أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة، أن كثيرا من الإشكالات المتعلقة بوجود اللاجئين السوريين في تركيا باتت في طريقها إلى الحل بعد تشكيل لجنة مشتركة من الائتلاف ومسؤولين أتراك، لكنه أشار إلى أن بعض الإشكالات ما زالت بحاجة إلى حل.
وأوضح العبدة خلال مؤتمر صحافي ظهر اليوم، في مدينة إسطنبول، أن "اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ عددهم نحو 3.7 ملايين شخص، وغالبيتهم منظمون قانونا من خلال بطاقات الحماية المؤقتة (الكملك)، أو قانون الإقامة، لكن هناك فئة ثالثة ليس لديها هذا ولا ذاك، وهذه الفئة تحتاج إلى تسوية أوضاعها قانونيا".
وشرح الإجراءات التي نتجت عن اجتماعه مع وزير الداخلية التركي أمس الأربعاء، مشيرا إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، حاولت الحكومة التركية تسوية أوضاع اللاجئين بشكل عام وفقا للقانون التركي، لكن حدثت بعض التجاوزات خلال التطبيق، واللقاء مع وزير الداخلية التركي تناول ثلاثة محاور أساسية هي الطلبات الإنسانية العاجلة، ولم شمل العائلات، ومسألة الترحيل إلى سورية، وأوضحنا للجانب التركي أن تسوية أوضاع المخالفين تستغرق وقتا، ولا يمكن أن يتم ذلك خلال شهر واحد".
واعتبر العبدة أن "هناك جهات من داخل تركيا، وجهات أخرى دولية، وحتى سورية، تحاول استخدام الأزمة لإحداث شقاق بين تركيا والمعارضين واللاجئين السوريين".
وحول مستقبل الوجود السوري في تركيا، قال العبدة إنهم أكدوا للجانب التركي أنه "وجود مؤقت، وكل سوري حريص على العودة إلى بلاده حالما تسمح الظروف، والجانب التركي شدد على أن المبادئ التي حكمت العلاقة مع اللاجئين لم تتغير"، في إشارة إلى المصطلح التركي "المهاجرين والأنصار".
وأعرب رئيس الائتلاف السوري عن اعتقاده بأن الإجراءات الأخيرة لا تشير إلى تغير في السياسة التركية تجاه اللاجئين، وإنما الهدف منها تأمين شرعية وجود اللاجئين. "خير للاجئ الانتقال إلى محافظة تركية أخرى، من البقاء مخالفا في إسطنبول، ولدينا مساع لتسهيل عمل السوريين في المحافظات التركية، وخططنا للقاء مع وزير العمل التركي لهذا الغرض".
وتحدث العبدة عن تشكيل اللجنة المشتركة التي يرأسها هو ممثلا عن السوريين، وعن الجانب التركي معاون وزير الداخلية، وأن عضويتها لن تقتصر على الائتلاف، بل ستضم جهات سورية أخرى، مشددا على أن اللجنة ستوفر آلية للإبلاغ عن أية تجاوزات قد تحدث خلال تطبيق الإجراءات من خلال مسؤولين أتراك معنيين مباشرة بملف اللاجئين السوريين.
وحول التطورات في إدلب، قال العبدة إن "التصعيد الحالي من جانب روسيا والنظام، يأتي بسبب فشلهما في ترجمة الحملة العسكرية إلى إنجازات سياسية بفضل صمود المقاتلين على الأرض.
وأكد أن "الحل في سورية عسكري سياسي، بينما النظام يؤمن بأن الحل عسكري فقط، والعملية السياسية حاليا في غرفة الإنعاش، لكن علينا الإبقاء على الجبهة السياسية، وإن كنا لا نعول عليها كثيرا".