شيّع آلاف الفلسطينيين، بعد ظهر اليوم الأحد، جثامين شهيدين في بلدة سلواد، شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية، وشهيدة قاصر من مخيم عسكر، شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية، بعد يومين على تسليم جثامينهم، بعدما رفضت عائلاتهم شروط الاحتلال الإسرائيلي بعدم تشريح جثامين أبنائهم وتشييعهم فور تسليمهم، ورفضوا أية مساومات بهذا الخصوص.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية، ورددوا هتافات تمجّد الشهداء وتدعو للانتقام لهم ومواصلة دربهم، وكذلك رفض شروط الاحتلال حول تسليم جثامين الشهداء، وتفعيل الأجنحة العسكرية للفصائل، وتنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما هتف المشيعون في سلواد ضد العقوبات الجماعية بحق أهالي البلدة وتشديد الإجراءات ضد الأهالي.
وانطلق موكب تشييع جثماني الشهيدين أنس بسام حماد (21 عامًا)، ومحمد عبد الرحمن عياد (21 عامًا)، قبيل ظهر اليوم، من أمام مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، حيث أقيمت لهما جنازة عسكرية بمشاركة قوى الأمن الفلسطيني، ومن ثم اتجه موكب التشييع إلى مسقط رأسيهما بلدة سلواد، حيث ألقى ذووهما نظرة الوداع الأخيرة عليهما، وأقيمت صلاة الجنازة عليهما في ساحة مدرسة ذكور سلواد الأساسية.
وشارك نحو خمسة آلاف فلسطيني من سلواد والقرى والبلدات المجاورة، في تشييع جثماني الشهيدين حماد وعياد، وجابت المسيرة الحاشدة شوارع سلواد باتجاه مقبرة البلدة، حيث ووري جثمانا الشهيدين الثرى، في الوقت الذي بثت فيه قنوات فضائية فلسطينية بشكل مباشر مراسم الجنازة، والتي يسمح الاحتلال داخل سجونه بمشاهدتها للأسرى، بناءً على مناشدة وطلب من والد الشهيد أنس الذي اعتقل بعد أيام من استشهاد ابنه أنس، وحرم من إلقاء نظرة الوداع عليه ووداعه.
أقرأ أيضا: الاحتلال يقرر تسليم جثامين أربعة شهداء فلسطينيين بشروط
وقتلت قوات الاحتلال الشهيد أنس في 4 من الشهر الماضي، والشهيد محمد في 18 من الشهر الماضي، بعدما نفذا عمليتي دهس متفرقتين على مدخل سلواد الغربي أصيب خلالهما جنود إسرائيليون، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص باتجاههما، ما أدى لاستشهادهما، فيما تبلّغت عائلتاهما إخطاراً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزليهما، الشهر الماضي.
من جانبه، قال رئيس بلدية سلواد، عبد الرحمن صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي شيعوا جثماني الشهيدين بعدما رفضوا شروط الاحتلال، وتم تشريح جثماني الشهيدين أنس ومحمد، فجر اليوم، لكنه يتم انتظار إعلان نتائج التقرير".
وفي السياق ذاته، شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الأحد، جثمان الشهيدة الطفلة أشرقت قطناني (16 عامًا)، في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين، بعد أن احتجزت سلطات الاحتلال جثمانها أكثر من 40 يومًا منذ لحظة استشهادها.
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيدة قطناني من أمام مبنى جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، بعدما أجرى الطبيب الشرعي تشريحاً للجثمان بطلب من عائلتها، وصولاً إلى ميدان الشهداء، وسط مدينة نابلس، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة هناك.
وسار المشيعون من وسط المدينة باتجاه مسقط رأس الشهيدة مشياً على الأقدام، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الشهيدة في منزل والدها، حيث سادت حالة من الحزن والغضب الشديدين، وجاب المشاركون شوارع المخيم انتهاءً بمقبرة الشهداء، حيث ووري جثمانها الثرى.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلة أشرقت في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أن دهسها رئيس مجلس المستوطنات الأسبق بسيارته، ومن ثم إطلاق النار عليها من قبل جنود الاحتلال عند حاجز حوارة العسكري، جنوبي مدينة نابلس، بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن.
اقرأ أيضا: أهالي شهداء القدس يرفضون شروط الاحتلال لتسليم جثامين أبنائهم