العراق: خشية من نتائج "تصويت الموتى" في الانتخابات

28 ابريل 2018
استولت أحزاب على البطاقات الانتخابية أثناء النزوح(صباح عرب/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي يتحدث فيه مرشحون للانتخابات التشريعية في المناطق العراقية المحررة من سيطرة تنظيم "داعش"، عن ذهاب عددٍ كبير من بطاقات الناخبين الى الأحزاب، التي يمكن أن تستخدمها في التلاعب بنتائج الانتخابات، يُعرب سياسيون عراقيون أيضاً عن خشيتهم من احتمال تزوير النتائج، في حال تمكنت هذه الاحزاب بالفعل من التصويت بالبطاقات التي استولت عليها، والتي يعود بعضها إلى موتى.

وكشف مصدر مقرّب من مفوضية الانتخابات العراقية، عن فقدان عددٍ كبير من بطاقات الناخبين في المناطق المحررة، خصوصاً في محافظة الأنبار (غرب العراق)، مؤكداً لـ"العربي الجديد" وجود معلومات تشير الى ذهاب هذه البطاقات إلى الأحزاب المتنفذة، التي استولت عليها أثناء عمليات النزوح، بعد سيطرة "داعش" على أغلب مدن المحافظة عامي 2014 و2015.

وأضاف المصدر أنه "حتى الأشخاص الذين توفوا بسبب العمليات العسكرية، لم يتم العثور على بطاقاتهم"، متخوفاً من أن تقوم بعض الأحزاب بالتصويت بدلاً من الموتى، في حال لم تتنبه الجهات الرقابية إلى ذلك.

وقال المصدر المقرب من مفوضية الانتخابات إن "بعض الأحزاب استغل الحاجة الماسة للمال من قبل الأسر النازحة التي عادت مؤخراً للأنبار، لشراء بطاقاتهم مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز مئة دولار أميركي في أحسن الأحوال"، مبيناً أن بعض الأسر باعت بطاقات موتاها للأحزاب، التي يمكن أن تستخدمها في عملية التصويت".

وفي هذا السياق، جزم الزعيم القبلي في محافظة الأنبار عاشور المحلاوي بأن نسبة النزاهة في الانتخابات المقبلة "لن تتجاوز الـ50 في المائة"، متحدثاً لـ"العربي الجديد" عن قيام بعض الأحزاب بشراء الأصوات من خلال دفع مبالغ مالية لبعض شيوخ العشائر والمسؤولين القادرين على التأثير في الناخبين.

من جهته، حذر الخطيب في محافظة الأنبار، رعد الجغيفي، من تبعات التلاعب بنتائج الانتخابات، مطالباً القيمين على الاستحقاق بالتعامل بحيادية مع جميع المرشحين.

وشدد الجغيفي على ضرورة قيام مفوضية الانتخابات باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإنجاح العملية الانتخابية، مبيناً في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، أن الدعاية الانتخابية يجب أن تكون واضحة، وألا يستخدم فيها المرشح أساليب ملتوية، مثل توزيع الأموال والسلع للناخبين، من أجل ضمان أصواتهم، وموضحاً أن عملية توزيع الأموال تحدث نتيجة لعلم المرشحين بعدم قدرتهم على كسب أصوات الناخبين.


وكان المرشح للانتخابات العراقية عن
"تحالف القرار العراقي" في محافظة الأنبار، طه عبد الغني، أكد وجود عمليات منظمة لبيع بطاقات الناخبين في المحافظة، مبيناً أن بورصة بيع بطاقات الناخبين تخضع لمعايير الدائرة الانتخابية، ومشيراً إلى ارتفاع سعر البطاقة في المدن المهمة، مثل الفلوجة والرمادي، بسبب حدة التنافس السياسي هناك.

بدوره، عبّر عضو "تحالف الوطنية" في محافظة الأنبار أحمد الفهداوي عن خشيته من احتمال تزوير النتائج في حال تمكنت هذه الأحزاب بالفعل من التصويت بالبطاقات التي استولت عليها، مشدداً في حديث لـ"العربي الجديد"على ضرورة وجود فرق رقابية تمثل جميع الأطراف المشتركة في العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع، للحدّ من عمليات التزوير.