوا الغش حين شاهدوا الآخرين يغشون ويحصلون على معدلات عالية.
ومن الأسباب الكثيرة، بحث مواصفات وشخصية الطلبة الذين يمارسون الغش، فالطالب الذي يغش هو إنسان يفتقد إلى الإحساس بالمسؤولية الملقاة عليه والمطلوبة منه، وهو شخصية تستسهل الأمور غالباً، لذلك فإن الحمل الملقى على العملية التربوية هو الأهم. ولو أن الأنظمة التربوية والتعليمية كانت مستقيمة دون فساد، لكانت النتائج مختلفة.
فالمطلوب من القائمين بالتربية والتعليم أن يبذلوا جهوداً إضافية تستطيع أن تشكّل حافزاً لنبذ الغش وعدم التفكير في اللجوء إليه، في ظل سعي الطلاب الدائم إلى "تبرير" الغش والنظر إليه كموضوع بسيط جداً وتافه لا يستحق الأهمية أو النصائح.
اقــرأ أيضاً
ومن الخطوات المطلوبة من المدرّسين والمعلمين، مثلاً:
- تعزيز معنى المسؤولية عند الطالب، والسعي كي يفهم ويحلل المواضيع بدل اعتماده الحفظَ الببغائي دون الفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يساعده كثيراً أثناء تأدية الاختبارات.
- التربية على الثقة التي تجعل الطالب واثقاً غير متردد من دراسته ومستواه وقدراته على الحل أثناء أدائه الامتحان.
- تذكيره دائماً أن مصير الغش هو الوصول إلى حائط مسدود في نهاية الأمر، فإن نجح أثناء الفصل فكيف سيستطيع النجاح في الامتحانات الرسمية؟ وإن تخطى الثانوية، فماذا سيفعل في المرحلة الجامعية؟ وإن تخطى بعض سنوات الجامعة فكيف سيتصرف في حياته المهنية؟ هل سيبقى معتمداً على الغش طوال حياته؟
- تعويد الطالب على السعي والدرس وعدم الركون للسهل البسيط والاستمتاع بالبحث، ففي المجتمعات المتطورة علمياً وتكنولوجياً، تسيطر حالة من الشغف العلمي والتنافس على كل ما هو إبداعي، فإذا كان تفكير الطالب منصبّاً على البحث والتحليل فمن المستبعد جداً أن يفكّر في الغش.
- العمل على تحقير فعل الغش، لأن المجتمعات العربية تعاني لدى بعض شرائحها من مشكلة التباهي بالقدرة على ممارسة الغش، اعتقاداً أن هذه قدرة مميزة تضاف إلى قدرات بعضهم.
ختاماً لابد من القول إن المجتمع الذي يكرس عمليات الغش هو مجتمع يعوّد أبناءه على خمول العقل واستبعاد التفكير الإيجابي والاعتماد على الجاهز دون التفكير في العواقب.
لكن المشكلة أن الأولاد والطلاب المراهقين يتغاضون عن موضوع الغش في سبيل استسهال بلوغ المقاصد، وخصوصاً في موضوع الاختبارات المدرسية واختبارات نهاية العام. حينذاك ينسى الطلاب كل ما تعلموه عن مساوئ الغش وأنه نوع من أنواع الخداع، ولا يتورّعون عن القيام بممارسات مختلفة وابتكارية في سبيل الوصول إلى أهدافهم.
فهل هناك طلاب يمتنعون فعلاً عن الغش ترفّعاً عنه وإيماناً بحرمته؟
وهل تثمر التربية الصحيحة على الأخلاق والقيم، في الامتناع عن الغش حتى لو كان متاحاً؟
سبب طرح هذه الإشكاليات، هو ما ملأ العالم من أخبار وأحداث تتعلق بموضوع الغش في الامتحانات، وتسريب الأسئلة، واستسهال الوصول إلى النتائج دون بذل الجهد، وهو أمر يحتاج للنظر في بعض جوانبه.
أسباب الغش
يذهب كثيرون للبحث في الأسباب التي تدفع الطلاب للغش، ومنها مثلاً عدم الاستعداد الكافي للامتحان، بالإضافة إلى ضعف الإيمان والوازع الديني وضعف التربية، صعوبة دراسة بعض المواضيع، أو حتى الرغبة في الحصول على معدلات مرتفعة، دون أن ننسى الخوف الكبيرمن الرسوب، أو كون بعض الطلاب استسهلوا الغش حين شاهدوا الآخرين يغشون ويحصلون على معدلات عالية.
ومن الأسباب الكثيرة، بحث مواصفات وشخصية الطلبة الذين يمارسون الغش، فالطالب الذي يغش هو إنسان يفتقد إلى الإحساس بالمسؤولية الملقاة عليه والمطلوبة منه، وهو شخصية تستسهل الأمور غالباً، لذلك فإن الحمل الملقى على العملية التربوية هو الأهم. ولو أن الأنظمة التربوية والتعليمية كانت مستقيمة دون فساد، لكانت النتائج مختلفة.
فالمطلوب من القائمين بالتربية والتعليم أن يبذلوا جهوداً إضافية تستطيع أن تشكّل حافزاً لنبذ الغش وعدم التفكير في اللجوء إليه، في ظل سعي الطلاب الدائم إلى "تبرير" الغش والنظر إليه كموضوع بسيط جداً وتافه لا يستحق الأهمية أو النصائح.
ومن الخطوات المطلوبة من المدرّسين والمعلمين، مثلاً:
- تعزيز معنى المسؤولية عند الطالب، والسعي كي يفهم ويحلل المواضيع بدل اعتماده الحفظَ الببغائي دون الفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يساعده كثيراً أثناء تأدية الاختبارات.
- التربية على الثقة التي تجعل الطالب واثقاً غير متردد من دراسته ومستواه وقدراته على الحل أثناء أدائه الامتحان.
- تذكيره دائماً أن مصير الغش هو الوصول إلى حائط مسدود في نهاية الأمر، فإن نجح أثناء الفصل فكيف سيستطيع النجاح في الامتحانات الرسمية؟ وإن تخطى الثانوية، فماذا سيفعل في المرحلة الجامعية؟ وإن تخطى بعض سنوات الجامعة فكيف سيتصرف في حياته المهنية؟ هل سيبقى معتمداً على الغش طوال حياته؟
- تعويد الطالب على السعي والدرس وعدم الركون للسهل البسيط والاستمتاع بالبحث، ففي المجتمعات المتطورة علمياً وتكنولوجياً، تسيطر حالة من الشغف العلمي والتنافس على كل ما هو إبداعي، فإذا كان تفكير الطالب منصبّاً على البحث والتحليل فمن المستبعد جداً أن يفكّر في الغش.
- العمل على تحقير فعل الغش، لأن المجتمعات العربية تعاني لدى بعض شرائحها من مشكلة التباهي بالقدرة على ممارسة الغش، اعتقاداً أن هذه قدرة مميزة تضاف إلى قدرات بعضهم.
ختاماً لابد من القول إن المجتمع الذي يكرس عمليات الغش هو مجتمع يعوّد أبناءه على خمول العقل واستبعاد التفكير الإيجابي والاعتماد على الجاهز دون التفكير في العواقب.