ويواصل العراقيون، منذ يوليو/تموز الماضي، الخروج في تظاهرات أسبوعية للمطالبة بإصلاحات وايصال صوت الشارع العراقي للحكومة مما يعانيه المواطنون من أزمات ومشاكل.
اقرأ أيضاً الخطة الأميركية لتحرير الموصل: 3 مراحل جوية وبرية
يقول أحمد الموسوي، وهو ناشط مدني، لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة صارت على ما يبدو تنزعج كثيراً من هتافاتنا ومطالبنا في انصاف المواطنين ومحاسبة اللصوص". ويلفت الموسوي، الذي دأب على الخروج بالتظاهرات التي تقام كل أسبوع في ساحة التحرير وسط بغداد، إلى أن "القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين، صارت تتعامل بقسوة معنا، وتهددنا في حال تطرقنا في هتافاتنا إلى بعض المسؤولين". كما يشير إلى أنّ المتظاهرين "يدعمون توجه العبادي الأخير بإجراء تعديلات وزارية، وهو ما لا يروق لأحزاب السلطة المنتفعين من البقاء متربعين على عروش الوزارات"، على حد قوله.
وكان العبادي قد جدد في التاسع من فبراير/شباط الحالي دعوته السابقة لإجراء تغيير وزاري "جوهري وشامل"، كاشفاً عن الانتهاء من إعداد خطة لترشيق الوزارات تشمل دمج وإلغاء وزارات محددة. لكنه عاد ليعلن يوم الخميس الماضي، أنه لا يزال في انتظار رد الكتل السياسية بشأن التعديل الوزاري.
بدوره، يروي نبيل سعدي، الذي يشارك في التظاهرات، لـ"العربي الجديد"، أن أحد أصدقائه ضرب من قبل عنصر أمني بالهراوات لمجرد هتافه ضد أحد المسؤولين، مؤكداً أن "العنصر الأمني حذره من الهتاف ضد هذه الشخصية". ويضيف سعدي: "صديقي كان يهتف ضد (رئيس الوزراء السابق) نوري المالكي الذي تسبب بالكثير من الخراب الذي نعيشه اليوم. ويبدو أن التغيير الذي نطمح إليه لن يتحقق، بوجود قوات أمنية تدافع عن الأشخاص الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب، وسلبت أمنهم وقوتهم".
من جهته يقول الصحافي خالد سلمان، إنه شاهد وجود عناصر، أكد أنهم يتبعون للمليشيات، "كانوا يرتدون زياً مدنياً، وانخرطوا بين صفوف المتظاهرين، وكانوا يلتقطون صوراً لأشخاص في التظاهرات". ويلفت سلمان في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "أغلب الناشطين المعروفين توقفوا عن الحضور إلى موقع التظاهرات بسبب الخوف من القتل. بعضهم تلقوا تهديدات، وآخرون تم تحذيرهم من أنهم تحت المراقبة". ووفقاً لسلمان، فإن هذه هي "أهم أسباب تمييع التظاهرات التي كانت ستتسبب بإحداث تغييرات منذ الصيف الماضي لولا التهديدات وعمليات تصفية لبعض الناشطين".
ولم تغب هذه الممارسات عن تقرير المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الذي وثّق "اعتداءات بشعة تعرض لها عدد من المتظاهرين" في تظاهرات يوم الجمعة الماضي في بغداد ومحافظة ذي قار (جنوب العراق). ووفقاً للمرصد، فإن الاعتداءات تمت "على يد أشخاص مجهولي الهوية، ينتمون لأحزاب سياسية نافذة في الدولة العراقية".
ووفقاً لما نقله المرصد عن شهود عيان، تعامل عميد مكي، وهو ضابط في الشرطة مع المتظاهرين في مدينة ذي قار بعنف. وأفاد الشهود بقيام مكي بزجرهم ومنعهم من الهتاف وتحطيم مكبر الصوت، فضلاً عن إعطائه الأمر لعناصر الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين.
وبحسب ما وثقه المرصد، نقلاً عن المتظاهرين، لجأ مكي أيضاً إلى "فتح الطريق لمجموعات مسلحة ملثمة، يحمل عناصرها المسدسات والسكاكين والعصي الكهربائية والهراوات وغيرها، لضرب المتظاهرين".
كذلك أشار المرصد إلى أنّ "مجموعة من الأشخاص اعتدت على المتظاهرين الذين كانوا يتوافدون على ساحة التحرير، وسط بغداد، في الساعة الثانية والنصف، من ظهر يوم الجمعة الماضي، وذلك قبل انطلاق التظاهرة في الساعة الثالثة". ونقل المرصد عن شهود عيان التقاهم، قولهم إن أشخاصاً مدنيين "قاموا بالاعتداء على المتظاهرين بالعصي والحجارة، أمام أعين القوات الأمنية التي تتواجد في الساحة". وحذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، من "استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها كل من يطالب بحقوقه ويتظاهر سلمياً احتجاجاً على سوء الخدمات وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد".
اقرأ أيضاً: العراق: اعتقالات وانتشار للمليشيات يرعبان أهالي بغداد