ووفقا لما تأكد لـ"العربي الجديد"، فقد تمكنت القوات المشتركة من التوغل، بعد اثنين وعشرين يوما من المعارك، في حي الشهداء والسيطرة على الأجزاء الأولى منه، وتحديدا منطقة التوزيع الجديد، ومقر شركة مقاولات سابقاً، ومجمعاً سكنياً لموظفي وزارة الصحة، وسط اهتزاز الجبهة الغربية للفلوجة بفعل المعارك المستمرة منذ الإثنين.
وتفيد المعلومات المتحصلة من مصادر عسكرية عراقية متواجدة جنوب الفلوجة، بأن الطيران الأميركي نجح في تدمير ثلاثة حقول ألغام بمحيط الفلوجة، فجر الثلاثاء، من المحور الجنوبي، في أول تدخل مباشر داعم للقوات المهاجمة للفلوجة منذ نحو أسبوعين.
وقال المقدم ضياء عبد الله، من وحدة المهام الخاصة بجهاز مكافحة الإرهاب، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الأميركي دمر بقنابل ذكية المئات من الألغام المزروعة حول الفلوجة، مبينا أن "الطائرات الأميركية قصفت مواقع مهمة، ودمرت مصادر النيران الثقيلة لـ"داعش"، بشكل سمح لنا بالتقدم إلى المدينة عبر لواء دروع ودبابات برامز".
وأكد المقدم بوحدة المهام الخاصة أن القوات العراقية باتت حاليا داخل الحدود الإدارية للفلوجة، حيث جرت السيطرة على أجزاء من حي الشهداء، "لكن التقدم بطيء بسبب الحذر والخوف من الكمائن"، مشددا على أن "القوات التي تقدمت فقط جهاز مكافحة الإرهاب، وأن المليشيات تريد الدخول، لكن هناك مشاكل كبيرة في بغداد"، على حد وصفه.
من جانبه، قال قائد عمليات الفلوجة، الفريق عبد الوهاب الساعدي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية مستمرة في عملياتها العسكرية، و"اليوم وجدنا تقدما كبيرا في مجريات المعركة".
وأضاف الساعدي: "لدينا فرصة كبيرة لاستثمار انكسار عناصر "داعش" وتحقيق توغل باتجاه حي النزال، المجاور لحي الشهداء، لكن لن نستعجل، فالمعركة تحتاج إلى صبر، والأهم حماية الأرواح في هذه المعركة".
وذكر الدليمي أن "الخطة هي الاقتحام من المحاور عدة، والمحور الجنوبي أكثر المحاور نجاحا في التقدم"، على حد قوله، مبرزا أن "أمر التقدم في حي الشهداء قد لا يكون نهائيا، فـ"داعش" يهاجم بشراسة".
وتأتي هذه التطورات الميدانية بالتزامن مع تصريحات للرئيس العراقي، فؤاد معصوم، وصف فيها جرائم مليشيات "الحشد" بأنها "انتهاكات فردية وغير ممنهجة"، في الوقت الذي جدد مجلس محافظة الأنبار رفضه دخول المليشيات إلى الفلوجة، معربا عن قلقه من "النفس الطائفي والانتقامي الذي يحمله، وخطورته على المدنيين والممتلكات في المدينة التجارية الغنية".