خرج الفلسطينيون، مساء أمس الأربعاء، في عدة محافظات فلسطينية بمسيرات شعبية غاضبة في تمام الساعة السادسة مساءً، نصرة للأسير الصحافي محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ 78 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
وتأتي هذه المسيرة التي تمت الدعوة إليها يوم الثلاثاء الماضي، إسناداً لفعالية احتجاجية نظمها ناشطون فلسطينيون، أمام مستشفى العفولة الإسرائيلي، حيث يحتجز القيق. في محاولة منهم لإخراج القيق من المستشفى ونقله إلى مستشفى رام الله، لكن قوات الاحتلال طوقت المستشفى ومنعت الناشطين من دخوله.
وخرجت مسيرات في مدينتي رام الله والخليل، وفي بلدة عرابة جنوبي جنين، نصرة للأسير القيق ومساندة لناشطي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 في فعاليتهم، حيث رفع المشاركون صور القيق، ولافتات تدعو لإنقاذه وإنهاء معاناته وتحقيق مطالبه. فيما هتف المشاركون بهتافات تظهر معاناة الأسير القيق وتشيد بصموده، وتدعو إلى مزيد من التضامن معه.
اقرأ أيضاً: صحافية تونسية تتلقى تهديدا بالقتل والتشويه
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش مسيرة شعبية نظمت في مدينة رام الله وشارك فيها المئات، أنه لا وقت لمزيد من الفعاليات ولا رهان على مواصلة محمد القيق لإضرابه، فما يجب أن نقوله للقيق إن عليك الاستراحة، وتساءل "كيف نعيش كفلسطينيين على المستوى الرسمي وكذلك المقاومة ولا نستطيع أن نحرر أسيراً أعطانا كل أوراق القوة وأضرب عن الطعام كل هذه الفترة، فهو أمر غير مقبول".
ودعا عدنان الحكومة الفلسطينية إلى الخروج والاجتماع في منزل القيق، وكذلك أن تخرج الرئاسة الفلسطينية نصرةً للقيق، وأنه لا بد للفصائل الفلسطينية في الضفة قبل غزّة من الخروج وإرسال رسالة واضحة للاحتلال بشأن القيق، فإن ترك محمد القيق هو ترك لكل الأسرى.
الجهود الفلسطينية ما زالت متواصلة من أجل إنهاء معاناة القيق، في ظل الحراك الشعبي المستمر في مساندته، حيث قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، عمر نزال لـ"العربي الجديد"، "لقد تواصلت النقابة مع الجهات الصحافية الدولية، وخاصة منظمة مراسلون بلا حدود، بعدما كان يوجد فهم خاطئ لديهم بأن القيق قد أنهى إضرابه نتيجة للالتفاف حول إضرابه، بعدما أعلنت محكمة العدل العليا الإسرائيلية عن تعليق إضراب القيق الأسبوع الماضي وأبقته محتجزاً في مستشفى العفولة".
وأكد نزال أن النقابة أوضحت هذا اللبس في قضية القيق، وأن المنظمة الدولية وعدت بمزيد من الجهود هذه الليلة وغداً، في محاولة منها للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عن القيق. فيما أكد كذلك أن فعاليات نقابة الصحافيين الفلسطينيين مستمرة ولن تتوقف إلا بانتصار القيق.
وفي ظل استمرار معاناة القيق وتدهور وضعه الصحي، دعا ناشطون إلى فعاليات جديدة خلال اليومين القادمين تضامناً ونصرة للأسير القيق، حيث دعت الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إلى فعاليات تضامنية مع القيق يوم غدٍ الخميس، في عدة محافظات فلسطينية، وكذلك بعد غدٍ الجمعة، إلى فعالية أخرى أمام سجن عوفر غربي رام الله، فيما دعت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت إلى تصعيد المواجهات أمام سجن عوفر نصرة للقيق.
وخلال المسيرة التي نظمت في رام الله، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أمين شومان، في كلمة له، إن "برنامجاً من الفعاليات سيتم تنفيذه في كل المحافظات الفلسطينية نصرة للقيق، فلا نريد أن نطيل إضراب القيق، وإن الأيام القادمة تنذر بانفجار حقيقي إذا ما استشهد القيق، فحياته في خطر حقيقي بعد أن شارف إضرابه على 80 يوماً؛ وهي أطول فترة من الممكن للإنسان أن يعيش فيها على الماء فقط كما يفعل القيق الآن".
من جهة ثانية، أكد نادي الأسير الفلسطيني في بيان له مساء اليوم، على عدم وجود أي مقترح إسرائيلي بشأن قضية الأسير القيق، حيث إن التعنت الإسرائيلي ما زال قائماً، رغم الخطورة الصحية الشديدة التي وصل إليها القيق.
ولفت النادي إلى أنه ومنذ تاريخ انعقاد الجلسة في الرابع من الشهر الجاري، والتي أصدر فيها قضاة الاحتلال أمراً بتعليق اعتقاله الإداري بشروط، لم يبدِ الطرف الإسرائيلي أي ليونة أو استعداد لإيجاد أي حل لما وصلت إليه القضية.
إلى ذلك، قالت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية هبة مصالحة، في تصريح لها، إن "إدارة مستشفى العفولة قررت وضع مراقب طبي دائم إلى جانب الأسير القيق، بسبب التدهور المتسارع والخطير للأسير القيق، والخشية من دخوله بغيبوبة تامة في أي لحظة، حيث يعاني من أوجاع وآلام شديدة في الصدر، ويصدر منه صراخ كبير غير مسبوق، دفع الأطباء للالتفاف حوله، وظهور تخوف وقلق كبير على وجوههم".