مزّق النشاط السياسي في سورية النسيج الأسري، وظهر ذلك بوضوح بعد ثورة 2011، التي انقسم فيها أفراد العائلات السورية تبعاً لمواقفهم السياسية، ما بين مؤيدين لنظام الأسد، ومعارضين له. هذه الانقسامات تبدو واضحة للعيان من خلال ما شهدته العائلات الفنية السورية في الأعوام السبعة الماضية. ففي حين اصطفت عائلات فنية سورية بأكملها تحت لواء النظام السوري، مثل عائلة الملا، واصطفت عائلات فنية سورية أخرى بأكملها تحت لواء المعارضة، كعائلة فارس الحلو، فإن هناك بعض العائلات الفنية شهدت انقسامات في نسيجها ما بين مؤيد ومعارض. هنا، نمرّ على أبرز العائلات التي شهدت هذا الانقسام.
عائلة أصالة نصري
أصالة هي ابنة الموسيقي السوري مصطفى نصري، الذي رحل في عام 1986، وأختها المغنية ريم نصري، وأخوها الإعلامي أيهم نصري. لم تشارك أصالة في هتافات الثورة السورية عام 2011، فبسبب زواجها من المخرج الفلسطيني طارق العريان وإقامتها معه في مصر، كانت بعيدة عن الحدث السوري، لكنها جاهرت بموقفها السياسي الداعم للثورة علناً منتصف عام 2011، حيث أكدت أنها ترفض السفر إلى سورية للمشاركة مع الفنانين السوريين في تمثيليات دعم نظام بشار الأسد، وقالت: "ليتني بين الثوار لأهتف معهم للحرية".
وكان أول من رد على تلك التصريحات، أختها ريم، التي أكدت أنه ليس هناك ثورة في سورية بالأصل! ونصحت أصالة حينذاك بمراجعة حساباتها. بعد ذلك بأيام، تبرأ أخوها الإعلامي أيهم نصري، منها عبر اتصال هاتفي مع قناة "الدنيا".
وحتى اليوم، بعد ما يقارب سبع سنوات، لا تزال أصالة منقطعة عن أشقائها في سورية، وتأججت خلافاتها مع أختها بعدما بدأت ريم مشوارها الفني عام 2012، عبر أغنية "سورية عجبين الكون"، الداعمة لنظام الأسد.
يارا صبري وعائلتها
يارا هي ابنة الفنان السوري سليم صبري والممثلة ثناء دبسي، ومتزوجة من الممثل والمخرج ماهر صليبي.
مع اندلاع الثورة في سورية، انقسمت العائلة قسمين: واحد اصطف مع النظام (سليم صبري وزوجته)، وآخر مع المعارضة (يارا صبري وزوجها)، لكن لم تنتج عن ذلك الانقسام خلافات فرّقت الأسرة في العلن، حيث إن سليم صبري أكد في لقاءاته الصحافية أنهم في العائلة يحترمون الآراء المختلفة والمواقف التي يتخذها الإنسان من كل ما حوله، وأنه لم يخسر الأصدقاء ممن خالفوه الرأي، وبالتأكيد لن يؤثر الاختلاف على علاقته بعائلته. الأمر الوحيد الذي يطلبه سليم من يارا وزوجها دائماً هو تخفيف حدة المواقف السياسية، حيث إنه يرى أن الفنان عليه أن يكون محايداً لاحترام جماهيره من كلا الطرفين، لتبقى آثار الانقسامات السياسية محصورة في نطاق المشاركات الفنية؛ حيث تجد سليم صبري يشارك في أعمال مع مخرجين أمثال نجدة إسماعيل أنزور، في حين تقاطع يارا صبري الدراما السورية التي تجسد الرواية الرسمية للنظام السوري.
اقــرأ أيضاً
عامر سبيعي وعائلته
عامر سبيعي، ممثل سوري رحل عام 2015 عن 57 عاماً، وهو ابن الفنان الراحل رفيق سبيعي، وشقيق الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي. اتخذ عامر موقفاً مغايراً لعائلته من الثورة السورية، ففي حين اصطف رفيق وابنه سيف إلى جانب النظام السوري، فإن عامر أيد الثورة ونادى بالحرية، وهو الأمر الذي اضطره إلى الهجرة في عام 2013.
في سنة 2015، رحل عامر، وهو الأمر الذي تسبّب بحزن والده رفيق، الذي أعلن عن أسفه واستيائه لتسييس وفاة ابنه. وعندما توفي رفيق سبيعي في بداية عام 2017، عن 87 عاماً، لم يتم ذكر أبناء عامر في نعي فنان الشعب، ما بيّن أن الانقسامات السياسية قد طاولت الأبناء أيضاً، ولم تخفّف منها حادثة الموت.
عائلة أصالة نصري
أصالة هي ابنة الموسيقي السوري مصطفى نصري، الذي رحل في عام 1986، وأختها المغنية ريم نصري، وأخوها الإعلامي أيهم نصري. لم تشارك أصالة في هتافات الثورة السورية عام 2011، فبسبب زواجها من المخرج الفلسطيني طارق العريان وإقامتها معه في مصر، كانت بعيدة عن الحدث السوري، لكنها جاهرت بموقفها السياسي الداعم للثورة علناً منتصف عام 2011، حيث أكدت أنها ترفض السفر إلى سورية للمشاركة مع الفنانين السوريين في تمثيليات دعم نظام بشار الأسد، وقالت: "ليتني بين الثوار لأهتف معهم للحرية".
وكان أول من رد على تلك التصريحات، أختها ريم، التي أكدت أنه ليس هناك ثورة في سورية بالأصل! ونصحت أصالة حينذاك بمراجعة حساباتها. بعد ذلك بأيام، تبرأ أخوها الإعلامي أيهم نصري، منها عبر اتصال هاتفي مع قناة "الدنيا".
وحتى اليوم، بعد ما يقارب سبع سنوات، لا تزال أصالة منقطعة عن أشقائها في سورية، وتأججت خلافاتها مع أختها بعدما بدأت ريم مشوارها الفني عام 2012، عبر أغنية "سورية عجبين الكون"، الداعمة لنظام الأسد.
يارا صبري وعائلتها
يارا هي ابنة الفنان السوري سليم صبري والممثلة ثناء دبسي، ومتزوجة من الممثل والمخرج ماهر صليبي.
مع اندلاع الثورة في سورية، انقسمت العائلة قسمين: واحد اصطف مع النظام (سليم صبري وزوجته)، وآخر مع المعارضة (يارا صبري وزوجها)، لكن لم تنتج عن ذلك الانقسام خلافات فرّقت الأسرة في العلن، حيث إن سليم صبري أكد في لقاءاته الصحافية أنهم في العائلة يحترمون الآراء المختلفة والمواقف التي يتخذها الإنسان من كل ما حوله، وأنه لم يخسر الأصدقاء ممن خالفوه الرأي، وبالتأكيد لن يؤثر الاختلاف على علاقته بعائلته. الأمر الوحيد الذي يطلبه سليم من يارا وزوجها دائماً هو تخفيف حدة المواقف السياسية، حيث إنه يرى أن الفنان عليه أن يكون محايداً لاحترام جماهيره من كلا الطرفين، لتبقى آثار الانقسامات السياسية محصورة في نطاق المشاركات الفنية؛ حيث تجد سليم صبري يشارك في أعمال مع مخرجين أمثال نجدة إسماعيل أنزور، في حين تقاطع يارا صبري الدراما السورية التي تجسد الرواية الرسمية للنظام السوري.
عامر سبيعي وعائلته
عامر سبيعي، ممثل سوري رحل عام 2015 عن 57 عاماً، وهو ابن الفنان الراحل رفيق سبيعي، وشقيق الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي. اتخذ عامر موقفاً مغايراً لعائلته من الثورة السورية، ففي حين اصطف رفيق وابنه سيف إلى جانب النظام السوري، فإن عامر أيد الثورة ونادى بالحرية، وهو الأمر الذي اضطره إلى الهجرة في عام 2013.
في سنة 2015، رحل عامر، وهو الأمر الذي تسبّب بحزن والده رفيق، الذي أعلن عن أسفه واستيائه لتسييس وفاة ابنه. وعندما توفي رفيق سبيعي في بداية عام 2017، عن 87 عاماً، لم يتم ذكر أبناء عامر في نعي فنان الشعب، ما بيّن أن الانقسامات السياسية قد طاولت الأبناء أيضاً، ولم تخفّف منها حادثة الموت.