ويوضح عضو مجلس بغداد، محمد عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخاطفين يتنقّلون عبر الحواجز الأمنية من دون محاسبة، ويرتدون ملابس عسكرية، وتقلّهم سيارات رباعية الدفع، لا تحمل أي لوحات تسجيل. ويتم اقتياد المخطوفين إلى جهات مجهولة، ولا ندرك مصيرهم".
وتتحدث مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، عن حملات استهداف مماثلة لشخصيات ووجوه اجتماعية بارزة في بغداد، تأتي ضمن خطوة استباقية ضد حراك سياسي مناوئ لإيران، من المزمع إعلانه الشهر المقبل، يضم أكاديميين ومثقفين وشخصيات اجتماعية وقبلية عراقية، كانت "العربي الجديد" قد كشفت عنه الشهر الماضي.
من جانبه، يوضح الخبير في الشأن الأمني العراقي، مستشار مركز الدراسات الأمنية المستقلة في العراق، الدكتور مرتضى العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عمليات خطف ثم قتل ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية في عهد النظام العراقي السابق، تصاعدت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بدوافع سياسية"، لافتاً إلى أنّه "يجب التركيز على أنها لا تشمل طائفة معينة. فهناك ضباط شيعة سابقون اغتيلوا أيضاً، ما يعني أنّ المستهدفين كل ضباط الجيش السابق أو الأجهزة الأمنية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين". ويشير إلى أن أعداد الذين قُتلوا منذ شهر لا تزال مجهولة حتى الآن، "فالأجهزة الأمنية تتكتّم على ذلك، كونها ليست جرائم إرهابية، بل بنوايا سياسية واضحة"، مرجّحاً ارتفاع العدد إلى 40 ضابطاً حتى الآن".
اقرأ أيضاً: مليشيات عراقية تحتجز جنوداً قرب الفلوجة
إلّا أنّ مصدراً أمنياً عراقياً يؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد الذين اغتيلوا أو خطفوا، لا يتجاوز الثلاثين ضابطاً وقائداً عسكرياً سابقاً في بغداد وضواحيها منذ الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي"، مبيّناً أن "معظم الضحايا ممّن يحظون بشعبية من مختلف الطوائف، وهم عسكريون سابقون، ولا علاقة لهم بحزب البعث المنحل".
ويكشف اللواء الركن المتقاعد حسين خالد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "عمليات الاستهداف دفعته وآخرين إلى مغادرة بغداد باتجاه كردستان العراق"، مضيفاً أنّ "مليشيات مسلحة تستقل سيارات حكومية وترتدي ملابس الجيش والشرطة، قامت بتصفية زملائي، ما دفعني إلى الخروج من البلاد". ويلفت العبيدي إلى أنَّ عمليات الخطف مستمرة في كافة المحافظات العراقية وليس في بغداد فقط، "وهي تصب في تدمير قدرات الجيش العراقي السابق وإفشال أي محاولة لإعادته أو الاعتماد عليه في الأزمة الحالية، بعد اتضاح خطأ حلّه من قبل الأميركيين عقب احتلالهم العراق عام 2003".
ولجأ العشرات من الضباط ومختلف الرُتب إلى الدول المجاورة والإقليمية، خوفاً من عمليات الخطف والاغتيال التي طالت زملاءهم، خصوصاً الرُتب العالية في الجيش السابق وضباط الأمن والاستخبارات. وقتل الأسبوع الماضي، العميد الركن محمد حسين الجعفري، قائد لواء حطين بسلاح الصواريخ في الجيش العراقي السابق، (61 عاماً)، عندما كان داخل منزله في شارع فلسطين، شرقي بغداد، إذ اقتحمت مجموعة مسلحة ترتدي زي قوات الأمن العراقية، وأطلقت النار على رأسه أمام أسرته، وغادرت المكان من دون اعتراض حاجز التفتيش الموجود في الشارع حيث يسكن الجعفري.
وتتهم زوجة الجعفري، فاطمة أحمد الصفار، في حديث لـ"العربي الجديد"، من مقر إقامتها في إقليم كردستان، حيث انتقلت إليه أخيراً، مَن وصفتهم بـ"المنتمين إلى إيران" باغتيال زوجها، مؤكدة أن الجعفري "رفض عرضاً قُدّم إليه للمشاركة في تأسيس قوات رديفة للجيش، تعرف بالحرس الوطني، بسبب وضعه الصحي وانشغاله بكتابة مذكراته. ولم نكن نتوقع أن يصل الحال بإخوة الدين والوطن أن يقتلوه تنفيذاً لرغبة إيرانية معروفة".
اقرأ أيضاً العراق: تحضيرات لمشروع وطني عابر للطوائف