أغار الطيران الحربي الروسي، اليوم السبت، على مدن وبلدات وقرى سورية قريبة من الحدود التركية شمال سورية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، غداة استهدافه قافلة مساعدات بالقرب من مدينة إعزاز الحدودية أول من أمس.
وذكر ناشطون أن الطيران الروسي استهدف كراجات النقل في بلدة الدانا الحدودية مع تركيا والقريبة من مدينة سرمدا، ما أدى إلى إصابة مدنيين. كذلك استهدف عدة بلدات في ريف حلب الغربي، وذكرت مصادر إعلامية أن عدة أشخاص قتلوا أو جرحوا بقصف روسي استهدف قرى جنوب مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وتأتي غارات اليوم غداة قيام الطائرات الروسية بقتل أربعة سائقين وإصابة آخرين، باستهداف متعمد لقافلة مساعدات إغاثية أول من أمس، كانت في نقطة تجمّع على الطريق الواصل بين معبر باب السلامة ومدينة إعزاز، كما ركزت قصفها على مناطق قريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وكثّف الطيران الروسي استهدافه للمدن والبلدات السورية القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، إثر إسقاط طائرتين تركيتين لطائرة سوخوي روسية منذ أيام، وما تبع ذلك من توتر بين البلدين، أدى إلى قيام وزارة الدفاع الروسية بنشر منظومة صواريخ متطورة تطاول الأراضي التركية.
ويرى مراقبون أن القيادة الروسية اتخذت من الحادثة "ذريعة للانتقام من المدنيين عبر استهداف قوافل المساعدات الداخلة من تركيا إلى الأراضي السورية لمساعدة آلاف النازحين"، كما تحاول استفزاز تركيا على حساب دماء مدنيين سوريين.
ويعد المعبران شريان الحياة للمدن والبلدات السورية الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة، حيث تدخل عبرهما قوافل المساعدات الإنسانية لآلاف النازحين السوريين المنتشرين بمخيمات على الحدود، وخاصة مخيمات (أطمة) التي باتت تضم أكثر من 350 ألف نازح، إثر نزوح نحو 150 ألف مدني خلال الشهر الفائت والحالي من ريفي حلب وحماة نتيجة القصف الروسي المكثف لمساعدة قوات النظام والمليشيات الطائفية للتقدم على حساب فصائل المعارضة المسلحة.
ومنذ بدء الطيران الروسي قصفه المدن والبلدات السورية ومواقع عسكرية تابعة للمعارضة السورية في أواخر أيلول/ سبتمبر الفائت، سقط مئات السوريين قتلى ومصابين، كما تم تهجير نحو 150 ألف مدني من قراهم وبلداتهم في ريف حلب وريف حماة ومناطق أخرى.
كذلك استهدف الطيران الروسي أسواقاً شعبية في الرقة، والبوكمال، ومدن سورية أخرى، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، حيث استهدف منذ يومين مدرسة حطين في الرقة ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال وإصابة 12 آخرين. ودمر صوامع الحبوب الواقعة غرب مدينة الرقة السورية منذ يومين ما ينذر بكارثة غذائية.
وذكر ناشط إعلامي أن الطيران الروسي "ينتقم من المدنيين السوريين من خلال تدمير البنية التحتية في مدينة الرقة، حيث دمر جسوراً، ومراكز طبية، ومبنى المتحف، ومدارس، وعدة مبانٍ حكومية أخرى أخلاها تنظيم الدولة منذ فترة، ما يؤكد أن الغاية الأساسية من قصفها تدميرها، وليس استهداف تنظيم الدولة كما تدعي القيادة الروسية".
وأكدت منظمات دولية مختصة منها منظمة أطباء بلا حدود، والجمعية السورية الأميركية الطبية أن الطيران تعمد استهداف مراكز صحية، ومراكز تعليمية منذ بدء تدخله في سورية.
وقال خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري الإثنين الفائت، إنّ نحو 2977 مدنيّاً قُتلوا في سورية بعد 53 يوماً من التدخل الروسي، بينهم 550 نتيجة الضربات الروسية، مشيراً إلى أنّ عدد الغارات الروسية بلغت 2943 غارة، تم فيها استهداف ثلاث مدارس، و14 مشفى، ومعمل أدوية، ومعملاً للصناعات الغذائية.
اقرأ أيضاً سورية: الغارات الروسية تستهدف مناطق حدودية مع تركيا