لم يكن الشاب السوري، محمد نديم عبيد، خريج المعهد المتوسط التجاري، يعلم أن هوسه بالسلاح والمتفجرات، منذ اندلاع الثورة السورية، سيؤدي به إلى اختراع السلاح الأكثر فتكاً بين يدي المعارضة السورية المسلحة، والذي عرف باسم "مدفع جهنم"، لكن عبيد مع مرور الوقت دفع ثمناً باهظاً لعمله في المتفجرات، إذ فقد جزءاً من كفه ومعظم أصابع يده أثناء تجريبه خلطة كيماوية كان يحاول خلالها تصنيع لغم بدائي أواخر عام 2011، إلا أنه واصل عمله في الصناعة التي يخشى أن تودي بحياته يوماً.
صناعة المتفجرات
برزت الحاجة لدى فصائل المعارضة السورية لتصنيع أنواع مختلفة من المتفجرات من أجل إعاقة وقطع طرق النظام ومنعه من الاستفادة من الأرض التي يسيطر عليها بشكل جيد، إذ استخدمت المتفجرات في بداية الثورة، في صناعة الألغام البدائية التي تعتمد على مواد أولية متوفرة في سورية، أساسها السماد الأزوتي وتعتمد في تفجيرها على الأسلاك التي تمد من اللغم إلى مكان التفجير ثم تطورت الألغام، إلى أن وصلت إلى ما يسمى بالألغام الطائرة.
اقرأ أيضا: العائدون إلى حضن الأسد.. 5 اختراقات إعلامية للثورة السورية
الألغام الطائرة
يعمل محمد عبيد الملقب بأبو نديم البنشي، في تصنيع الألغام لمن يود الاستعانة بخدماته من الفصائل، تخصص البنشي غير المنتمي إلى أي فصيل في تطوير الألغام، كما يقول لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنه خلال مشاركته في معركة السيطرة على مطار تفتناز العسكري في إدلب، كان شغله الشاغل كيفية تطوير الألغام الأرضية، بحيث تطير لمسافة مائة متر.
بالفعل قام أبو نديم بتصميم لغم عبارة عن أسطوانة غاز تطلق من خلال مدفع وتنفجر بقوة الاصطدام في الهدف، يقول البنشي "طورت هذا المتفجر القوي، تمكنت من زيادة مداه بتركيب أجنحة للغم ضاعفت مداه كما صنعت عدة أحجام من هذا اللغم بحسب أحجام أسطوانات الغاز المتوفرة، من أسطوانات غاز منزلي أو أسطوانات الغاز السفاري، أما بالنسبة لحشوة اللغم فكانت عبارة عن خلطة اللغم البدائي التي تعتمد على السماد الآزوتي، وحين تتوفر مادة "التي إن تي" كنت أصنع ألغاماً تحتوي على هذه المادة، ما يجعلها أقوى".
يبين عبيد أن صناعة العبوة المتفجرة تتم من خلال مواد متوفرة في معظمها وأسعارها رخيصة، إذ إن سعر كيس السماد الآزوتي زنة خمسين كيلوغراماً كانت لا تتجاوز الـ 50 دولاراً أميركياً وهي تكفي لصناعة نحو عشرة ألغام، أما بالنسبة لصناعة المدفع الذي يرمي اللغم فكان يصنعه من بقايا آليات عسكرية، بالإضافة إلى بعض القطع التي أصنعها يدوياً بالاعتماد على آلة خراطة.
وعن بدايات عمله في صناعة المتفجرات أوضح عبيد أنه مع تحول الثورة إلى حمل السلاح لمواجهة عنف النظام السوري ودمويته، بدأ بتجريب خلطات من المتفجرات، فبدأ بتصنيع قنابل بدائية تعتمد على فتيل موصول بطرف القنبلة حيث يتم إشعال الفتيل ورمي القنبلة قبل احتراق الفتيل ووصوله للمواد المتفجرة، وأضاف: وأثناء تجريبي خلطة متفجرات بتصنيع قنبلة انفجرت قبل أن أرميها ففقدت معظم أصابع يدي اليمنى وجزءاً من كفي، ولكنني واصلت في صناعة المتفجرات للثوار إلى أن تمكنت من صناعة مدفع جهنم والعديد من القاذفات التي ساعدت الثوار في المعارك.
اقرأ أيضا: الهروب من الحلم الأميركي.. سوريون يتمنّون رفض طلبات لجوئهم
العبوة البدائية
يعرف علي الحسون، خبير المتفجرات في الجيش الحر، العبوات الناسفة بدائية الصنع التي يصنعها، بأنها عبارة عن خليط من المواد المتفجرة داخل عبوة معدنية تستخدم لتفجير أو إعطاب آليات العدو، وبين أن الجيش الحر بدأ في بداية تشكيله باستخدام الألغام البدائية التي تصنع عبر مواد جميعها متوفرة في سورية وسعرها رخيص. وبين حسون أن القوة التدميرية لهذه العبوات تمكنها من تدمير ناقلة جند خفيفة أو عربة جيب، إلا أنها لم تكن ذات فعالية تذكر ضد الدبابات.
ويشرف الصيدلي الكيميائي عامر كافي على ورشة تصنيع متفجرات في شمالي حلب. يعمل كافي على خلط المواد المتفجرة وتقدير الكميات المطلوبة، قائلاً لـ"العربي الجديد"، "أشرف هنا على صنع المسحوق ذي القوة التفجيرية "ملح البارود"، والذي نصنعه بأكثر من طريقة مستخدمين "السماد" والسكر، أو عبر استخراج المادة المتفجرة "تي إن تي" الموجودة في القذائف التي رماها علينا النظام ولم تنفجر، إذ تكون المادة صلبة كالحجر فنقوم بطحنها وإعادة تصنيعها"، ويقوم زميله مهندس الكهرباء أبو مصعب بتصنيع الدارات الإلكترونية للوحات التحكم بإطلاق الصواريخ، كما يدرب الشباب المبتدئين على ربط الصاعق بالعبوة الناسفة أو ربطها بجهاز تفجير عن بعد، في محاولة لتوفير المتفجرات للثوار ممن يواجهون جيش النظام وتنظيم داعش.
عبوات التفجير اللاسلكية
في بداية عام 2013، تطورت صناعة العبوات المتفجرة لدى الفصائل المسلحة السورية، إذ تغيرت طريقة تفجيرها من التفجير السلكي إلى التفجير عن بعد لاسلكياً، كما استعملت مواد زادت من قوتها التدميرية، وذلك بعد حصول بعض الفصائل العسكرية على مادة الـ (تي إن تي) بكثرة واستخدامها في صناعة المتفجرات، كما يقول علي الحسون، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنه في أواسط عام 2013 دخلت مادة TNT إلى سورية دعماً من بعض الدول المؤيدة للثورة السورية، كما استطاعت الفصائل السورية تأمينها عبر استخراجها من القنابل والصواريخ التي يطلقها النظام ولا تنفجر، ما مكن الفصائل من تصنيع عبوة موجهة عن بعد ذات رأس نحاسي، مزودة بـTNT بدلاً من مادة نترات الأمونيوم، الأمر الذي جعل تلك القذائف شديدة التفجير، وقادرة على استهداف الدبابات ثقيلة التصفيح مثل الدبابة T72 الروسية، وتابع الحسون: "نتيجة الحاجة إلى درجة حرارة كبيرة أثناء تحضير العبوة الموجهة ذات الرأس النحاسي، تم خلط TNT بزيت السيارات"، مشيراً إلى أن يتم وضع تلك العبوات على الطريق المحتم للهدف، ومراقبته، وتفجيرها في الوقت المناسب.
ولفت الحسون إلى أن تطور صناعة العبوات الناسفة كان في طريقة التفجير، والتي كانت في السابق سلكية، عن طريق ربط العبوة بسلك يمتد لمسافة بضع مئات من الأمتار ويضطر عنصر التفجير إلى المرابطة في مكان قريب نسبياً من الهدف مع بطارية لتفجير اللغم، لكن الآن أصبح الأمر يتم عن طريق جهاز تفجير لاسلكي مكون من قطعتين إحداهما يتم تثبيتها في العبوة، وهي عبارة عن جهاز له هوائي صغير موصول ببطارية لتأمين الشحنه الكهربائية اللازمة لتفجير اللغم، وجهاز الريموت كونترول الذي يكون بيد العنصر المكلف بالعملية، ويصل مدى جهاز التفجير اللاسلكي إلى أكثر من 1 كم، وبين الحسون أن أجهزة التفجير يتم توفيرها عبر قيادة الجيش الحر. وعن كلفة اللغم النحاسي ذي الرأس الموجه بيّن أن الكلفة العظمى تكمن في سعر TNT وجهاز التفجير وكلاهما يوفره الداعمون ويتم الاستيلاء عليهما من مخازن النظام.
اقرأ أيضا: صناعة التطرف في سورية.. النظام استغل الجهاديين
خطر الـC4
يؤكد أبو العلاء، ضابط في أحد فصائل الجيش السوري الحر، أن أخطر أنواع المتفجرات تتمثل في تلك التي تدخل في تركيبها مادة السي فور، وهي عبارة عن خليط من أربع مواد شديدة الانفجار، وتكون على شكل قضبان، قوتها التدميرية أكثر من تلك التي يدخل في تركيبها مادة "تي إن تي"، وتدخل C4 في صناعة العبوات التي تستخدم للاغتيالات وتصنيع الأحزمة الناسفة التي يستخدمها الانتحاريون خاصة في تنظيم داعش، وبيّن أبو العلاء: أن الجيش السوري الحر لم يستخدم أبداً مادة C4، بسبب عدم دخول هذه المادة بشكل نظامي إلى الفصائل المقاتلة، من خلال الدعم، وبسبب عدم الحاجة إليها، إذ تستخدم تلك العبوات لتنفيذ عمليات الاغتيال وهي استراتيجية غير موجودة في الجيش الحر.
إلا أنه أكد أن بعض التنظيمات استخدمت هذه المادة، وذلك بعد حصولهم عليها عن طريق المهربين من خارج سورية، وأكثر استخدام لها كان في عمليات تفخيخ السيارات لتوجيهها إلى مقرات النظام، ولصنع الأحزمة الناسفة التي يرتديها أكثر عناصر هذه التنظيمات، مبيناً أن بعض التنظيمات مثل داعش استخدمت مادة "C4" في تصنيع العبوات اللاصقة، والتي تستخدم في عمليات التصفية الجسدية لأفراد مهمين ومؤثرين، وقد طاولت الكثير من الأفراد المؤثرين في الثورة السورية ومنهم قيادات في الجيش الحر، أعلن تنظيم الدولة عن تبني عمليات تصفيتهم.
وعن العبوات اللاصقة الناسفة قال أبو العلاء: "العبوة اللاصقة عبارة عن قنبلة بشكل مستطيل أبعادها نحو 30 × 20 سم تثبت عليها أربع قطع مغناطيسة تلتصق بمعدن الحديد ومن هنا جاء اسمها والمادة المتفجرة داخلها هي مادة C4 حصراً، موضحاً أن تفجير هذه القنبلة يتم عن بعد بواسطة جهاز تفجير يصل مداه إلى 1 كم، وأن استخدام هذه العبوات بقي على نطاق ضيق كما أن تصنيعها يتم بسرية تامة بسبب استخدامها في عمليات سرية ضد شخصيات قد تكون من النظام وقد تكون ضد أفراد من الثورة أنفسهم، قائلاً "متفجرات C4 سيئة الصيت ولا يوجد معلومات دقيقة عن الكميات التي تدخل إلى سورية، لكنها شديدة الفتك".
يوضح أبو علاء أن الثوار زادت خبرتهم في عمليات تصنيع المتفجرات، قائلاً "بعض القذائف التي يطلقها الثوار على مناطق النظام لم تكن تنفجر، واكتشفنا أن المسحوق المتفجر مع التخزين الطويل للقذيفة يمتص رطوبة عالية تمنعه من الانفجار".
-------
اقرأ أيضا:
استغلال مأساة السوريين.. شبكات تسوّل باسمهم في حدائق باريس
صناعة المتفجرات
برزت الحاجة لدى فصائل المعارضة السورية لتصنيع أنواع مختلفة من المتفجرات من أجل إعاقة وقطع طرق النظام ومنعه من الاستفادة من الأرض التي يسيطر عليها بشكل جيد، إذ استخدمت المتفجرات في بداية الثورة، في صناعة الألغام البدائية التي تعتمد على مواد أولية متوفرة في سورية، أساسها السماد الأزوتي وتعتمد في تفجيرها على الأسلاك التي تمد من اللغم إلى مكان التفجير ثم تطورت الألغام، إلى أن وصلت إلى ما يسمى بالألغام الطائرة.
اقرأ أيضا: العائدون إلى حضن الأسد.. 5 اختراقات إعلامية للثورة السورية
الألغام الطائرة
يعمل محمد عبيد الملقب بأبو نديم البنشي، في تصنيع الألغام لمن يود الاستعانة بخدماته من الفصائل، تخصص البنشي غير المنتمي إلى أي فصيل في تطوير الألغام، كما يقول لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنه خلال مشاركته في معركة السيطرة على مطار تفتناز العسكري في إدلب، كان شغله الشاغل كيفية تطوير الألغام الأرضية، بحيث تطير لمسافة مائة متر.
بالفعل قام أبو نديم بتصميم لغم عبارة عن أسطوانة غاز تطلق من خلال مدفع وتنفجر بقوة الاصطدام في الهدف، يقول البنشي "طورت هذا المتفجر القوي، تمكنت من زيادة مداه بتركيب أجنحة للغم ضاعفت مداه كما صنعت عدة أحجام من هذا اللغم بحسب أحجام أسطوانات الغاز المتوفرة، من أسطوانات غاز منزلي أو أسطوانات الغاز السفاري، أما بالنسبة لحشوة اللغم فكانت عبارة عن خلطة اللغم البدائي التي تعتمد على السماد الآزوتي، وحين تتوفر مادة "التي إن تي" كنت أصنع ألغاماً تحتوي على هذه المادة، ما يجعلها أقوى".
وعن بدايات عمله في صناعة المتفجرات أوضح عبيد أنه مع تحول الثورة إلى حمل السلاح لمواجهة عنف النظام السوري ودمويته، بدأ بتجريب خلطات من المتفجرات، فبدأ بتصنيع قنابل بدائية تعتمد على فتيل موصول بطرف القنبلة حيث يتم إشعال الفتيل ورمي القنبلة قبل احتراق الفتيل ووصوله للمواد المتفجرة، وأضاف: وأثناء تجريبي خلطة متفجرات بتصنيع قنبلة انفجرت قبل أن أرميها ففقدت معظم أصابع يدي اليمنى وجزءاً من كفي، ولكنني واصلت في صناعة المتفجرات للثوار إلى أن تمكنت من صناعة مدفع جهنم والعديد من القاذفات التي ساعدت الثوار في المعارك.
اقرأ أيضا: الهروب من الحلم الأميركي.. سوريون يتمنّون رفض طلبات لجوئهم
العبوة البدائية
يعرف علي الحسون، خبير المتفجرات في الجيش الحر، العبوات الناسفة بدائية الصنع التي يصنعها، بأنها عبارة عن خليط من المواد المتفجرة داخل عبوة معدنية تستخدم لتفجير أو إعطاب آليات العدو، وبين أن الجيش الحر بدأ في بداية تشكيله باستخدام الألغام البدائية التي تصنع عبر مواد جميعها متوفرة في سورية وسعرها رخيص. وبين حسون أن القوة التدميرية لهذه العبوات تمكنها من تدمير ناقلة جند خفيفة أو عربة جيب، إلا أنها لم تكن ذات فعالية تذكر ضد الدبابات.
ويشرف الصيدلي الكيميائي عامر كافي على ورشة تصنيع متفجرات في شمالي حلب. يعمل كافي على خلط المواد المتفجرة وتقدير الكميات المطلوبة، قائلاً لـ"العربي الجديد"، "أشرف هنا على صنع المسحوق ذي القوة التفجيرية "ملح البارود"، والذي نصنعه بأكثر من طريقة مستخدمين "السماد" والسكر، أو عبر استخراج المادة المتفجرة "تي إن تي" الموجودة في القذائف التي رماها علينا النظام ولم تنفجر، إذ تكون المادة صلبة كالحجر فنقوم بطحنها وإعادة تصنيعها"، ويقوم زميله مهندس الكهرباء أبو مصعب بتصنيع الدارات الإلكترونية للوحات التحكم بإطلاق الصواريخ، كما يدرب الشباب المبتدئين على ربط الصاعق بالعبوة الناسفة أو ربطها بجهاز تفجير عن بعد، في محاولة لتوفير المتفجرات للثوار ممن يواجهون جيش النظام وتنظيم داعش.
عبوات التفجير اللاسلكية
في بداية عام 2013، تطورت صناعة العبوات المتفجرة لدى الفصائل المسلحة السورية، إذ تغيرت طريقة تفجيرها من التفجير السلكي إلى التفجير عن بعد لاسلكياً، كما استعملت مواد زادت من قوتها التدميرية، وذلك بعد حصول بعض الفصائل العسكرية على مادة الـ (تي إن تي) بكثرة واستخدامها في صناعة المتفجرات، كما يقول علي الحسون، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنه في أواسط عام 2013 دخلت مادة TNT إلى سورية دعماً من بعض الدول المؤيدة للثورة السورية، كما استطاعت الفصائل السورية تأمينها عبر استخراجها من القنابل والصواريخ التي يطلقها النظام ولا تنفجر، ما مكن الفصائل من تصنيع عبوة موجهة عن بعد ذات رأس نحاسي، مزودة بـTNT بدلاً من مادة نترات الأمونيوم، الأمر الذي جعل تلك القذائف شديدة التفجير، وقادرة على استهداف الدبابات ثقيلة التصفيح مثل الدبابة T72 الروسية، وتابع الحسون: "نتيجة الحاجة إلى درجة حرارة كبيرة أثناء تحضير العبوة الموجهة ذات الرأس النحاسي، تم خلط TNT بزيت السيارات"، مشيراً إلى أن يتم وضع تلك العبوات على الطريق المحتم للهدف، ومراقبته، وتفجيرها في الوقت المناسب.
ولفت الحسون إلى أن تطور صناعة العبوات الناسفة كان في طريقة التفجير، والتي كانت في السابق سلكية، عن طريق ربط العبوة بسلك يمتد لمسافة بضع مئات من الأمتار ويضطر عنصر التفجير إلى المرابطة في مكان قريب نسبياً من الهدف مع بطارية لتفجير اللغم، لكن الآن أصبح الأمر يتم عن طريق جهاز تفجير لاسلكي مكون من قطعتين إحداهما يتم تثبيتها في العبوة، وهي عبارة عن جهاز له هوائي صغير موصول ببطارية لتأمين الشحنه الكهربائية اللازمة لتفجير اللغم، وجهاز الريموت كونترول الذي يكون بيد العنصر المكلف بالعملية، ويصل مدى جهاز التفجير اللاسلكي إلى أكثر من 1 كم، وبين الحسون أن أجهزة التفجير يتم توفيرها عبر قيادة الجيش الحر. وعن كلفة اللغم النحاسي ذي الرأس الموجه بيّن أن الكلفة العظمى تكمن في سعر TNT وجهاز التفجير وكلاهما يوفره الداعمون ويتم الاستيلاء عليهما من مخازن النظام.
اقرأ أيضا: صناعة التطرف في سورية.. النظام استغل الجهاديين
خطر الـC4
يؤكد أبو العلاء، ضابط في أحد فصائل الجيش السوري الحر، أن أخطر أنواع المتفجرات تتمثل في تلك التي تدخل في تركيبها مادة السي فور، وهي عبارة عن خليط من أربع مواد شديدة الانفجار، وتكون على شكل قضبان، قوتها التدميرية أكثر من تلك التي يدخل في تركيبها مادة "تي إن تي"، وتدخل C4 في صناعة العبوات التي تستخدم للاغتيالات وتصنيع الأحزمة الناسفة التي يستخدمها الانتحاريون خاصة في تنظيم داعش، وبيّن أبو العلاء: أن الجيش السوري الحر لم يستخدم أبداً مادة C4، بسبب عدم دخول هذه المادة بشكل نظامي إلى الفصائل المقاتلة، من خلال الدعم، وبسبب عدم الحاجة إليها، إذ تستخدم تلك العبوات لتنفيذ عمليات الاغتيال وهي استراتيجية غير موجودة في الجيش الحر.
وعن العبوات اللاصقة الناسفة قال أبو العلاء: "العبوة اللاصقة عبارة عن قنبلة بشكل مستطيل أبعادها نحو 30 × 20 سم تثبت عليها أربع قطع مغناطيسة تلتصق بمعدن الحديد ومن هنا جاء اسمها والمادة المتفجرة داخلها هي مادة C4 حصراً، موضحاً أن تفجير هذه القنبلة يتم عن بعد بواسطة جهاز تفجير يصل مداه إلى 1 كم، وأن استخدام هذه العبوات بقي على نطاق ضيق كما أن تصنيعها يتم بسرية تامة بسبب استخدامها في عمليات سرية ضد شخصيات قد تكون من النظام وقد تكون ضد أفراد من الثورة أنفسهم، قائلاً "متفجرات C4 سيئة الصيت ولا يوجد معلومات دقيقة عن الكميات التي تدخل إلى سورية، لكنها شديدة الفتك".
يوضح أبو علاء أن الثوار زادت خبرتهم في عمليات تصنيع المتفجرات، قائلاً "بعض القذائف التي يطلقها الثوار على مناطق النظام لم تكن تنفجر، واكتشفنا أن المسحوق المتفجر مع التخزين الطويل للقذيفة يمتص رطوبة عالية تمنعه من الانفجار".
-------
اقرأ أيضا:
استغلال مأساة السوريين.. شبكات تسوّل باسمهم في حدائق باريس