الفنانات التجريديات.. أنطولوجيا عابرة للأجيال والجغرافيا

18 ابريل 2018
(من المعرض)
+ الخط -
في صالات عرض "فيكتوريا ميرو" المتعدّدة في لندن، يقام حالياً معرض عابر للجنسيات والأجيال، تحت عنوان "سطح للعمل" وموضوعه هو عمل التشكيليات اللواتي اشتغلن ضمن المدرسة التجريدية منذ النصف الأول من القرن العشرين.

يتواصل المعرض حتى 19 حزيران/ يونيو المقبل، ويستوحي عنوانه من مقولة للفنانة الأميركية جوان ميتشيل (1925-1992) والتي تُعتبر من الجيل الثاني من التجريديات، حيث قالت "التجريد ليس أسلوباً، أنا ببساطة أحاول أن أصنع سطحاً للعمل".

خمسون فنانة من أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا والمشرق العربي تحضر أعمالهن في المعرض، من أبرزهن الروسية ليوبوف بوبوفا (1889-1924) والبرازيلية ليجيا كلارك (1920-1988)، واليابانية يايو كوزاما (1929)، والألمانية رافييلا سايمون (1986)، واللبنانية دالا ناصر (1990)، والبريطانية باولا فيزلي (1892-1984)، والأميركية ميلدريد تومسون (1936-2003)، والنمساوية مارثا جونغويرث (1940)، والبلجيكية إلزي دولاندر (1968-1997)، والإسبانية أنديلا دو لا كروز (1965)، والأرجنتينية فيردا كيفانو (1971) وأخريات.عمل لـ اللبنانية دالا ناصر

تأتي أهمية هذا المعرض من عدّة عناصر، أولها أنه يمثّل أنطولوجيا عالمية متخصّصة في مدرسة محدّدة وتحوّلاتها عبر العقود، وهذا يتيح تكوين رؤية أكثر عمقاً وشمولية ومراقبة تأثير الشرق على الغرب والعكس، والتشابهات والفروقات في النظر إلى المدرسة التجريدية والعمل في ظل أسلوبها وخطوطها ومزاجها في بلاد مختلفة من العالم.

كما أن "سطح العمل" قد يكون من المعارض القليلة التي تكترث لأثر المرأة في مدرسة لطالما اعتبرت مجالاً لعب فيه الرجل الفنان أكثر من المرأة، وسيطر فيها على تاريخ الفن، بوصفه الطلائعي المجدّد فيها، رغم أن حضور فنانات في هذا السياق منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين.

ربما يكون في قول الفنانة الرومانية الأميركية هيدا ستيرن (1910-2011) تفسيراً لذلك "إنهم يعرفونني من خلال صورتي الرهيبة أكثر مما يعرفونني بعد ثمانين عاماً من العمل"، لكن معرض "فيكتوريا ميرو" هذا يفرد لستيرن حضوراً بأكثر من عمل، هي وغيرها من الرائدات في هذا الفن التجريدي.

كما تحضر فيزلي التي تعتبر أول فنانة بريطانية رسمت العمل التجريدي، والتي فُقدت الكثير من أعمالها في الحربين الأولى والثانية، بعض الفنانات الحاضرات اشتهرن ليس لأعمالهن بل لأنهن كن زوجات لفنانين كبار، وبعضهن كانت حظوظهن في التعريف بأعمالهن أقلّ بسبب الجغرافيا التي ينتمين إليها.

دلالات